كلمة السر

أحمد الجمال يكتب: معادلة الحرب

أحمد الجمال
أحمد الجمال

■ بقلم: أحمد الجمال

الخسائر الناجمة عن الحرب التى تشنها إسرائيل حاليًا فى غزة فادحة، وهى إن كانت موجعة للجانب الفلسطينى الذى يتجرّع الموت ليل نهار، ويفقد كل مقدرات الحياة، فهى أكثر إيلامًا لإسرائيل التى ظهرت أمام العالم بصورة الضعيف الخائر ثم فى هيئة القاتل المجنون.

وبعد أن تحطّمت محاولات دول العالم لإنهاء هذه المهزلة بوقف إطلاق النار، عبر مجلس الأمن والأمم المتحدة، فإن إسرائيل الآن ليس لديها أى شيء تفعله سوى التمادى فى ارتكاب مزيد من المذابح ضد المدنيين الفلسطينيين ردًا على الصفعة التى لطمت بها حماس وجه دولة الاحتلال ومرّغت أنفها فى الوحل.

وليس ثمة دلائل تشير إلى قرب انتهاء هذه الجريمة التى تنفذها الطائرات الحربية الإسرائيلية على طول قطاع غزة وعرضه، من قصفٍ متواصل للمنازل والمساجد والمستشفيات والمدارس، فإسرائيل تريد أن تعادل نتيجة الحرب مع الفصيل الفلسطينى الذى باغتها وفاجأها بقدرته التسليحية والقتالية، لكن طالما ظل هذا الفصيل بعيدًا عن جرائم الحرب، فإن العالم سيظل يتعاطف معه لا مع عدوه الذى يخسر يوميًا من سمعته بسبب مشاهد قصف الأطفال والنساء بأطنان من المتفجرات.

إنّ صورة هذا الصراع تبدّلت فى عيون الشارع الغربى من إدانة لحماس مع بداية انطلاق «طوفان الأقصى» فى 7 أكتوبر الماضي، إلى تعاطفٍ كبير مع سكان غزة، بعد أن شاهد العالم حجم الدم والدمار الذى لحق بالقطاع، لذا مهما فعلت آلة الحرب الإسرائيلية فإنها لن تقدر على إنجاز أى نصر لصالحها، بل هى فى كل يوم تؤكد أنها دولة احتلال، تنتهك شعبًا أعزل ولا تستطيع كسر مقاوميه.. المؤكد أن إسرائيل لن تحقق التعادل.. ستظل النتيجة فى عيون أحرار العالم (1- صفر) لصالح فلسطين.