محمد سليم شوشة: حين يكون السرد تشريحا للعقل الجمعى

خالد خليفة
خالد خليفة

كان الروائى السورى خالد خليفة كاتبا متسقا مع ذاته، يكتب ما يعرف ويعبر عما يحب ويقارب من الحياة ما يتوافق مع مواقفه وأفكاره، قد تختلف معه أحيانا لكنك لا تملك إلا أن تحترم تجربته وتعطيها حقها وتنزلها منزلتها بقدر ما يتوافر لك من الموضوعية، فهو صوت خاص وله مساحته ولغته، وانطلق من أسئلة طبيعية عن جدل علاقات السلطة فى المجتمع ومنابع النزاع الذى يخلف دمارا ويضيع الإنسان ويفقده أحلامه ويحوله إلى مسخ.

كان خالد خليفة فى مشروعه ينطلق من الإنسان وتحيره خساراته وخيباته وتبدد أحلامه أو تحولها إلى كوابيس فى سياقات غريبة وتحولات غامضة لفت للإنسان العربى عموما وليس السورى فقط، قد تختلف معه فى تأويل هذه السياقات أحيانا أو ربما لا تتفق معه تماما حول الأسباب والمسئوليات عن هذه الخسارة لكنك لا تملك إلا الإعجاب بعمق تجربته التى طارد فيها مشاعر الإنسان وغاص معها عميقا وتقدّر مشروعه الروائى الممتد الذى يبدو متشابها لكنه فى الحقيقة تنويع فنى ثرى على نغمة واحدة منبعها واحد هو الاحتراب الداخلى والحزبية والتشتت والتشرذم ودمار المدن وخرابها، والحقيقة أن هذا المشروع الروائى الثرى كلما تأملناه أدركنا قيمته وأهمية ما يكشف عنه وما يتجسد فيه من تشريح للعقل الجمعى وللحالات النفسية المتجذرة وحالات اللاوعى وتاريخ الأفكار والصراعات المدمرة وأدركنا أنه سرد ذو طابع إنسانى ثرى وحافل بالجماليات والرسائل والدلالات والإشارات والاستخلاصات والاستبصارات الفكرية المهمة.

اقرأ ايضاً| مروان علي يكتب: كاتب بلا أعداء

إن تأمل ملامح هذا المشروع السردى الممتد بداية من دفاتر القرباط حتى روايته الأخيرة لم يصل عليهم أحد ليؤكد أنه كاتب منتم فى أشد حالات الانتماء للثقافة السورية والعربية، ولكنه فى الوقت ذاته مملوء بالدهشة والغرابة والتعجب من أوضاع السوريين والعرب وتحولاتهم وتنازعهم واستغلال الأمم الأخرى لهم واستخدامهم فى سياقات دولية معقدة استطاع أن يقاربها بدرجة كبيرة من الاستبصار ولذلك فأتصور أن قراءته مفيدة لكثير من الشباب الذين يرغبون فى مراجعة الماضى ومحاولة فهم أسباب ما وصلت إليه بعض المناطق أو بعض الدول من حالات الضعف والانهيار أو الانهزام وتبدد الأحلام الوردية وسيطرة الخيبات على تاريخ ممتد.

فى تجربة خالد خليفة ومشروعه الروائى نكون أمام حالة من التفسير والفهم والجدل الفكرى ونرى كيف يصبح السرد الروائى مجالا للمقاربة ومحاولة الفهم والتفسير لأوضاع المجتمع وإشكالاته الكبيرة الغامضة ولكن كل هذا يتم دون التخلى عن السمت الجمالى للنوع الروائى ودون التنازل عن مقومات الإبداع والتحول نحو نزعة خطابية مباشرة أو كتابة أشبه بالبيانات الاجتماعية والسياسية، فهذا ما كان خالد خليفة بفطرته الفنية واعيا له ولم ينزلق إليه أبدا وظل محافظا على مقومات الفن والتشكيل الجمالى لإبداعه السردى برغم كل هذا الثقل الفكرى والهم السياسى والاجتماعى وضغط الأسئلة التى كان يحاول أن يجد لها إجابات عبر هذا السرد.

