كلام مباشر

هانئ مباشر يكتب: دعاة « الديمقراطية المثالية»

هانئ مباشر
هانئ مباشر

■ بقلم: هانئ مباشر

إصلاح الأحوال وحل المشاكل التى تعانى منها مصر، لا تصنعه الأصوات القادمة عبر مكبرات الصوت ممن يقولون على أنفسهم المعارضة، وليس معنيا كذلك بتلك الشعارات الفارغة التى يرددها مراهقون سياسيون يدركون جيدا حجمهم فى المشهد السياسي، ولن تحركه بعض التدوينات والكتابات المحروقة على مواقع التواصل الاجتماعى التى أدمن أصحابها العويل والصراخ ولا شيء غيرهما!.

إن الإصلاح وحل المشاكل معنيان فقط بعدد الذين يشاركون فعليا فى عملية الإصلاح والتصحيح - مسئولين ومواطنين - ومنحوها جهدهم المعبر عن وجهة نظرهم ورؤيتهم لمستقبل دولتهم..

للأسف لم يعد فى نخبتنا التى تصدرت المشهد فى الجانب المعارض رشيد ولا حكيم، وأصبحوا رهائن لدى مجموعة من المراهقين السياسيين، وبات دور بعضهم يقتصر على تأليب الناس بشكل سلبى، وأضحى صوت الغوغائية يتفوق على صوت العقل والحكمة والكياسة، واختفت أى رؤى عملية وإيجابية منهم.

ومنذ عام 2011 وحتى وقت قريب وجدوا فرصتهم التاريخية فى ركوب أمواج «دماء الربيع العربى»، واختاروا من الشعارات ما طاب لهم، لكنهم لم يفلحوا فى تحريك الشارع أبعد من محل إقامتهم، بل وصل الأمر ببعضهم إلى القول إن نصيبه من الشعب سُرق أو «طار» دون أن يكلفوا أنفسهم حتى عناء مراجعة أفعالهم لعلهم يرون أخطاءهم!.

إن ما يجب على هؤلاء إدراكه قبل فوات الأوان، أن مصر فى مرحلة لا مكان فيها «لمجموعة الطابور المعطل» حتى لا نقول شيئا آخر، وعلى الجميع أن يتخلى بشكل فورى عن تلك الخطابات، لأن الشعب قد ملّ أهل الترف السياسى وكلامهم حين اكتشف أن دعاة «الديمقراطية المثالية» ليسوا فى الواقع سوى مجموعة من «الكلامنجية» والجاهزين «بشماعاتهم» لتبرير ضعفهم، فهل يتوقعون أن يمنحهم الشعب ثقته.

إن مصر الآن بحاجة من الجميع وبلا أى استثناء إلى كل لحظة عمل لا مجرد كلام، وعلى مدعى الديمقراطية أن يدركوا جيدا هذا الكلام.