مفاجآت فى مقتل سيدة طعنًا بالسكين على يد زوجها بحدائق القبة

المجنى عليها
المجنى عليها

آمال‭ ‬فؤاد‭ ‬

 جريمة قتل شهدت أحداثها حي حدائق القبة، حين أقدم زوج نزع من قلبه الرحمة وتجرد من كل معاني الإنسانية على قتل زوجته بعد عشرة دامت 22 سنه زواج، طعنها بأربع طعنات بأماكن متفرقة بجسدها لرفضها إعطاءه تحويشة عمرها من عملها كي ينفقها على ملذاته داخل الملاهي الليلية، ولم يكتفِ بهذا ولكن حاول قتل ابنه الصغير ايضا، لكن الطفل هرول على سلم العقار يصرخ يستغيث بالجيران، كيف هانت على هذا الزوج سنوات العشرة خاصة وأن زوجته كانت حاملا في شهرها الثالث؟ وكيف برر جريمته الشنعاء أمام جهات التحقيق؟ وماذا قالت لنا  والدة المجني عليها ونجلتها؟!هذا ما سوف تجيب عنه السطور التالية.

منى كامل،  سيدة عمرها 38 سنه، تقيم بشارع الترعة بحي حدائق القبة، تسعى ليل نهار  وراء لقمة العيش بالحلال لأجل تربية أبنائها الأربعة، أصولها صعيدية، بعد حصولها على شهادة الدبلوم تقدم لخطبتها أحد أبناء قريتها لسمعتها وعائلتها الطيبة وتم الزواج، وانتقلت للإقامة معه بالقاهرة وانجبت منه طفلتها الاولى، لكن سرعان ما اكتشفت أنه كثير العلاقات النسائية لم يحترم أنه زوج وأب لطفلة وثلاثة أولاد أنجبتهم زوجته طول سنوات العشرة بينهما، ومعها تحطمت كل أحلامها وبدأت الخلافات والمشكلات تتفاقم، كان دائم الشجار معها ووصل الامر إلي تعديه عليها بالضرب، وزادت المشكلات يوما بعد الآخر حتى سئمت الحياة معه وقررت الانفصال، ولكن عاد وتودد إليها طالبًا منها العفو والسماح وعادت منى إليه لأجل لأولادها، ظلت الحياة  قائمة  بينهما على وتيرة الخلافات، مرت السنوات ولم ينصلح حال الزوج بل يأخذ ما تتحصل عليه من عملها عنوة وينفقه على ملذاته.

قبل الحادث

 قبل الواقعة بأربعة أيام طلب الزوج من زوجته أمام أولادهم أن تعطيه 20 ألف جنيه، لكنها رفضت لانها تعلم يقينًا أفعاله وعقابًا لها بدأ يضربها هي وأولاده ويحطم في أثاث البيت  ويسبها بالشتائم البذيئة، إلى أن أتت يوم الواقعة؛ كانت الزوجة تعد الطعام لأولادها عقب عودتها من العمل والابناء الأربعة كل يجلس يستذكر دروسه، وأثناء ذلك لاحظت ابنته انه يخفي "مطواة" بين ملابسه، فأخبرت الابنة والدتها، ففزعت المجني عليها وسألته لماذا يخفي المطواة بين ملابسه لكنه لم يرد عليها وأنكر كلام  ابنته، ودارت بينهما مشادة كلامية تطورت إلي أنه فتح المطواة وقام بتهويشهم بها ثم خرج تاركًا المنزل، المؤسف وكما أشارت لنا الابنة في معرض كلامها أن والدها كان يكرههم بسبب حبهم لأمهم أكثر منه.                                                                                                                                                                                                           المتهم

