بدون تردد

الدولة العنصرية

محمد بركات
محمد بركات

الحقيقة التى يجب ألا تخفى على أحد فى هذا العالم، وفى عالمنا العربى على وجه الخصوص وعلى الشعب الفلسطينى بالذات،..، هى أن إسرائيل دولة عنصرية بكل معنى الكلمة، وبكل ما تحمله هذه الكلمة من كراهية وعداء سافر ومعلن للإنسانية وكل البشر المخالفين لهم.

ومهما حاولت إسرائيل التهرب من هذه الحقيقة أو نفيها والتنصل منها، فلن تستطيع،..، ومهما حاولت الولايات المتحدة الأمريكية المنحازة دائما وأبدا لإسرائيل تجاهل هذه الحقيقة فلن تفلح فى ذلك، خاصة بعد أن اعترفت إسرائيل نفسها بأنها دولة عنصرية.

ولمن لا يعلمون فإن اعتراف إسرائيل بعنصريتها، جاء فى نص ومحتوى القانون الذى أقره الكنيست الإسرائيلى تحت مسمى «قانون يهودية إسرائيل» الذى ينص على أن إسرائيل هى الوطن التاريخى للشعب اليهودى، وأن حق تقرير المصير فى هذا الوطن يخص اليهود فقط.

هذا النص العنصرى يعنى بوضوح أن أى مكون اجتماعى آخر على الأرض الفلسطينية المحتلة، وخاصة الشعب الفلسطينى صاحب الأرض المغتصبة، لم يعد لهم الحق فى تقرير المصير على أرضهم، التى استولت عليها إسرائيل بالقوة والبغى والعدوان.

ليس هذا فقط،..، بل إن القانون العنصرى ينص أيضا على أن اللغة العبرية هى اللغة الوحيدة والرسمية فى إسرائيل، وهذا يمنع استخدام اللغة العربية أو وجودها،..، كما يدعو القانون إلى التوسع فى الاستيطان بالأراضى الفلسطينية المحتلة باعتباره هدفًا قوميًا.

وبهذا فإن القانون الإسرائيلى «ليهودية الدولة» يؤكد للعالم أجمع أن إسرائيل دولة عنصرية، ويؤكد لكل العرب أن طبيعة الصراع مع إسرائيل هى صراع وجود وليس صراع حدود،..، حيث إنه ينفى بكل وضوح الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطينى، وفى مقدمتها حقه فى تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على أرضه المحتلة عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس العربية بل الأكثر من ذلك إنه ينفى الوجود الفلسطينين ذاته على أرضه المحتلة.