تقوى الله

مجزرة وجريمة حرب

جلال السيد
جلال السيد

كان من واجبى أن أكتب مقالتى هذه بدمى ودموعى من أثر متابعتى طوال ١٤ يومًا لمشاهدتى أكبر انفجار للعنف يحدث ضد شعب أعزل، أشاهد أنواعًا من الوحشية وقتلًا بالجملة من الجيش الإسرائيلى لم تشاهد الإنسانية مثله عبر الزمن..

جيش يستخدم أشرس أنواع الأسلحة من قنابل وصواريخ وأسلحة «بيضاء» تذيب جسم الإنسان وأسلحة أخرى محرمة دوليا يطلقها ليل نهار من طائراته الحديثة ودباباته ومدافعه وبوارجه البحرية على منازل وعمارات مواطنين غزة وخان يونس استغرق بناؤها أكثر من سنوات لتصبح خلال ثوان رمادًا تحتضن جثثًا لدرجة أن ٥٥ أسرة تتكون من ٢٠ إلى ٤٠ فردًا فى كل أسرة أصبحوا جميعًا فى عداد غير الموجودين فى الدنيا حتى جثثهم محيت من الأرض كلها.. عمارات هدمت على أسر من سيدات ورجال وأطفال لا ذنب لهم غير العقاب الجماعى التى انتهجته إسرائيل.

وبين يوم وليلة أصبحت المدينة أشلاء متناثرة ومحيت أحياء بكاملها بل قامت إسرائيل بقصف المستشفيات وقتلت ٥٠٠ من الشهداء وطلبت إسرائيل ممن لم تصبهم صواريخ إسرائيل أن يهاجروا ومنهم من استمع لنصحهم وأثناء هروبهم طاردتهم صواريخ اسرائيل فقتلت معظمهم!! وأصبح ما تبقى من شمال غزة أهالى لا يجدون مياها يشربونها ولا كهرباء ولا رغيف العيش ولا مكان يؤويهم وامتلأت المستشفيات ووصلت خسائر الفلسطينيين حتى كتابة هذه السطور إلى ٣٥٠٠ شهيد و١٤ ألف مصاب وكل خسائر إسرائيل ٢٩١ قتيلا إثر هجوم حماس عليهم..

ومازال مسلسل القتل قائما والعالم يتفرج وما يندى له الجبين أن يكون بايدن رئيس أمريكا أول من يعلن تأييده لما تقوم به إسرائيل وترسل أمريكا أكبر حاملتى طائرات حماية لهم وعدداً من المقاتلين لحماية جنود إسرائيل بل يعلن بايدن زيارته لإسرائيل لكى يؤيدها ويشجعها وتحذو إنجلترا وألمانيا حذوه.

ويا ألف خسارة على الإنسانية وكان الرئيس السيسى متيقظًا لخطة إسرائيل نحو تهجير الفلسطينيين وطردهم فلا يجدون ملاذًا إلا أراضى سيناء ليعيشوا فيها فاتخذ الرئيس موقفًا حازمًا وقويًا حينها قال إن التهجير خط أحمر يهدد الأمن القومى المصرى ومرفوض أيضا من الفلسطينيين الذين يتمسكون بأرضهم ومرفوض أيضا من دول العالم وكان حازمًا حينما اشترط فتح معبر رفح إلا لدخول المساعدات والمعونات لشعب فلسطين أولا مقابل السماح للأمريكيين أو من يحملون الجنسية المزدوجة للخروج من المعبر كما يسمح للمصابين من أهالى غزة نقلهم للمستشفيات المصرية وضرورة وقف القتال فورا..

وأقول للإسرائيليين لن ينسى العالم كله هذه المجازر وجرائم الحرب ضد الإنسانية وسيكون العقاب الإلهى أشد وأقوى.

وحسبى الله ونعم الوكيل.