الجريمة

عقارب الساعة تشير إلى الثامنة صباحا، اعتادت الزوجة المجني عليها ونجلتها الذهاب إلى عملهما وفي تمام الساعة الثانية ظهرا فوجئت الزوجة باتصال هاتفي من زوجها على غير عادته يخبرها بأنه انتهى من عمله وعاد إلى المنزل، استغربت الزوجة من عودته في هذا الوقت المبكر من اليوم لكنها قررت العودة لكي تعد له الطعام وابنائها، جهزت الطعام  وأثناء ذلك تودد الزوج لنجلته طالبا منها أن تصالحة على والدتها لكن الابنة رفضت كلامه وعلى اثر ذلك تدخلت الزوجة وأنهت الحوار بينهما وطلبت من نجلتها أن تصطحب شقيقها إلى استديو لتصويره كما طلبت إدارة المدرسة، ذهبت الفتاة وشقيقها تاركة والدتها ووالدها وشقيقها الصغير، وأثناء ذلك انهال الزوج على زوجته بالطعنات حتى سقطت على الأرض غارقة في دمائها أمام عين طفلها الصغير، وفي لحظات اسرع الطفل نحو الباب مهرولا على السلم يصرخ يستغيث بالجيران بأن والده قتل امه، وتجمع الجيران والناس بالشارع وصعدوا فوجدوا الزوجة غارقة في دمائها والمتهم يحاول الهروب فأمسكوا به ابلغوا الشرطة بالحادث.

انتقل فريق البحث وبرفقتهم سيارة الإسعاف إلى محل البلاغ وتبين أن الجثة لسيدة في نهاية العقد الثالث من عمرها ترتدي كافة ملابسها، ملطخة بالدماء بجسدها اربع طعنات بأماكن متفرقة بجسدها وطعنتين بالقلب، وذبح بالرقبة، تم إلقاء القبض على المتهم وبحوزته سلاح الجريمة،استمع فريق البحث الى شهادة جيران المتهم الذين اكدوا أن الزوج سيئ الخلق، تم تحرير محضر بالواقعة وأحيل المتهم الذي يعمل حارس امن الىالنيابة، انكر في البداية زاعما أنه  قد سجل باسم المجني عليها "تحويشة عمره" منزل ببني سويف وأربع شقق بالقاهرة وامول تصل الى مليون جنيه، وانه عندما تعثر ماليا رفضت مساعدته في عمل مشروع، فقرر الانتقام منها وقتلها، بعدرفضها بيع ممتلكات كان كتبها باسمها، واستمعت النيابة لاقوال نجلة المجني عليها التي أكدت انه لا يمتلك غير منزل بالصعيد ورثه وعقب وفاة والدتها اكتشفوا انه باع جزءً من المنزل،وقال نجل المجني عليها الصغير الذي كان موجودا وقت وقوع الحادث أن والده قام بقتل والدته،امرت النيابة بحبس المتهم أربعة أيام علي ذمة النحقيقات ووجهت له تهمة القتل العمد.

شهود

تواصلنا مع والدة المجني عليها صباح وهي في حالة من الحزن الشديد قالت: "علمت الخبر المشؤوممن حفيدتي، اتصلت بي وابلغتني أن زوجها هو اللي قتلها،لم اصدق في البداية، فأبنتي طيبة لابعد حد،تعمل وتشقى علي أولادها حتى تؤمن لهم حياة مستقرة، ومرة من المرات أخذ  منها 150 ألف جنيه ضحك عليها وقال لها سوف يضعهم في دفتر توفير وبعد كده قال لها أخدهم واحد صاحبي "سلف" وضاعت الفلوس، ومرة أخرى اخد 50 ألف؛ لتكتشف ابنتي أنه ينفقها على السهر وشرب الخمر،ولما كنت اسألها تقول الحمد لله بخير".

