«البندقية إيه آر 15».. السلاح الذي يفضله القتلة في أمريكا

البندقية إيه آر 15
البندقية إيه آر 15

دينا‭ ‬جلال

   مع كل حادث إطلاق نار جماعي في الولايات الأمريكية تتزايد قائمة الحوادث الشهرية والسنوية التي تنذر بالمزيد من المخاطر داخل مجتمعاتهم كما تنكشف اسرار جديدة ترصدها التحقيقات والتقارير الأمريكية التي كشفت عن نوع السلاح المفضل للأمريكيين ممن يرتكبون حوادث إطلاق النار الانتقامية العشوائية وتوالت التقارير التي تنذر بسرعة انتشار هذا السلاح الخطير وتوافره بسهولة في المنازل؛ ليصبح السلاح الشائع في تلك الحوادث.

تكشف تقارير الصحف عن نوع السلاح المفضل لمرتكبي حوادث إطلاق النار الاخيرة وهو سلاح شبه آلي من طراز (إيه آر 15) تحول إلى آلة قتل سريعة الانتشار والاستخدام بشكل مخيف في وباء عمليات إطلاق النار الجماعي في أمريكا خاصة في المذبحة الأخيرة في لويستون بولاية مين والتي تعد أعنف حادث إطلاق نار جماعي يضرب أمريكا هذا العام؛ حيث تسببت في قتل ما لا يقل عن 22 شخصًا وإصابة حوالي 60 شخصًا بعد قيام مسلح بمطاردة الضحايا في حانة ومطعم شواء وفي صالة بولينج في مذبحة استمرت كثيرا دون توقف، وعلى اثر الحادث اغلقت البلدة ومدينة مجاورة لها، ودفع ارتفاع عدد القتلى المستشفيات المحلية إلى إعلان حالة الطوارئ بسبب زيادة عدد الإصابات، وطلبت سلطات إنفاذ القانون من الاهالي الاختباء في أماكنهم وإغلاق أبوابهم ومنافذ منازلهم.

القاتل عسكري

ظل الجاني مجهولا بعض الوقت؛ بسبب هربه بعد ارتكاب الحادث مما دفع السلطات الأمريكية إلى نشر صوره ومواصفاته؛ لحث الأمريكيين على الإدلاء بأى معلومات تكشف هويته ووصفته برجل ابيض يحمل بندقية شبه آلة ويرتدي ملابس عسكرية، ووقعت حالة من الصدمة بمجرد انكشاف هويته حين اكدت الشرطة ان مرتكب الحادث هو روبرت كارد، عمره 40 عامًا، جندي احتياط في الجيش ومتخصص في الأسلحة النارية ولديه تاريخ من مشكلات الصحة العقلية مذكورة في ملفه الأمني، واحتل حادث ولاية ماين قائمة الحوادث الاكثر دموية لهذا العام ليزيح هجوم مونتيري بارك بولاية كاليفورنيا في يناير الماضي، وقتل فيه المسلح هوو كان تران، وعمره 72 عامًا، 11 شخصًا واصاب العشرات ليستهدف الآسيويين في إحدى احتفالاتهم السنوية.

ألقى الحادث الضوء على سلاح الجريمة او بندقية امريكا الاكثر انتشارًا من طراز (إيه آر 15)  ليوصف بمميزاته العديدة في التقارير الامنية فهو اقصر قليلا من مضرب البيسبول وأخف من كرة البولينج، ويباع بأسعار مخفضة لأنه الابسط والاخف في إطلاق النار، ويشير الخبراء الأمنيون إلى أن ارتداد السلاح ضعيف أو سهل يسهم في استمرار التصويب به لإتمام اكبر كم من عمليات القتل خلال دقائق، فلا يتطلب قوة كبيرة من القاتل، أما الجانب الأكثر إثارة للقلق في هذا السلاح هو فتك رصاصاته لانها تسبب انفجارًا في جسد الضحية ليتضاعف تأثيرها، وعند إطلاقها تتحرك هذه المقذوفات بسرعة أكبر بثلاث مرات من تلك التي تطلق من المسدسات ويخلق موجة صادمة تمزق الأعضاء الحيوية وتحطم العظام.

