كلام مباشر

هانئ مباشر يكتب: تصنيف الجامعات!

هانئ مباشر
هانئ مباشر

■ بقلم: هانئ مباشر

منذ ظهورها بدأ الاهتمام يزداد بتصنيفات الجامعات، ومازال الأمر كذلك.. بداية كان السؤال الجوهري: متى تكون جامعاتنا أو بعضها من ضمن أول ٥٠٠ جامعة على مستوى العالم؟!

ويوما بعد الآخر كان هناك تقدم ملحوظ فى التصنيف العام لعدد من جامعاتنا - العامة والخاصة - فى عدة تصنيفات ومن بينها تصنيف «كيو إس» وغيره، ومنذ مدة دخل عدد من تخصصات الجامعات المصرية فى مراكز متقدمة جدا فى التصنيف الأصعب «شنغهاي».

الحديث ذو شجون، لكننى أرغب بتسجيل عدة ملاحظات من باب التأكيد على بعض الحقائق التى يجب ألا تغيب عن الذهن:

• إن مشاركتنا فى التصنيفات، وأخذها على محمل الجد أمر فى غاية الأهمية، لأن العديد من الجهات «إقليميا ودوليا» تأخذ بالتصنيفات عندما ترغب فى الحكم على جامعاتنا لأى غاية تنشدها، ومنها الدخول إلى مشاريع تعاون أو إرسال طلبة..إلخ.

نؤكد ذلك لأننا كل فترة نسمع من يقلل من «التصنيفات» أو من يثنى على انسحاب بعض الجامعات منها، وأذكر هنا عبارة أحد خبراء التعليم العالى فى منتدى العلماء الحاصلين على جائزة «نوبل» حضرته مطلع الألفية فى «جزيرة لينداو» الألمانية والذى أنهى ورقته البحثية حول التصنيفات بقوله: «إنها وجدت لتبقى»!.. 

• إن الفائدة من المشاركة في التصنيفات والحصول على مراكز متقدمة فيها تتمثل بالدرجة الأولى ليس فى التصنيف الذى تحصل عليه الجامعة، بل فى التطوير والتحديث المصاحبين لذلك والناجمين عنه.

• ومع إدراكنا لأهمية التصنيفات، فإننا نؤكد أيضا على أهمية معرفة حدودها ومحدداتها.. فهذه التصنيفات تركز على محاور محددة، يتم التقييم بناء عليها، وأن هذه المحاور لا تشمل كل أداء الجامعة وكل مجال عملها.. من هنا فمن الخطأ أن الحصول على تقدم فى التصنيف حافزا للتركيز على التصنيف وحده وإهمال الجوانب الأخرى أو إعطائها أولوية أقل..

أداء الجامعة أشمل وأوسع بكثير بما يشمله التصنيفات، التى نقر بأنها مهمة لكنها جزء من كل، والكل أهم من الجزء!..

والله من وراء القصد..