والتقينا بابنة المجني عليها هاجر أحمد 18 سنة طالبة في الصف الثالث الثانوي قالت لنا وهي تبكي: "أمي كانت ست طيبه قوي وحنينه علينا، بتشتغل وتشقى علينا، انا البنت الوحيدة على ثلاثة صبيان، وكمان كانت حامل في الشهر الثالث، تخرج كل يوم من الساعة 8 الصبح وترجع أخر النهار تجهز لنا الاكل وتصرف علينا وتدفع مصاريف مدارسنا، أمي خاتمه القران اكثر من مرة، فضلت تحوش لحد ما اشترت الشقة اللي احنا عايشين فيها حاليا، وكمان شقتين علشان اخواتي الصبيان كل الناس في المنطقة شهدوا بسمعتها وصبرها وتحملها شخص اناني للأسف هو والدنا، قبل الحادث بأربعة أيام أخي الكبير سمعه وهو بيتكلم في التليفون مع واحده وبيقولها انا هجبلك المبلغ 20 الف جنيه بس بطلي زن، ولما أمي ترفض تعطيه فلوس يكسر في البيت ويأخذ منها حاجة، وكان بيضربني علي طول وأنا صغيرة ومره طردني بره البيت بس أمي أخدتني ودخلتني الأوضة، من أول ما فتحنا عنينا على الدنيا وهو طول الوقت بره البيت يختفي  بالاسبوع والاثنين واحنا منعرفش عنه أي حاجه، لحد ما وصلت تلاته اعدادي وهو ميعرفش انا في أي سنة دراسية، كان بس شغلته  في البيت  يتخانق معانا على اتفه الأسباب، وياخذ من امي  الفلوس ويروح يضيعها على نفسه، وطول عمره قاسي علينا ومواقف كتير جدا حصلت لينا منه عمرنا ما نقدر ننساها أو نسامحه عليها".

وداخل العقار محل الحادث والتقينا بإحدي جيران المجني عليها تدعىباتعة قالت لنا:"انا ساكنه في الدور الأرضي والمجني عليها في الثاني، وقت الجريمة سمعت خناق بينهم بعدها سمعت صوت صراخ المجني عليها ارتفع جدا وبعد كده الصوت سكت،وفي نفس اللحظة وجدت ابنها عماد 10 سنوات، نازل يجري على السلم يصرخ؛ "الحقوا مامابابا موتها"، كلنا جرينا نشوف ايه اللي حصل، لقيناها على الأرض، فكرنا انها مغمى عليها، لكن عندما اقتربنا منهاوجدناها مقتولة في منظر وغرقانه في دمها،وجوزها القاتل حاول يهرب من على سطح العقار لكن الجيران قدروا يمسكوهوفي يده سلاح الجريمة".

تحليل شخصيته

وأخيرا يفسر لنا الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي هذه الواقعة قائلا:هناك نمط من الناس يطلق عليهم في الطب النفسي الشخصية السيكوباتية المضادة للمجتمع، وهذا الزوج المتهم شخصية سيكوباتية بها عدة عناصر رئيسية من بينها السلبية واللامبالاة، كما أن هذه الشخصية لا يهتم بتوابع التصرفات التي يقوم بها، ليس لديه مشاعر ولا أحاسيس لاحد غير نفسه؛ بدليل انهدائم الاعتداء على زوجته أمام ابنائه دون شعور بتأثير هذه الاعتداءات على نفسية وحياة الأولاد،كما يقوم بضرب أولاده دون رحمة؛ لدرجة انه حاول ان يقتل طفله عندما شاهده يقتل والدته، شخصية تحمل الكثير من القسوة، والفلوس بالنسبة له الأساس مش مجرد الحصول عليها لعمل شيء مفيد لكن فقط لكن لإشباع رغباته ونزواته، هو مسئول عن كل تصرفاته والجريمة البشعة التي ارتكبها في حق زوجته التي راحت نتيجة حبه لنفسه والأموال يعاقب عليها.

اقرأ أيضا : تأجيل محاكمة المتهم بقتل موظفة لسرقتها بحدائق القبة لجلسة 6 نوفمبر‎

;