مكاسب هائلة

يجني تجار الاسلحة والمؤسسات الكبرى مكاسب هائلة من بيع الاسلحة ويبدو أن نفوذهم وسطوتهم تتغلب على أى مشاريع قوانين أمريكية قد تقف امام تجارتهم؛ ليصبح تجار السلاح اهم اجابة للتساؤلات حول اسباب عدم نجاح الإدارات الأمريكية في تقنين حيازة الاسلحة ومنع انتشارها لتصبح قطعة اساسية في كل منزل امريكي، وتوصل تحقيق أجرته لجنة الرقابة بمجلس النواب لعام 2022 إلى أن خمسة من كبار صانعي الأسلحة في امريكا حصدوا إيرادات تصل إلى مليار دولار على مدار عشر سنوات من بيع سلاح طراز (إيه آر 15) فقط.

أجرت صحيفة واشنطن بوست العديد من التحليلات لتأكيد التقارير الخاصة بالسلاح الاكثر انتشارًا في حوادث القتل الجماعي، أصدرت تحليلا في بداية العام الجاري؛ لتكشف استخدام سلاح (إيه آر 15) في عشر حوادث من أصل 17 حادثة إطلاق نار جماعي دموية في الولايات المتحدة واشهرها حادث اطلاق النار في حفل موسيقي في لاس فيجاس السلاح في عام 2017، وكذلك حادث اطلاق النار في مدرسة ساندي هوك الابتدائية في عام 2012، وفي العام الحالي وقع حادث اطلاق نار في شهر مايو، انتهى بمقتل 8 أشخاص وأصيب 7 آخرين عندما خرج موريسيو جارسيا، 33 عامًا، من سيارته وأخرج بندقيته (إيه آر 15) وفتح النار في مركز تسوق بولاية تكساس، كما استخدم نفس السلاح القاتل سلفادور راموس، البالغ من العمر 18 عامًا؛ حين اقتحم مدرسة ابتدائية، وانتهت عمليات اطلاق النار الثلاثة السابق ذكرها بمقتل 100 ضحية.

مؤيدو السلاح

على المستوى الاجتماعي يطلق عشاق حيازة الاسلحة على سلاح (إيه آر 15) لقب «بندقية أمريكا»، ولا تبذل سلطات الولايات أى مجهود في منع أو تقنين حيازة تلك الاسلحة بل يتم تسهيل حيازتها؛ حيث يتم استخدامها في مسابقات الرماية على مستوى الولايات وتطلق عليها المؤسسة الوطنية لرياضة الرماية وهي مجموعة تجارية لصناعة الأسلحة النارية «البندقية الرياضية»؛ حيث تدافع المجموعة مؤكدة انه سلاح نصف آلي يطلق طلقة واحدة فقط مع كل ضغطة على الزناد، على عكس السلاح الأوتوماتيكي بالكامل الذي يقوم باستمرار إطلاق الطلقات بمجرد الضغط عليه، ولم تذكر الجمعية انه يمكن للمسلح ذو الخبرة إطلاق ما بين 45 إلى 100 رصاصة في الدقيقة ويمكنه إطلاق ما يزيد عن 100 ذخيرة قبل أن يضطر المستخدم إلى التوقف وإعادة تحميل الذخيرة مرة اخرى.

يحمل نفس السلاح مواصفات عديدة؛ حيث تمكن ستيفن بادوك مرتكب مذبحة لاس فيجاس من تعديل بندقيته بضمان استمرار اطلاق النار بالضغط على الزناد بوتيرة ثابتة؛ لتتحول الى مدفع رشاش بإمدادها بمخزون ضخم من الذخيرة في مذبحته الشهيرة، وكذلك القاتل أودري هيل قام بتعديل بندقيته ضمن ترسانة من الأسلحة النارية الأخرى مما أسفر عن مقتل الكثيرين في مدرسة دينية في ناشفيل بولاية تينيسي، وكذلك في ابريل الماضي اشترى القاتل كونور ستورجيون البندقية لقتل خمسة من زملائه في احد البنوك.

اقرأ أيضا : الولايات المتحدة تسجل أرقاما قياسية في حوادث إطلاق النار الجماعي


 

 

 

;