ما بين القوة الرشيدة والمبادئ الإنسانية القومية

النائب علاء عابد
النائب علاء عابد

كان نصر أكتوبر المجيد وسيظل عبورًا من اليأس إلى الأمل، ومن الإحباط إلى الفخر، وفى كل عام، نتذكر التضحيات النبيلة التى قدمتها القوات المسلحة الباسلة، لتحقيق هذا النصر المبين، وستبقى روح أكتوبر هى روح التضحية والفداء فى سبيل الوطن.

وبينما تشهد الأراضى الفلسطينية عدوانًا إسرائيليًا جديدًا على المدنيين فى قطاع غزة، من جيش الاحتلال الصهيونى المحتل حيث ترتكب خلاله آلة الحرب الإسرائيلية الصهيونية المحتلة مذابح مروعة وجرائم حرب  ضد الإنسانية، يُراد بها كسر إرادة الشعب الفلسطينى وتهجيره إلى سيناء، الأمر الذى استدعى وقفة تاريخية من القيادة السياسية المصرية، التى أكدت رفض مصر القاطع لمخطط التهجير، ووقوفها بصلابة وثبات وشموخ ضد مساعى تصفية القضية الفلسطينية. 

هذه المبادئ القومية تعكس موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية، وتجلّت بوضوح أمام العالم فى تصريحات الرئيس السيسى، بأن التهجير معناه ببساطة «تلاشى السلام»، وأن سيناء خط أحمر.

لم تكن هذه مجرد تصريحات، بل كانت إعلانًا أن مصر وقواتها المسلحة الباسلة فى أعلى درجات الاستعداد، لحماية مقدرات الوطن وحقوق الأمة العربية، ونصرة القضية الفلسطينية.

 إن جيش مصر هو السند الحقيقى، للوطن والأمة العربية، وهذا لم يأت من فراغ، فقد عمل السيسى جاهدًا على تغيير مفهوم التحول الرقمى داخل كافة وحدات الجيش المصرى، والاعتماد على تسجيل البيانات والمعلومات فى قاعدة معلومات مؤمنة ومحمية بكل الوسائل الحديثة..

إن قوة ومكانة الجيش المصري، وتصنيفه سواء الإقليمى أو العالمي، جاء بفضل توجيهات القيادة السياسية لذلك شهد الرئيس السيسى، اصطفاف «تفتيش حرب» الفرقة الرابعة المدرعة بالسويس للجيش الثالث الميداني، وتفقدّ إجراءات رفع الكفاءة القتالية وتزويدها بأحدث نظم التسليح، لتمكينها من القيام بمهامها القتالية وحماية الحدود المصرية.

وقيام الرئيس السيسى بهذا الإجراء فى توقيت العدوان الإسرائيلى على غزة يبعث برسائل طمأنة إلى الشعب المصري، ولقد أكد الرئيس، أثناء تفقده اصطفاف الفرقة الرابعة المدرعة فى الجيش الثالث الميدانى بالسويس، أن الجيش المصرى يبنى ويحمى ولا يعتدى، ومستعد دائمًا للحفاظ على الأمن القومى المصرى. 

أكد ذلك أيضاً اللواء شريف جودة قائلًا: «أؤكد أننا اليوم فى أعلى درجات الكفاءة القتالية والاستعداد، جاهزون لطى الأرض فى نطاق مسئوليتنا، أو فى أى مكان آخر يتم تكليفنا بالانطلاق إليه».

ولا جدال أن ما شاهدناه فى «تفتيش الحرب»، يؤكد أن لدينا جيشًا وطنيًا عظيمًا، ضرب - ولا يزال- أروع الأمثلة فى الحفاظ على تراب الوطن، لكل من تسول له نفسه المساس بمقدرات هذا الوطن.

غير أن حكمة الرئيس السيسى دفعته إلى الدعوة للتعقل والرشد، والتأكيد على أن قواتنا المسلحة إنما هى قوة رشيدة، تحمى ولا تعتدي، ولا تُحركها أوهام القوة.

وسيبقى الجيش المصرى مصدر الفخر والعزة والسند وقت الشدائد، لذلك يجب على المصريين جميعًا أن يفتخروا بجيشهم، الذى ظل قويًا وصامدًا رغم كل الأزمات التى مرت بها الدولة المصرية وسيظل أبد الدهر قوة مصر الرشيدة مع الحفاظ على مبادئنا الإنسانية القومية الثابتة.