رشا أبو سعدة صاحبة عناق الظل: نحن عالقون في صراع الأزمنة

الروائية السورية «رشا أبو سعدة»
الروائية السورية «رشا أبو سعدة»

رشا أبوسعدة، روائية سورية، تدرس الصحافة والإعلام فى جامعة «دمشق»، ومقيمة حالياً فى إمارة «دبي» بدولة الإمارات، أصدرت أولى رواياتها «عناق الظل»، عن الدار العربية للعلوم ، والرواية تشكل درساً حقيقياً فى التحليل النفسي، حيث واكبت تجربة مريرة، وكشفت عن أعطافٍ مظلمة فى عمق النفس البشرية، وحالياً تكتب الأديبة السورية روايتها الثانية وهى تكملة للرواية الأولى.

عن فكرة الرواية تقول «رشا»: إنه طالما استهوانى الماضى، وارتباطه القوي بتقلباتنا النفسية، والشعورية، نظراً لوجوده في بواطن وعينا بفضل ذكريات علقت بأذهاننا، ومواقف اختبرناها بإرادتنا، أو رغماً عنا، وقد رسمت مع مرور الزمن معالم شخصياتنا، وشكلت حاضرنا، وتضيف : من هنا داعبتنى فكرة رواية «عناق الظل»، التى صورت بمضمونها تأثير الماضى علينا، وخوفنا الدائم من المستقبل، وعدم قدرتنا على عيش الحاضر بطريقة صحيحة، طبعاً في البداية لم يكن الأمر سهلاً عليّ، بسبب التعقيد المحيط بموضوع الرواية، وتطلب هذا منى أن أقرأ الكثير من الكتب التي ركزت على قوة الآن، وأسلوب العيش فى الحاضر، وتقبل الماضي، وتؤكد «رشا» : « أردت من خلال روايتى أن أثير مخيلة القارئ بفكرة جديدة، وغريبة عن أشياء يخافها، ويخاف التعبير عنها، وعمدتُ لشخصنة المشاعر، والتقلبات النفسية، والصراعات اليومية، وجعلها تعبر عن نفسها بممارسة تأثيرها الخاص ضمن أجواء حلم غريب العوالم، وتركتُ للإنسان المتمثل بشخصية «آدم» أن يتفاعل معها، ويظهر ردود أفعاله بناء على الأحداث التى يعيشها فى قلب الحلم، وفى الواقع أيضاً».

وعن تأثرها بشخصيات روايتها، قالت «رشا»: «أثناء كتابتى للرواية أدركتُ تأثير الشخصيات على نفسي، وشعرت بقربها منى ومصادقتها لي، ولكن كان لـ «آدم» النصيب الأكبر فى هذا التأثير، فهو لا يمثل بالنسبة إلى شخصاً واحداً، إنما يمثل جميع البشر، فكلنا نعانى من هذه الأزمات، ولا نجد مخرجاً منها، ودوماً نرمى فشلنا على الماضى، ونعزو ضعفنا إلى المستقبل، وما زلنا ندور فى الدائرة نفسها، ونظن أننا نفهم أسلوب الزمن، ولكن ينقصنا الكثير من الوعي حتى ندرك الأمر بصورته الكلية طالما بقينا عالقين فى صراع الأزمنة».

وعن مشاعرها بعد طباعة أول نصوصها الإبداعية، تقول: «عندما طبعت الرواية فرحتُ كثيراً، وشعرت بنوع من السكينة الداخلية لأننى أظهرت فيها كل مشاعري، وطرحت عبرها أسئلتى الصعبة على القارئ لعله يجد الأجوبة، ويقوم بمشاركتها معى، ومع البقية، وبالوقت ذاته كنت خائفة من ردود الأفعال، خاصة أنها الرواية الأولى لي، وآمل أن أكون قد وُفقتُ فى موضوع روايتى المطروح، وأتمنى أن أفيدَ القراء بما كتبته حتى لو بأمورٍ بسيطة».