30 يوم من الحرب على غزة.. تظاهرات حول عالم «صامت سياسيًا»

صورة من إحدى المظاهرات
صورة من إحدى المظاهرات

اليوم يمر شهر منذ بدء العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة ردا على عملية طوفان الأقصى، ويتزايد الغضب الدولي جراء ما يتعرض له المدنيون الفلسطينيون من أذى. وقد شهدت عواصم ومدن عدة بلدان حراكا مجتمعيا واسعا للمطالبة بوقف العدوان على غزة وتسليط الضوء على ما يتعرض له أبناؤها من قصف متواصل.

ففي أوروبا، خرجت آلاف المتظاهرين في باريس ولندن وبرلين للنداء بإنهاء العدوان وتضامنا مع الفلسطينيين. وفي الولايات المتحدة، شهدت العاصمة واشنطن أكبر مظاهرة في تاريخها ضد الحرب على غزة. كما شهدت مدن كندية وأوروبية وأمريكية مظاهرات حاشدة.

وفيما يتصاعد الغضب الشعبي الدولي تضامنا مع الشعب الفلسطيني، يشهد القطاع تدهورا إنسانيا متزايدا نتيجة الحصار والقصف المستمر الذي أدى إلى سقوط المزيد من الشهداء والجرحى. وقد حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين من ارتفاع وفيات النساء والأطفال.


وفي باريس، يتظاهر آلاف مطالبين بوقف إطلاق النار، بمشاركة فاعلة من الأحزاب والمؤسسات والمبادرات السياسية الفرنسية، بالإضافة إلى كتاب وصحفيين وفنانين. ويرفع المتظاهرون لافتات بجانب العلم الفلسطيني كتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية" و"أوقفوا دائرة العنف المفرغة" و"عدم القيام بأي شيء وعدم قول أي شيء هو تواطؤ". تُظهر اللقطات التي تم تصويرها في لندن مجموعات كبيرة من المتظاهرين وهم ينتقلون من ميدان أكسفورد وميدان بيكاديللي إلى ميدان الطرف الأغر.

وألقت الشرطة البريطانية القبض على عدد من المتظاهرين في محطة كينغز كروس بلندن الذين تفرقوا للمطالبة بوقف إطلاق النار وانتقاد موقف الحكومة المؤيد لإسرائيل. خرج آلاف الأشخاص إلى شوارع برلين لإظهار التضامن مع الفلسطينيين في غزة. ومن المثير للاهتمام أن العديد من العائلات التي لديها أطفال كانت حاضرة، وحملت لافتات كتب عليها "أنقذوا غزة"، و"أوقفوا الإبادة الجماعية"، و"أوقفوا الحرائق". وتجمعت حشود كبيرة محاطة بالأعلام الفلسطينية في ميدان ألكسندر بوسط برلين، وهم يرتدون الكوفية الفلسطينية ويهتفون "فلسطين حرة".

وفرضت الشرطة الألمانية قيودا صارمة على المسيرة، بحجة أن "أي تعبير عن آراء معادية للسامية تنكر حق إسرائيل في الوجود، أو تحرض على الكراهية أو تمجد العنف والإرهاب" يستوجب الملاحقة القضائية. 

ونظم احتجاج آخر يدعو إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة في مالمو بالسويد. وأشعل المشاركون الشموع على شكل كلمة غزة ورفعوا العلم الفلسطيني. وأقيمت وقفة احتجاجية مماثلة في هيلسينجبورج، حيث أضاءت الشموع ووضع المشاركون توابيت ضحايا غزة وصور القصف الإسرائيلي. وفي العاصمة النمساوية فيينا، نزل المتظاهرون إلى الشوارع للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة ووضع حد لعمليات القتل المستمرة. 

كما نظمت مظاهرة واسعة النطاق في ميلانو بإيطاليا إدانة للغزو الإسرائيلي لقطاع غزة. كما نظمت بلفاست (إيرلندا) احتجاجًا أمام السفارة الأمريكية، حيث لوح المشاركون بالعلم الفلسطيني ورددوا شعارات مؤيدة للفلسطينيين. 
نشر نشطاء ومستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في مدينة فالنسيا الإسبانية، مقاطع فيديو وصور لاحتجاجات حاشدة تطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وجرت مسيرة كبيرة في شوارع واشنطن في طريقها إلى البيت الأبيض، هتف المشاركون فيها: "بايدن، بايدن، لا يمكنك إخفاء ذلك، لقد شاركت في الإبادة الجماعية".

وقالت تقارير إعلامية إنها أكبر مظاهرة تشهدها واشنطن منذ بدء حرب غزة، وقال المنظمون إنها أكبر مظاهرة دعما للشعب الفلسطيني في تاريخ الولايات المتحدة. وسيشارك فيه أكثر من 300 ألف شخص. كما جرت احتجاجات تطالب بإنهاء الحرب في غزة في أجزاء أخرى من الولايات المتحدة، بما في ذلك نيويورك وسان فرانسيسكو.

دعا ناشطون متضامنون مع فلسطين في تورنتو بكندا إلى مقاطعة سلسلة المقاهي الإسرائيلية. وبحسب وسائل إعلام كندية، نظمت "حركة الشباب الفلسطيني" وقفة احتجاجية في تورونتو لإظهار التضامن مع قطاع غزة ضد الهجمات الإسرائيلية.

وفي هذا الشهر، تجمع حوالي 25 ألف شخص خارج القنصلية الأمريكية في تورونتو للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة. وبحسب وكالة الأناضول، ردد المتظاهرون شعارات تنتقد موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن من الأحداث التي تشهدها قطاع غزة، وتطالب بوقف فوري لإطلاق النار ورفع الحصار عن قطاع غزة.

كما اتهم المتظاهرون رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وبايدن بـ"التواطؤ في مذبحة غزة" و"دعم الإرهاب". رداً على ذلك، قامت مجموعة من المتظاهرين بزيارة سلسلة مقاهي إسرائيلية ودعوا إلى المقاطعة.

ويزداد تفاقم الأوضاع الإنساني في قطاع غزة، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي العنيف على أنحائه المختلفة. وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "الأونروا" قد حذرت السبت من أن "عدد القتلى في غزة أصبح صاعقًا، فيما تستمر المأساة... نقص الإمدادات والقصف المستمر وانقطاع الاتصالات يجعل الإغاثة الإنسانية صعبة للغاية".

كما توقعت "الأونروا" ارتفاع الوفيات في صفوف الأمهات والمواليد الجدد في القطاع بسبب "عدم إمكانية الحصول على الرعاية الكافية".