صباح الفن

«سكر» فيلم عربى بمواصفات عالمية

انتصار دردير
انتصار دردير

استطاع فيلم «سكر» أن يستقطب جمهوراً من العائلات ويحقق إيرادات جيدة برغم توقيت عرضه الذى واكب الحرب على غزة والتى أدت لتراجع إيرادات أغلب الأفلام.

الفيلم الذى أنتجته «إم بى سي» ، جاء كأول فيلم موسيقى عربي، حيث تدور أحداثه فى إطار غنائى استعراضى من خلال حكاية مشوقة مأخوذة عن رواية «صاحب الظل الطويل» للأمريكية جين ويبستر، لكن المؤلفة الكويتية هبة مشارى حمادة نجحت فى أن تحيلها لعمل عربى بديع عبر رؤية فنية متميزة، تؤكد على قيم إنسانية عديدة عبر الحوار والأغنيات والمواقف الدرامية التى تحمل رسائل مهمة للجمهور سواء كان من الصغار أو الكبار، فهو فيلم يصلح للعائلة بأكملها.   

قصة الفيلم تجرى أحداثها داخل ملجأ للأيتام يضم أطفالاً من مختلف الأعمار يواجهون قسوة مشرفة الدار «رتيبة» - ماجدة زكي- ويترقبون يوماً يأتى  فيه من يخرجهم من الملجأ ويتبناهم ليحتموا بحضن أسرة حرموا منها، لكن أحدهم يستغل الأطفال بعد تبنيهم، مما يوحدهم جميعاً للقيام بمغامرة لإنقاذ زملائهم المحتجزين لديه.

أدت الفنانة ماجدة زكى دورها ببراعة كبيرة، وهى تقدم الاستعراض برشاقة وتغنى مع الأطفال، فى اختيار يحسب للمخرج الذى جاءت اختياراته «خارج الصندوق»، بعيدة عن الاستسهال، سواء للممثلين الكبار أو الأطفال الذين اختارهم من عدة دول عربية (مصر والسعودية والبحرين) وقد أدوا أدوارهم بتلقائية كشفت موهبتهم ولفتت البحرينية» وحلا الترك» موهبتها فى الغناء والاستعراض وكذلك الممثل المصرى الواعد معتز هشام، وأضفى محمد ثروت بحضوره الكوميدى أجواء ضاحكة، غير أنه لم يكن مقبولاً خروجه عن النص فى عمل كهذا عبر إفيهات تخصه، خارجا عن إطار الفيلم الذى تدور أحداثه بالفصحى، وهو اختيار يحسب لصالح العمل الذى يخاطب أطفال العرب بلغتهم الأصلية.

لم يكن الفيلم ليكتمل على هذا النحو دون عناصر فنية أبدعت بحق،سواء فى الديكور، وألحان الأغنيات للموسيقار إيهاب عبد الواحد، والموسيقى التصويرية لخالد الكمار، والمونتاج لأحمد حافظ، والتصوير لمصطفى نجل المخرج الراحل أشرف فهمى.

«سكر» تجربة سينمائية تستحق التهنئة والإشادة لتميز مستواها وبراعة تنفيذها والتى كشفت عن مواهب كبيرة فى مقدمتها المخرج تامر مهدي، القادم من عالم الإعلانات ليثبت قدرته على تقديم عمل عربى بمواصفات عالمية.