فى رائعته الفذة مديح الكراهية نجد أننا أمام نموذج مغاير للسائد من الإبداع الروائي، نصبح أمام خطاب سردى مشحون بكل ما هو إنسانى وينطلق مما يثقل الذاكرتين الفردية والجماعية من الآلام والهموم والشواغل الضاغطة، يؤسس لنوع جاد من السرد الذى يتجاوز الترفيه إلى حدود البحث والتنقيب داخل الإنسان وزوايا عقله ولاوعيه وجذور أفكاره وموروثاته التى تحدد ملامح الحاضر وتقوده فيه. يقارب جماعات التطرف الدينى فى حلب عبر نسج سرد إنسانى ثرى ومفعم بالحيوية والنبض وحافل بالجمال والمجازات ويغوص بعيدا مع الأبعاد النفسية للإنسان الذى يصبح هو محوره أو ملعبه الذى يعشقه.

يركز الخطاب السردى لخالد خليفة عموما وفى رواية مديح الكراهية بشكل خاص على النموذج الإنساني، ولذلك فإن كل نموذج قدمه أو طرحه أو شكله ليصبح قارة بذاته تحتاج إلى استكشاف وبحث وتنقيب، والأكثر تميزا وأهمية أنه جعل المرأة ذات موقع خاص فى زاوية اطلاعه ونظره ورصده، فالمنظور السردى يركز على المرأة ليس فقط لأنه جعل الحكاية تأتى على لسان المرأة أو الصوت الرئيس فى الرواية الذى نقل الحكاية عبر منظوره هو نموذج نسائى ولكن لأنه ركز على روح المجتمع وعلى بيت العائلة من الداخل بما هو مشحون به من النماذج الإنسانية الدالة على حال من التعطل والركود والجمود الذى يمثل فى رأينا إسقاطا على وضع المجتمعات العربية فى تلك الآونة أو هذه المرحلة من العجز والتعطل وحالات الاستلاب واستغلال الآخر لهم، وهنا يتجلى بعد مهم من التشكيل الرمزى والدلالات غير المباشرة والمتوارية فى أعماق الخطاب الروائي، بالإضافة إلى ما أشرنا إليه من كونها ترصد المجتمع من أكثر زواياه نبضا وحيوية وأكثرها التصاقا بالحياة أو تعبيرا عن تجددها وهو المرأة التى هى روح كل مجتمع وهى مصدر الحياة والنبض والحيوية ورمز للتجدد والولادة وإعداد الطعام واحترام الطقوس والمناسبات ورمز للتقاليد ورمز للبيت والاستقرار والارتباط بالمكان أو الالتزام بشكل عام بثقافة أو دين أو أى شكل من أشكال التقيد والالتزام.

إن ميل الكاتب فى هذه الرواية لأن يؤسس خطابا على هذا المنظور الأنثوى ليحمل دلالات كثيرة ويوجه الخطاب نحو طاقات خاصة، فالمرأة هى رمز للقوة والعجز فى آن، وهى أكثر دلالة على روح المجتمع من الرجل لأنها أكثر التزاما من الرجل بالتقاليد والقوانين والقواعد الاجتماعية وأكثر التصاقا بالمكان والبيئة وهى المحور الثابت فى الثقافة لأن الرجل قد يرتحل ويسافر وينتقل من بيئة إلى أخرى بأريحية كبيرة بخلاف المرأة، ولذلك لو ركزنا على المقارنة بين نموذجى الأخوين (بكر ومريم) لأدركنا هذه الأسرار الفارقة والاختلافات الجوهرية بين الرجل والمرأة فى المجتمع ووضعياتهما التى أدركها خالد خليفة أو أحسها بعمق وعبّر عنها فى السرد. مريم رمز للتقيد والارتباط بالتقاليد وحدود الثقافة وضوابطها، رمز للالتزام بتقاليد الأسرة وقوانينها العادلة والجائرة، تعطى وتمنح الرعاية والطعام والأدعية والقلب الرحيم الحنون ولكنها فى الوقت ذاته رمز للاستلاب والعجز والخضوع لإرادة الرجل واختياراته أو قراراته.

