بدون أقنعة

العدو الذى يكره الاستقرار

مؤمن خليفة
مؤمن خليفة

رغم القرار العربى الذى وافقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة والذى يطالب بوقف إطلاق النار فى قطاع غزة ما تزال إسرائيل تقصف المستشفيات ومنازل السكان الأبرياء بمنتهى الخسة والغدر ويسقط آلاف الضحايا كل ليلة فى قصف الطيران الإسرائيلى.. بل إن إسرائيل أعلنت فى أول تعليق على القرار أنها سوف تستمر فى قصف غزة والقيام بالاقتحام البرى للقضاء على حماس.. هذا القرار سيظل حبرا على ورق يضاف إلى عشرات القرارات الأممية التى لم تنفذها تل أبيب منذ عام 1948 وحتى الأن ما لم تتحرك القوى الكبرى لتفرض على إسرائيل التنفيذ الفورى.. لكن واقع الحال يقول إن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية يرون فيما تقوم به إسرائيل خطوات صحيحة وأنها تحارب الإرهاب المتمثل فى حماس على حد زعمهم ويتناسون أن الفلسطينيين عندما يصبحون فى دولتهم فلن يكون هناك مجال لحماس أو الجهاد أو أى منظمات تعمل تحت شعار «المقاومة».


القرار العربى يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ودائمة تَئول إلى وقف الأعمال العدائية وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل فورى وكامل ومستدام وإلغاء الأمر الذى أصدرته إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين والعاملين فى المجال الانسانى بإخلاء المناطق شمالى غزة والتوجه جنوبا. كذلك يرفض القرار بشدة أى محاولات للترحيل القسرى للسكان المدنيين الفلسطينيين.
كما طالب مشروع القرار العربى بضرورة الإسراع بإنشاء آلية لضمان حماية السكان المدنيين الفلسطينيين وآلية للإخطار الإنسانى لضمان حماية مرافق الأمم المتحدة وجميع المنشآت الإنسانية وضمان حركة قوافل المساعدات دون عوائق.
ويشدد القرار على أهمية منع المزيد من التصعيد للعنف وتجنب انتقاله إلى دول المنطقة ويجدد التأكيد على  أن الحل العادل والدائم للصراع الإسرائيلى الفلسطينى لا يمكن تحقيقه إلا بالوسائل السلمية وعلى أساس حل الدولتين.


كما طالب بتوفير الماء والغذاء والوقود والكهرباء «فورا» و»بكميات كافية» ووصول المساعدة الإنسانية «من دون عوائق».
ويندد النص أيضا «بكل أعمال العنف الموجهة ضد المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين ولا سيما الأعمال الإرهابية والهجمات العشوائية». ويعرب عن «قلقه الشديد من التصعيد الأخير فى العنف منذ هجوم السابع من أكتوبر» من دون أن يذكر حركة حماس صراحة. الغضب الإسرائيلى غير مبرر فى ظل القصف العنيف جدا لقطاع غزة وما ينجم عنه من سقوط المزيد من الضحايا لمجرد أنهم يقيمون فى القطاع. والمطلب الإسرائيلى للسكان بالتوجه نحو جنوب غزة لا يعنى سوى أمر واحد هو تكدس نحو مليونى فلسطينى وأكثر فى مساحة لا تتحمل كل هذا العدد الكبير لإجبارهم على الخروج من القطاع نحو الحدود المصرية والتخلص نهائيا منهم وتصبح القضية الفلسطينية فى طى النسيان.
إسرائيل تتخذ من هجوم حماس عليها فى 7 أكتوبر فرصة لتنفيذ مخططها القديم ولا تسعى إلى أى حلول فهى فرصة لا تعوض للتخلص من كل أطراف المقاومة الفلسطينية إلى الأبد وفى ظنها أنها سوف تتمتع بالأمن والاستقرار وتتناسى أن هذا لن يحدث مطلقا وأنها لكى تحقق أغراضها فإنه يتحتم عليها التخلص من نحو 5 ملايين فلسطينى فى الضفة والقطاع ناهيك عن عدة ملايين فلسطينى يعيشون فى الخارج. كل هؤلاء لن يرضوا بديلا عن وطنهم الذى سرقته إسرائيل وإن الجيل الجديد من الفلسطينيين لن يتركوا إسرائيل تهنأ وتستقر كما تأمل. هناك متغيرات جديدة وهناك أناس مستعدون للموت والتضحية ولن تردعهم الصواريخ والقذائف ولا أى آلة حرب!