بقلم مصرى

ماما أمريكا

صلاح سعد
صلاح سعد

قبل أن تنطلق دورته السادسة قرر مهرجان الجونة السينمائى تأجيلها تضامنا مع شعب فلسطين والتبرع بخمسة ملايين جنيه لدعمه فى مواجهة الاحتلال الغاصب.. وكذلك فعل مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الذى ألغى إقامة فعالياته هذا العام حدادا على أرواح الشهداء ومذابح الدم فى حق المدنيين من النساء والأطفال وكبار السن..

وهذا ما يجب فعله أيضا فى ملاعب الكرة والبطولات الرياضية بالوقوف دقيقةً حدادًا قبل انطلاق المباريات لإظهار التضامن والدعم والمؤازرة لشعب اعزل  بلا غذاء أو دواء أو مأوى يحتمى به من الغارات المتواصلة التى لا تتوقف لتحصد مئات الأرواح والجرحى أمام عيون العالم بينما لا يسمع احد غير بيانات الشجب والادانة التى تطالب بالتهدئة وفتح المعابر وتقديم المساعدات وعدم توسيع نطاق الحرب وحصرها فقط على الارض الفلسطينية دون ان تمتد خارجها حرصا بالطبع على المصالح الامريكية فى المنطقة..

وفى الوقت الذى تطالب فيه أمريكا الأطراف الأخرى بوقف امداداتها العسكرية للمقاومة الفلسطينية تفتح هى أبواب مصانعها الحربية عبر جسر جوى لدعم آلة الحرب الإسرائيلية بالأسلحة والمعدات والدبابات والطائرات من أحدث نوع لكى تواصل اعتداءاتها البربرية على غزة والضفة الغربية..

وكان من العدل والمنطق أن تلتزم أمريكا بالحياد فى هذه المواجهة حتى تكون متكافئة بين الطرفين  أو على الأقل تلزمهما بقرار حاسم وقاطع بوقف اطلاق النار اذا كانت حقا لا ترغب  فى اتساع نطاق الحرب وتسعى فى نفس الوقت لتطبيق قرارات الشرعية الدولية  بإقامة دولتين بعيدا عن سياسة الكيل بمكيالين والانحياز السافر لإسرائيل على حساب الحق الفلسطينى.. مش كده ولا إيه يا ماما أمريكا؟!