فى تقديرنا أن ميل الكاتب لهذا المنظور الأنثوى شكل الجزء الأكبر من التكوين الجمالى لخطاب الرواية لأنه جعل داخل بين العائلة رمزا للحياة ورمزا للانتظار والأمل المفقود ورمزا لتاريخ العائلة ومجدها فى مقابل ما هو خارج البيت من الضياع والتشتت وافتقاد الهوية وحالة التشوه الحضارى والاضطراب والتخبط الفكري. وأن هذا المنظور الأنثوى منح الرواية منافذ خاصة على عالم المرأة وأسرارها ورغباتها وفتح المجال واسعا على التكوين الجسدى واللذة الجسدية المفقودة واضطرابات الإنسان فى حالات الحرب. وفتح المجال واسعا على تشكيل مفارقة الرجل والمرأة أو مفارقة النوع/الجندر لتمثل روح التناقض الشعرى فى الرواية. فتكون المرأة رد فعل لما يفعل الرجال واختياراتهم المتهورة أو غير العلانية، وهذا المنظور الأنثوى كذلك فتح المجال واسعا أمام المتلقى ليتعاطف مع هؤلاء النسوة المتعطلات أو المنتظرات والواقعات فى براثن القدر وحالة الاحتراب والكراهية.

لقد قاربت الرواية فترة تاريخية فى غاية الحساسية من تاريخ سوريا وتاريخ مدينة حلب على نحو خاص وفى تقديرى أن هذه الرواية يمكن أن تصبح مجالا ثريا للدرس الاجتماعى أو لمباحث العلوم الاجتماعية وفصولها المنقبة عن التدين الاجتماعى وعن الحزبية وعلم الاجتماع السياسى وعلم اجتماع الدين وحتى تمثل بيانا مهما للمراجعة أمام شباب الجماعات الإسلامية الذين كانوا لعبة للقوى الدولية والحربين الساخنة والباردة بين المعسكر الغربى والمعسكر الشيوعى أو السوفيت بشكل خاص وتحول المنطقة العربية إلى ساحات حرب الوكالة التى يكون فيها المنتمون مفعمين بالأمل الكاذب ومشحونين بالوهم الذى يفقدهم أرواحهم ويحول مدنهم إلى ديار خربة يظللها الموت والاقتتال العبثي.

فى هذه الرواية كغيرها من روايات خالد خليفة حالة من التشكيل السردى الثرى الذى يضع الحياة فى مقابل الموت، يحتفى بمشاهد الحياة اليومية التى تهيمن عليها مفردات الطعام واللباس والأكلات السورية والمرح والحب والأمل والرغبة فى الزواج والفرح والزغاريد والرغبة فى النجاح والتعلم فى مقابل مشاهد الموت والفقد والتآمر والكراهية والتجنيد لأفراد جدد ينتمون للجماعات المتطرفة والمقاتلين المتشددين الحالمين بالجنة، وهذه المفارقة الكبرى من وضع الحياة فى مقابل الموت تجعل الخطاب الروائى متماسكا ومشدودا لبعضه عبر أوتار هذه المفارقة وعبر هذه التناقضات والتحولات التى تشكل هيكلا شعريا يمتد من أول الرواية إلى آخرها.

