ملتقى الجامع الأزهر| المسلمون أصحاب التطبيق الحقيقى لأخلاقيات الحرب

جانب من ملتقى شبهات وردود بالجامع الأزهر
جانب من ملتقى شبهات وردود بالجامع الأزهر

أكد ملتقى الجامع الأزهر أن الشريعة الإسلامية فرقت أثناء الحرب بين المحاربين وغير المحاربين وبين الرجال والنساء والأطفال وكبار السن وأعطت لكل حكمه أثناء القتال. جاء ذلك خلال حلقة جديدة من ملتقى شبهات وردود والتى أعدت تحت عنوان «آداب الحرب فى الإسلام».

قال د. عبد الفتاح العوارى عضو مجمع البحوث الإسلامية: إن الشريعة الإسلامية تضمنت بنصوصها القطعية الدلالة أن القاعدة الأساسية الكلية عندها هى السلام؛ والذى يستقرئ نصوص القرآن الكريم، وسنة النبى صلى الله عليه وسلم يجد ذلك واضحًا غاية الوضوح، وأن الله سبحانه وتعالى من أسمائه «السلام»، وأن الجنة هى دار السلام، وتحية الملائكة لأهل الجنة السلام، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول فى حديثه: (يَا أيُّهَا النَّاسُ، لَا تَتَمَنَّوا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَاسْأَلُوا اللهَ الْعَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيوفِ).

هذا وقد جاء فى كتاب الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِى السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ).
وأكد أن الحرب استثناء ولا تمثل القاعدة الكلية، وأن هذه هى نظرة الشريعة إلى تشريع الحرب التى ضيقت الشريعة الإسلامية من أمره وجعلته استثناء يفرض وقت الضرورة، وأن الله سبحانه وتعالى قال: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ) فالاستثناء هنا متى وجدت الضرورة وفرضت، وحرى بالأمة المسلمة أن تدفعَ عن نفسها ويلات الحرب وشرور المعتدي، وأن الشهيدَ إذا قُتِل فى سبيل الله فإنه لا يحس بالطعنة أو بالضربة، كأنها ليست بشيء، ما يحس إلا أن رُوحه تخرج من الدنيا إلى نعيم دائم أبدًا.

وأكد د. محمود الصاوى الوكيل السابق لكليتى الدعوة والإعلام الدينى بجامعة الأزهر أننا وحدنا المسلمون أصحاب الحروب النظيفة والأخلاقية فنحن نفاخر بذلك العالم كله، وأن مبادئنا التى جاءت بها النصوص المؤسسة للإسلام، وفى السيرة العطرة وفى ممارسات الخلفاء الراشدين رضوان الله تعالى عليهم، هذه المسيرة الطويلة التى تربو على ألف عام أو يزيد كنا فيها سادة هذه الدنيا.

أن رسولنا صلى الله عليه وسلم هو المؤسس الأول لفكر التعايش السلمى بين المجتمعات، وأن الدولة الإسلامية احتوت عبر قرونها المتطاولة أهل الأديان والملل والنحل، وأن وثيقة المدينة خير شاهدٍ على أن سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم نص على حقوق اليهود فى دستور المدينة، فلا يزايد أحد على الإسلام فى قضية التعايش السلمي، وفى قضية الحروب أيضًا، فالمسلون لا يتعطشون للدماء، ولا يحملون سلاحهم فى وجه من سالمهم، فالمسلمون لا يقاتلون إلا حينما يُقاتَلون قال تعالى: (وَقَاتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ).

وأكد أن المسلمين يكرهون الحرب، وهذا جلى فى كلمة النبى صلى الله عليه وسلم النورانية التى قال فيها (أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة)، وأن المسلمين يرون الحرب آخرَ خيارٍ، وأنهم يتسامحون مع عدوهم من غير خوف، ويعذرون خصومهم فإن رفضوا السلام فهى الحرب، وأن المسلمين ليسوا تجار حروب بل إن النبى صلى الله عليه وسلم دعا أصحابه أثناء الحرب إلى التفرقة بين المحاربين وغير المحاربين وبين الرجال والنساء والأطفال وكبار السن وأعطت لكل حكمه أثناء القتال.

وأوضح د. نادى عبدالله محمد، أستاذ الحديث وعلومه ووكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية لشئون الدراسات العليا أن الغرب يتحدث عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة والحريات وتجدهم هم أول من ينتهكون حقوق الإنسان وحقوق المرأة والحريات وحقوق الطفل، وبين أن آداب الحروب كثيرة منها تقوى الله، هذا وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا أمّر جيشًا أو سرية كان يقول للقائد عليك بتقوى الله.

أكد د. محمد عبدالمجيد، أن قواعد الحرب الأخلاقية ليست ذات معيار واحد عند الشعوب حتى يُنظر إليها نظرة واحدة، فهى تخضع إلى مجموعة من القيم والمفاهيم الخاصة لكل مجموعة بشرية أو شعب من الشعوب أو أمة من الأمم، فقد فرقت الشريعة الإسلامية أثناء الحرب بين المحاربين وغير المحاربين وبين الرجال والنساء والأطفال وكبار السن وأعطت لكل حكمه أثناء القتال، أما إذا نظرنا إلى الحروب عند غير المسلمين، فإنها لم تعرف مثل هذا التقسيم سوى التقسيم الذى قسم البشر إلى قسمين يهود وغير يهود .

وبين أن أهداف الحرب فى الإسلام قد تكون بسبب دفع الاعتداء، أو بسبب محاربة المرتدين وتأديب ناكثى العهد، أو بسبب نجدة المستضعفين من الرجال والنساء والولدان المسلمين، وأن من آداب الحروب عند المسلمين عدم الإفساد فى الأرض، وعدم قتل الأبرياء والآمنين العزل، وعدم قتل النساء والأطفال، ومنع التمثيل بالجثث، وعدم إلقاء السمّ فى الماء والغذاء.