بدون تردد

قمة القاهرة للسلام

محمد بركات
محمد بركات


فى محاولة جادة ومخلصة للبحث عن السلام والاستقرار فى المنطقة، والسعى لإنقاذها من الاندفاع نحو صدام واسع ينزلق بها إلى حرب مدمرة، انطلقت من مصر بالأمس قمة القاهرة للسلام.

القمة انعقدت بحضور الرئيس الفلسطينى وملك الأردن ومشاركة دولية وإقليمية واسعة من الملوك والرؤساء وكبار المسئولين، بدعوة من الرئيس السيسى، فى ظل الظروف بالغة الدقة والخطورة التى تعيشها المنطقة الآن، حيث حرب الإبادة الشاملة والجماعية التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة طوال الأسبوعين الماضيين وحتى الآن.

ومن أجل وضع حد للكارثة الإنسانية القائمة حاليا فى قطاع غزة، وعمليات القتل الممنهج والإبادة الجماعية والدمار الشامل التى تنفذها إسرائيل دون توقف ودون هوادة فى القطاع، تأتى دعوة مصر للقمة يحدوها الأمل بأن تكون بداية لمزيد من التواصل الدولى والإقليمى لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية التى هى جوهر ولب الصراع فى الشرق الأوسط وأصله وأساسه.

والتحرك المصرى ينطلق فى لحظة تاريخية تمر بها المنطقة العربية كلها والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص، فى إطار ما يتعرض له الشعب الفلسطينى من إرهاب وعقاب جماعى ومحاولات للتهجير القسرى،...، وذلك بهدف واضح من الجانب الإسرائيلى المحتل، وهو السعى إلى إنهاء وتصفية القضية الفلسطينية، وإفراغ الأراضى الفلسطينية المحتلة فى غزة والضفة الغربية من أهلها الفلسطينيين أصحاب الأرض، بدفعهم للهجرة القسرية، حتى يتم الخلاص من القضية.

من أجل ذلك كان إعلان مصر الواضح خلال القمة ومن قبلها، على موقفها الثابت والقوى ضد الجرائم الإسرائيلية البشعة ضد الشعب الفلسطيني، ورفضها القاطع للمحاولات الإسرائيلية المكشوفة للخلاص من القضية الفلسطينية من خلال القضاء على الشعب الفلسطينى إما بالقتل والإبادة الجماعية أو بالتهجير القسرى خارج الضفة والقطاع.

ومن أجل ذلك أيضا كان تأكيد مصر القاطع والواضح خلال القمة ومن قبلها، على أن الوسيلة الوحيدة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام فى المنطقة هى أن يحصل الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة فى الحرية والاستقلال، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على أراضيه المحتلة عام ١٩٦٧ فى إطار حل الدولتين.

وفى هذا السياق جاء تأكيد الرئيس السيسى فى كلمته بالمؤتمر، على رفض الشعب المصرى لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل وشامل، وتأكيده القاطع أيضا أن ذلك لن يكون على حساب مصر بأى صورة من الصور.