علي الشرفاء الحمادي يكتب: سيأكلونا كما أكل الأسد الثور الأبيض

علي الشرفاء الحمادي، رئيس ديوان رئاسة دولة الأمارات العربية المتحدة سابقاً
علي الشرفاء الحمادي، رئيس ديوان رئاسة دولة الأمارات العربية المتحدة سابقاً

كثير ما يتردد من المسؤلين العرب في إجتماعات الأمم المتحدة أو مجلس الأمن وفي كافة الوسائل الإعلامية العربية مقولة تتهم الدول الغربية ( بازدواجية المعايير ) وتلك مغالطة تبين ان العرب يعيشون في غيبوبة .

فمن المضحك المبكي يطالبون الذين أسّسوا إسرائيل " بعدم الازدواجية " ، وهم الذين دعموها بالمواقف السياسية والمعونات المالية ومنحوها بدون حدود كافة أنواع الأسلحة الفتاكةُ ويعتبرونها القاعدة العسكرية العظمى التى تحمى مصالحهم في المنطقة  .

انهم يعتبرون أنفسهم أوصياء على تمدد إسرائيل في الوطن العربي واحتلال أراضيه وترويع شعوب الدول العربية وخاصة فلسطين وسوريا والعراق ومصر التي لم تسلم من مؤامراتهم فيما يتعلق بتعطيش مصر بمساعدة الاحباش وقيادتهم العميلة التي تستخدمهم إسرائيل في التهديد الوجودي لمصر والسودان .

أولئك الذين إجتمعوا في مؤتمر لندن سنة 1907م  من أجل وضع الخطوط العريضة لإنشاء دولة إسرائيل ، فكيف يطلب القادة العرب من الآباء الحقيقين ممثليي الاتحاد الأروبي ان يكون عادلين في أحكامهم بين العرب وإسرائيل ؟ .

هل من المنطق أن تساوي الدول الأوروبية بين القضية الفلسطينية العادلة وبين الاحتلال الإسرائيلي الذي يقوم بواجبه بحماية المصالح الأمريكية والأوروبية في الشرق الأوسط لتستمر أمريكا وحلفاؤها في السيطرة على مقدرات الأمة العربية وخاصة الطاقة البترولية .
 
هل وصل الجهل لدى العرب بعدم التمييز بين 
العدو والصديق ؟ ، هل من المنطق ان يطلب العرب تحقيق العدالة من الذين أوجدوا إسرائيل منذ اكثر من قرن من الزمن ؟! ، فليعلم العرب بأن هدف إسرائيل المكلفة به تحقيق دولتها الممتدة من النيل إلى الفرات تلك هي مهمتها ، التي من أجلها عقد مؤتمر لندن لحماية المصالح الغربية .

فمتى يفيق العرب من سباتهم ؟! ، ومتى يدركون بأنهم سيأكلوننا واحداً تلو الاخر كما أكل الأسد الثور الأبيض ثم تلاه ببقية الثيران التي تنتظر دورها ؟! ، تلك هي خطة إسرائيل ومن أوجدوها ، فليستيقظ العرب قبل فوات الأوان و ليقرأوا أحداث التاريخ جيدا كي يوحدوا صفوفهم كما أمرهم الله ، و يحذروا  من خطورة التنازع فيما بينهم ، ويحموا أوطانهم وشعوبهم من كل أنواع الفتن ، ويصدقوا في تنفيذ اتفاقاتهم مع أشقائهم بتطبيق كافة الاتفاقيات التي أقرتها مؤتمرات القمة العربية منذ إنشاء الجامعة العربية مثل اتفاقية الدفاع المشترك /واتفاقية التكامل الاقتصادي /والتعاون على البر والتقوى في كل المجالات .

كما أمرهم الله سبحانه بتنفيذ أمره إن كانوا يؤمنون بالله ومابلغهم رسوله عليه الصلاة والسلام من آيات التنزيل الحكيم ليمنعوا الكارثة التي ستؤدي إلى إحتلال الدول العربية ونهب ثرواتها وحينها لن ينفع الندم .

هل نسوا ما أنعم به الله عليهم من خيرات وهو الذي أخرج لهم من الأرض الثروات البترولية التي تحتاجها دول العالم ؟! ، ألم يكفهم ان الله سبحانه وتعالي بعث لهم الخيرات والنعم ليوظفوها في خدمة شعوبهم وتحقيق التعاون مع أشقائهم فأخلفوا عهدهم مع الله ولم يلتزموا بما أمرهم ليكونوا في مأمن من العدوان والاستعمار والاستعباد من قبل قوى الشر والبغي والبطش والطغيان . 


كاتب المقال: مدير ديوان الرئاسة السابق في دولة الإمارات العربية المتحدة