ومن نقاط القوة كذلك فى خطاب خالد خليفة الروائى بشكل عام أنه واحد من أبرز الروائيين العرب الذين قاربوا التشكيل الذهنى والنفسى للعناصر المتطرفة وشخصية الإنسان الذى يجد نفسه مضطرا ومندفعا فى انتمائه إلى جماعات الإسلام السياسى وبخاصة جماعة الإخوان وغيرها من الجماعات، فقد أسس خالد خليفة فى رواياته لهذا التحليل النفسى العميق الذى يذهب بعيدا فى مقاربة التكوينين النفسى والذهنى لهؤلاء المتطرفين وكيف يتنامى التطرف بداخلهم ويتضخم مع الوقت حتى تصبح الكراهية فيه غذاءً مهما أو لا مفر منه ولا بد منه حتى تستمر الحياة، فهم يتغذون على الكراهية وهذه العناصر تحتاج إلى الكراهية حتى تتوازن أو لنقل إنها تجد فى الكراهية توازنها النفسي، ولكن الأهم أنه يتتبع تاريخ الأفكار المؤسسة للتكفير ويمس بنعومة فنية بالغة روافد التكفير ونصوصه الدينية التى يتم فهمها على نحو خاص يتم توجيهه عبر هذه الشحنات من الكراهية والطائفية.

يؤسس خالد خليفة فى سرده الروائى لمقاربة عميقة لهذه النماذج الإنسانية ويطرح تحليلا غاية فى التشعب والتتبع الواعى لروافد التشدد والتطرف ومنابعه، ويصور حالا من النزاع الفكرى والدينى الذى يبدو ممتدا بأسبابه ودوافعه إلى قرون بعيدة وليس وليد سياق لحظى أو آنى من الصراع السياسي، فمن يقرأ مديح الكراهية أو سكاكين فى مطابخ هذه المدينة يشعر أنه أمام الحال التاريخية نفسها التى ظللت المنطقة العربية والعالم الإسلامى فى عصر الفتنة الكبرى وما بعدها من صراع الأمويين والعلويين وحربى صفين والجمل واقتتال فريق كبير من الصحابة والتابعين وتشكل فرق وأحزاب إسلامية لم تحسم أمرها أو لم تستقر على وجهة حتى اللحظة الراهنة، حتى تلك الفرق التى اختارت العزلة والحياد مثل بعض مجموعات الصوفية والدراويش فى الجامع الأموى الكبير أو مجموعة العميان أصحاب الخادم رضوان صانع العطور كانت ترمز إلى فرقة المرجئة أو الفريق الذى اختار الإرجاء والانسحاب والعزلة وعدم الخوض فى بحور الدم والعنف.

لقد عبر خالد خليفة فى رواياته عن هذه الجذور الكامنة للاحتراب والصراع الدينى والطائفى وعبر عن الماضى والحاضر فى الوقت نفسه. وكان خطابه الروائى الثرى يتراوح بين حالين من المباشرة والرمزية، ما يدل على أننا أمام خطاب روائى متعدد الأوجه أو متعدد الأبعاد والمستويات ولا يمكن تلقيه على اعتبار واحد أو منظور أحادي.

يمثل سرد خالد خليفة طبقات من الرمزية والتمثيل والمحاكاة المختلفة أو المتجاوزة، وما يدل على أنه لم يكن ينقل الواقع بحرفيته بل يصنع نموذجه الذى يظل محتفظا بالمقومات الجمالية بالإضافة إلى قدرته لأن يكون وفيا فى التعبير عن الواقع أو يعبر عن الحقائق التاريخية، فليس معنى أنه يصطنع نموذجه الفنى الدال أنه يتجاوز الحقيقة التاريخية أو يتخلى عن الوفاء بهذا الواقع، بل على العكس حيث يكون اصطناع النموذج الفنى لغايات جمالية ولتجاوز الواقع بحرفيته إلى فضاءات التمثيل والمحاكاة وطرح نموذج جمالي، وفى الوقت ذاته يعبر عن الواقع والتاريخ عبر الخطوط التاريخية الأساسية أو الحقائق والمحاور المهمة مثل سفريات بكر وعبد الله مثلا إلى إنجلترا وأمريكا وتوظيف القوى الغربية لهم فى الحرب الروسية فى أفغانستان، وصراع قادة الجماعات الدينية مع بعضهم واختلافهم فى الأولويات والمكاسب وحالات الانتهازية، وتحول قطاع كبير من اليسار إلى التيارات الدينية والجماعات الإسلامية الساعية نحو إعادة الخلافة. وغيرها من الملامح الأساسية التى عبر عنها بشكل ناعم وعبر أحداث وشخصيات ونماذج إنسانية تتسم بالحيوية والنبض على المستوى الفنى والسردي.

