أمس واليوم وغدًا

عصام السباعي يكتب: الله أكبر فوق كيد المعتدي

عصام السباعي
عصام السباعي

يموت فى هذه الأيام الألوف من البشر، كما سبق ومات عشرات الألوف، تحت أنظار كل العالم، ولن تشعر أبدا واشنطن بانزعاج قد نراه عندما يتم المساس بحقوق الشواذ جنسيا فى مدرسة صغيرة، نفس الشيء يحدث فى عموم أوروبا، فلم ولن تشعر، بالخزى والعار أى دولة فى تلك القارة المريضة، نتيجة رؤية المذابح والفضائح الإنسانية في فلسطين منذ قرن مضى وحتى تلك اللحظة التى تقرأون فيها تلك السطور، مرورا بما حدث بالأمس كما فى الجزائر، واليوم كما فى العراق ولبنان وسوريا والسودان وليبيا والصومال وجيبوتى وسائر القرن الأفريقي، ورغم سيول الاعتذارات من الفاتيكان عن جرائمه التاريخية، لم يصلنا حتى الآن اعتذار حقيقى لفلسطين وأهلها، عما شهدوه من مآسٍ ومجازر على مدار عشرة قرون، وأقصى ما خرج عن دولة الفاتيكان، مجرد الدعوة إلى فتح ممرات إنسانية فى غزة، وإطلاق سراح الرهائن لدى حماس!

أغلق العالم عيونه على كل المجازر الإسرائيلية، وفتحها للحظات قصيرة، عندما صرخ الفلسطينيون من القهر والاستبداد، وحاولوا أن يلفتوا الأنظار إلى قضيتهم العادلة المؤجلة عبر الأجيال، وما أقسى أن يكون الرد على المظلوم والمقهور والمغتصبة أرضه، هو أن يفتح الشيطان عليه بوابات الجحيم، وما أقذر أن تتم مباركة جرائم دولة دينية تم زرعها وسط البلدان الآمنة، وأن نرى صمت القبور على عقاب شعب لأنه صرخ من الألم فى وجه الظالم ورفض الاستعباد، وحاول الخروج من السجن، وتجرأ وطلب تنفيذ قرارات الشرعية الدولية!

أشير هنا إلى حقيقـــة مهمة أكد عليها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهى أن غياب الأفق السياسى يهدد استقرار المنطقة، وأستطيع بدورى التأكيد أيضا على أن غباوة الأفق السياسى للاحتلال ومن يرعاه تهدد استقرار كل العالم، وتظهر بالفعل تلك الغباوة فى أسوأ صورها، عندما يحاولون عرقلة مصر بكل الأشكال المباشرة وغير المباشرة، وإبطاء خطواتها من أجل البناء والتعمير وتوفير حياة كريمة لشعبها، ويتم إعطاء الضوء الأخضر للمفسدين فيشعلون الحرائق بجسد المنطقة، فى العراق وسوريا ولبنان واليمن والسودان وليبيا والصومال، ويخرج كل هؤلاء الفسدة لسانهم للقرارات والشرعية الدولية، والنظام العالمى المريض ينظر لنا بعين واحدة، والثانية مغلقة لحين انتهاء الجرائم التى تتم ضد الجمال والحياة والإنسانية!

لا يعرف بعضهم أن مصر هى التى علمت العالم معنى كلمة الضمير، مصر التى أشرق فيها «فجر الضمير»، لم تتخاذل يوما عن ضميرها الإنساني، ولم تتجاهل يوما ذلك النداء، مهما كانت المعوقات، وتفجرت منها قيم الأخلاق، ومن ثم فقد لجأ إليها العالم لتجاوز النكبة الثانية للشعب الفلسطيني، وزاولت مصر اختصاصها التاريخي، فتجاوزت عن ترهات البعض، وتناست بحكم الظرف الصعب مزايدات الصغار، وصاغ الرئيس السيسى تلك الحقيقة، عندما أشار إلى أن حكم التاريخ وقواعد الجغرافيا، قد صاغوا ميثاق الشرف العربى فى وجدان الضمير المصري، وقدم الرئيس السيسى للضمير الإنسانى العالمى خلاصة الكلام: «البعد بالقضية الفلسطينية عن مسار إقرار السلام القائم على العدل ومقررات الشرعية الدولية وينحرف عن ذلك المسار هو صراع صفري، يخل بالقانون الدولى والإنسانى ويخالف مبادئ الأديان والأخلاق»، وسعت مصر إلى تلبية النداء للتخفيف عن الشعب الفلسطينى على كل المستويات، مع التأكيد على شيء مهم، وهو أنها ستحمى مصالحها وأمنها بالنفيس والغالى، ومن هنا كان تأكيد زعيم مصر الرئيس السيسي فى اجتماع مجلس الأمن القومي، على أن أمن الوطن خط أحمر ولاتهاون فى حمايته، ومع كل الأدوار التى تقوم بها مصر، كانت الدعوة لاستضافة قمة إقليمية دولية تبحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية.
ودائما ودوما وأبدا.. الله أكبر فوق كيد المعتدى.. وتحيا مصر.

◄ بوكس

 أخشى أن يتابع العالم أزمة «أكفان» في غزة!