بدون أقنعة

بيان الرئاسة المصرية

مؤمن خليفة
مؤمن خليفة

جاء بيان الرئاسة المصرية عقب ختام قمة القاهرة للسلام التى انعقدت بالعاصمة الإدارية السبت الماضى واضحا وشفافا لايقبل التأويل أو الغموض .. بيان لو تعلمون عظيم من ناحية الصياغة وترتيب الأولويات .. بيان يحيى الأمل فى خروج القضية الفلسطينية إلى النور من جديد ويطالب العالم بكل وضوح أن يسعى لحل نهائى لهذه القضية بدلا من الحلول المؤقتة التى تبقى القضية دائما فى المربع صفر .


وقد سعت مصر من خلال دعوتها الى هذه القمة، إلى بناء توافق دولى عابر للثقافات والأجناس والأديان والمواقف السياسية .. توافق محوره قيم الإنسانية وضميرها الجمعى وينبذ العنف والإرهاب وقتل النفس بغير حق يدعو إلى وقف الحرب الدائرة التى راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء على الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى ويطالب كذلك باحترام قواعد القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى .. كما يؤكد على الأهمية القصوى لحماية المدنيين وعدم تعريضهم للمخاطر والتهديدات ويعطى أولوية خاصة لنفاذ وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية وإيصالها إلى مستحقيها من أبناء قطاع غزة ويحذر من مخاطر امتداد رقعة الصراع الحالى إلى مناطق أخرى فى الإقليم والنظر فى سبل الدفع بجهود احتواء الأزمة المتفاقمة فى قطاع غزة، وخفض التصعيد العسكرى بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى الذى راح ضحيته آلاف القتلى من المدنيين الأبرياء..

ووفقا للبيان الرئاسى فإن مصر تطلعت أيضاً إلى أن يطلق المشاركون نداءً عالمياً للسلام يتوافقون فيه على أهمية إعادة تقييم نمط التعامل الدولى مع القضية الفلسطينية على مدار العقود الماضية. وبحيث يتم الخروج من رحم الأزمة الراهنة بروح وإرادة سياسية جديدة تمهد الطريق لإطلاق عملية سلام حقيقية وجادة تُفضى خلال أمد قريب ومنظور.. مصر فى هذا البيان تحرص على  التمسك بحقوق الفلسطينيين من خلال قرارات الشرعية الدولية فى حق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود يونيو1967 وعاصمتها القدس الشرقية .هذا هو الحل النموذجى لقضية طال الحوار حولها ولم يتم تنفيذ أى بند من بنود قرارات الأمم المتحدة حتى الآن وآن الأوان التنفيذ من خلال المطالبات المصرية .
وأكد البيان أن المشهد الدولى عبر العقود الماضية كشف عن قصور جسيم فى إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية لكونه سعى لإدارة الصراع وليس إنهاءه بشكل دائم واكتفى بطرح حلول مؤقتة ومُسكنات لا ترقى لأدنى تطلعات شعب عانى على مر أكثر من ثمانين عاماً من الاحتلال الأجنبى ومحاولات طمس الهوية وفقدان الأمل .
وجاء التأكيد المصرى بأنها لن تدخر جهداً فى استمرار العمل مع جميع الشركاء من أجل تحقيق الأهداف التى دعت إلى عقد هذه القمة مهما كانت الصعاب أو طال أمد الصراع. وسوف تحافظ مصر دوماً على موقفها الراسخ الداعم للحقوق الفلسطينية والمؤمن بالسلام كخيار استراتيجى لا حياد أو تراجع عنه، حتى تتحقق رؤية حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، اللتين تعيشان إلى جوار بعضهما البعض فى سلام.. وفى إطار سعى مصر نحو تحقيق تلك الأهداف السامية شدد البيان:»لن تقبل أبداً بدعاوى تصفية القضية الفلسطينية على حساب أى دولة بالمنطقة ولن تتهاون للحظة فى الحفاظ على سيادتها وأمنها القومى فى ظل ظروف وأوضاع متزايدة المخاطر والتهديدات.. مستعينة فى ذلك بالله العظيم وبإرادة شعبها وعزيمته « .


تحية تقدير كبيرة للرئيس عبد الفتاح السيسى ونقول له شكرا باسم ملايين المصريين لدعوته لعقد هذه القمة فى القاهرة فقد كانت إضافة مهمة لنصرة الفلسطينيين وإضاءة لافتة للقضية التى لا يريد البعض لها أن تستمر وتعيش .. مصر لن تفرط فى حقوق الشعب الفلسطينى أبدا .