كل سبت

ازداوجية المعايير.. إلى متى؟

محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب

ما يحدث على أرض غزة من إجرام إسرائيلى أمام العالم أجمع يؤكد ازدواجية معايير المجتمع الدولى تجاه القضايا المصيرية، وأن هذا المجتمع لا يعنيه شيئًا من حقوق الإنسان، إلا ما يتوافق مع مصلحته. 

أمريكا بدورها المعهود كانت وستظل الراعى الرسمى للإجرام الإسرائيلى بالأراضى المحتلة، وحاليا تعطى الضوء الأخضر لعملية تطهير عرقى واضحة ضد الفلسطينيين، حين أكد منسق الاتصالات الاستراتيجية بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن الولايات المتحدة لا تضع خطوطًا حمراء لإسرائيل خلال الهجوم على قطاع غزة. 

ما يؤكد التناقض الأمريكى فى تناولها للقضايا الدولية هو تعاملها مع الحرب الروسية الأكروانية، حيث تساند أوكرانيا بكل ما تملك ووظفت حلف شمال الأطلسى «الناتو» لخدمة الأوكران، وترفض ما يجرى مع عمليات عسكرية روسية فى أوكرانيا بأبشع التوصيفات حتى أن الرئيس الأمريكى جو بايدن وصف الرئيس الروسى فلاديمير بوتن بــ «مجرم حرب» حين قُتل نحو عشرين مدنيًا بعد عمليات قصف روسية شمال البلاد! 

وهنا يكون السؤال لأمريكا: هل ما يحدث من مذابح إسرائيلية على مدار 75 عامًا تجاه الفلسطينيين لا يستحق أن يوصف مرتكبوها بوصف «مجرمى الحرب»؟

ما يُحدث الخلل فى معايير العدالة الدولية سيطرة أمريكا واللوبى اليهودى على مجلس الأمن، حتى أنها تستخدم حق النقض «الفيتو» ضد أى قرار يحاول ولو مجرد إدانة للجرائم الإسرائيلية. 

ما يجرى من ازدواجية مقيتة للمعايير يدعو إلى ضرورة تغيير القوانين التى تحكم مجلس الأمن حتى لا يتحول إلى مجلس للــ «الرعب العالمي» كل مهمته حماية مصالح الدول التى تمتلك حق النقض «الفيتو» .

وبعيدا عن هذه الازدواجية ورغم الاضهاد الذى يعانيه الفلسطينيون من الإجرام الصهيوينى فإن المقاومة بعملية «طوفان الأقصى» استطاعت محو أسطورة إسرائيل الزائفة بأن جيشها لا يقهر، وضربت -ولا تزال تضرب- أروع الأمثلة فى كيفية التضحية والفداء من أجل الأوطان، وحتما ستغير فى رقعة شطرنج النفوذ العالمى فى الشرق الأوسط وخاصة بين أمريكا وروسيا والصين.