تربينا على أصوات «الزنانة» ولا نخشى الموت

الفلسطينيون في مصر لـ«آخرساعة»: «سيناريو 48» لن يتكرر

محررة «آخرساعة» مع عضوات الجمعية
محررة «آخرساعة» مع عضوات الجمعية

■ كتب: مروة أنور

«نرحب بالشهادة ولن نستسلم للتهجير.. لن تتكرر نكبة 1948»، هكذا جاءت عبارات الرفض لسيناريو التهجير على ألسن الأشقاء الفلسطينيين فى مصر الذين التقت «آخرساعة» بعدد منهم، إذ يتمسك أبناء الشعب الفلسطيني بأرضهم ويرفضون أى مخططات لتهجير أهالي قطاع غزة إلى خارج الأراضي المحتلة سواء بدفع الفلسطينيين إلى مصر أو الأردن ويؤكدون لن نقبل بتصفية القضية الفلسطينية.

من داخل جمعية «اتحاد المرأة الفلسطينية» تتعالى صيحات وعبارات رفض التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، وهذا ما أكدته لنا رئيسة الجمعية آمال الأغا: «لن يتحقق حلم إسرائيل بتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وأهلنا فى غزة يرفعون شعار (نحن مشروع شهداء ولا نخشى الموت)، كما أن مخططات إسرائيل لا تتوقف عند حدود التهجير القسرى الداخلى بل تتعداها إلى التهجير الخارجي، فتتجه النوايا إلى تهجير سكان القطاع إلى سيناء».

وتضيف: «جمعية اتحاد المرأة الفلسطينية تم تأسيسها عام 1963 من قبل سميرة أبوغزالة، أى قبل تأسيس الجمعية الرئيسية فى رام الله عام 1965، وهدفها لم شمل الفلسطينيين وتقديم المساعدات للأهالى داخل فلسطين، ونقوم الآن بجمع التبرعات من ملابس وأغطية وأدوية وإرسالها عبر الهلال الأحمر المصرى لتوصيلها لنظيره الفلسطيني، كما أقمنا أسواقا خيرية لصالح الفروع التابعة للاتحاد».

◄ اقرأ أيضًا | الرئيس الجزائري: ندعو الضمائر الحية إلى ردع الجريمة الإنسانية ضد الفلسطينيين

فيما تقول إيمان بعلوشة، عضو لجنة الإعلام بالجمعية: «أهالى غزة متمسكون بالأرض ولن يتركوها إلا شهداء، ومصر على المستويين الرسمى والشعبى ترفض تهجيرهم إلى سيناء، وذكريات التهجير عام 1948 لا تزال فى ذاكرة اللاجئين الفلسطينيين، فلن يقبل الشعب الفلسطينى بتكرار نفس السيناريو الأسود ولن يقبلوا بديلا عن العودة إلى أرضهم التى هُجروا منها»، مثمنة الدور التاريخي الذى تلعبه الحكومة المصرية فى مساندة الشعب الفلسطينى والدفاع عن قضيته العادلة.

وتضيف: «لدى أقارب فى غزة يعيشون الآن أسوأ الأوضاع، يتنقلون من مكان لآخر، ونحاول التواصل معهم عن طريق الرسائل فقط، ولا نستطيع سماع أصواتهم من خلال مكالمة هاتفية، بسبب تجسس الاحتلال الإسرائيلى على المكالمات، وقد يتعرضون للقصف بعد رصد هذه المكالمات ومعرفة أماكن تواجدهم، والجميع هناك يرددون عبارة الرئيس الراحل ياسر عرفات: (تريدوننى شريدًا أو قتيلًا، وأقول لهم شهيدًا شهيدًا)». 

أما فدوى العامية فهى من سكان فلسطين الذى هاجروا عام 1948، وتقول: «جئت مع أسرتى وأنا فتاة  صغيرة إلى القاهرة، وعندما سمح لنا بالعودة عام 1994، عاد جميع أفراد العائلة وهم متواجدون الآن فى قطاع غزة وتم قصف منزلهم، وأصبحوا مشردين يتنقلون من مكان لآخر، وكنا نتابع أخبارهم يوميًا من خلال رسائل سريعة قبل قطع الاتصالات والإنترنت، وأخشى أن نستيقظ فى يوم على رسائل تحمل إلينا استشهاد أحد أفراد العائلة، ومن خلال قنوات التلفزيون ومتابعة الأحداث نعرف موت الأقارب».

فيما توضح ندى عبدالرازق، مسئولة العلاقات العامة بالجمعية: بعد اتفاقية السلام، عادت عائلتى إلى أرض الوطن وبعد سنوات استشهد جميع أشقائي، باستثناء واحد منهم يقيم الآن فى رفح، وحاليًا يمر كل يوم وأنا أعيش فى حالة رعب خشية أن يطاله مكروه، وأنتظر الرسائل للاطمنان عليه، أما باقى عائلتى فهم من كبار السن، ومن المعروف أن الاحتلال لا يرحم مسنًا ولا نساءً ولا أطفال، ونسأل أنفسنا بعد أن يحدث وقف لإطلاق النار، أين سيسكن المواطنون الفلسطينيون بعد أن تحولت غزة إلى ركام، والجثث ترقد تحت أنقاض المنازل المهدمة.. كيف ستعود الحياة مجددًا للقطاع؟!

أما شقيقتها فادية فتقول: «تربينا على أصوات الزنّانة (طائرة استطلاع إسرائيلية) ولا نخشى الموت»، وتضيف: «الجمعية تقوم بالتواصل مع أفرعها فى غزة، وفرعها الرئيسى فى مدينة رام الله حتى نستطيع توفير ما يحتاجه أهالى القطاع من مساعدات طبية وملابس وأغطية، خاصة ونحن مقبلون على فصل الشتاء، كما نجمع المساعدات الإنسانية لتوصيلها إليهم من خلال الهلال الأحمر الفلسطينى والهلال الأحمر المصري، ونحاول توفير كل ما يحتاجه أهالى القطاع، ولكن تبقى مشكلة نفاد الوقود التى نأمل أن يتم حلها من خلال الضغط الذى تمارسه السلطات المصرية لحل هذه المشكلة عبر جهودها الدبلوماسية»، وتؤكد أن الفلسطينيين تجرعوا مرارة التهجير بعد نكبة 1948 وأنهم لن ينزحوا مرة أخرى لا إلى مصر ولا إلى الأردن، كما تسعى لذلك إسرائيل، فإما البقاء فى الأرض أو الموت فى ترابها.

«لو كان أهالي قطاع غزة أو الفلسطينيين عمومًا يرغبون فى التهجير والانتقال لمكان آخر غير أراضيهم، لما كان منهم أحد بقى هناك بعد مذابح صبرا وشاتيلا».. هكذا قالت سيدة عرفت نفسها اختصارًا بالأحرف الأولى من اسمها (س، ن، ع) وتقيم بمدينة خان يونس (جنوبى القطاع)، وأوضحت: «جئت إلى مصر لإجراء عملية جراحية بالعمود الفقري، وقبل عملية طوفان الأقصى بيوم وصلت للقاهرة مع زوجى وثلاثة من أبنائي، وبعد أيام سمعنا خبر استشهاد نجل ابنتى وإصابتها نتيجة قصف منزلها، ولا أحد يستطيع أن يذهب للاطمئنان عليها ورعايتها، ثم جاء خبر استشهاد خمسة من أفراد العائلة بينهم أخي».