لقد شكل خالد خليفة خطابا روائيا حافلا بالرمز والجماليات وإن شخصية واحدة لديه لكفيلة بأن يتأسس عليها تحليل نقدى ثرى وفى غاية العمق، ولعل أبرزها تلك النماذج الدالة على اضطراب الهوية وحالات الاستلاب والضعف وهذا ما يتوافر فى كثير من شخصيات رواياته النسائية، ويتشكل أو يتمثل كذلك فى نماذج ذكورية تتسم بالاضطراب والتحول بين الانتماءات وتعكس حالات من التخبط والضياع وعدم القدرة على تحديد المصير ومثال ذلك عبد الله اليمنى وبكر وحسام بما عاشوا من حالات من الاندفاع فى الانتماء واندفاع فى الكراهية والانحياز والصراع والاقتتال والعنف المباشر أو غير المباشر ثم حالات أخرى من الندم والاضطراب والرغبة فى الفرار من هذه التنظيمات والتراجع، فيما تمثل قلة من الشخصيات حالا من الثبات واليقين مثل شخصية سليم الأخ الأكبر الذى اختار التصوف والزهد والانعزال عن الأطراف المتنازعة كافة، وهذه الحالات والنماذج الإنسانية جعلت خطابه الروائى مشحونا بحالات من التحول الدرامى والحيوية الدرامية التى جعلته خطابا مشوقا وقادرا على اصطناع حال من الانحياز والتعاطف لدى المتلقي.

فيما يمثل رضوان الأعمى الذى يقود نساء العائلة نموذجا ثريا للرمز والدلالة السردية القابلة لاشتغال تأويلى موسع من المتلقي، ذلك لأنه يدل على حال من التناقض، ويدل على الموروث والماضى ويدل على مجموعة من المعانى والقيم المهمة، فهو أعمى يناسب حال الانفتاح على النساء أو الحرمة والعورات أى أنه آمن، ومع ذلك يمثل قائدا لهن أو محرما لهن فى شوارع حلب حتى يصلن إلى حمام المدينة مرة كل أسبوع، وهذا القائد الأعمى يصبح رمزا لحالة العجز وافتقاد البصيرة ورمز لحالة التخبط والقدر السلبى الذى حكم حياة هؤلاء النسوة وقادهن حتى آخر عمرهن نحو مصائر غريبة وغامضة وغير متوقعة أو غير مأمولة. وهو كذلك صانع عطور وهو ما يبدو مناسبا له من حيث حدة حاسة الشم لدى الأعمى ولكنه فى الوقت نفسه يمثل حالا من الارتجال وغياب العلم أو لنقل سيطرة الجهل فيكون فى لحظة معبرا عن عجز المعرفة العربية فى صناعة العطور أو فى الصناعة عموما فى مقابل المقدرة الفرنسية فى المجال نفسه ويدل على حال من الانهزام والعجز فى مقابل القدرة الغربية، ليرمز على هذا النحو لحال من الانهزام الحضارى والضعف العام لدى العرب بافتقاد القدرة والعلم وهيمنة التخبط والعيش على ذكريات الماضى وأناشيده وشعره كما كان رضوان يردد دائما الأبيات والأناشيد والمحفوظات القديمة.