غـــزة..مدينــة المــوت| 2329 شهيدًا و9042 مصابًا جراء العدوان المتواصل

صدمة الفلسطينيين من آثار القصف الإسرائيلى على قطاع غزة
صدمة الفلسطينيين من آثار القصف الإسرائيلى على قطاع غزة

يحبس قطاع غزة ومن خلفه الشرق الأوسط أنفاسه، قبل إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية برية مزمعة تستهدف اجتياح القطاع، فيما سجلت وزارة الصحة الفلسطينية 2329 شهيدًا و9042 مصابًا فى اليوم التاسع للعدوان.

وواصل الاحتلال الإسرائيلي حشد قواته بمحاذاة «غزة» بعد إمهال سكان شمال القطاع حتى الواحدة من ظهر أمس لإخلاء المنطقة والتوجه نحو الجنوب بدعوى وجود هجوم بري وشيك.

وعلى مدار الأيام التسعة الماضية حوّل الاحتلال الإسرائيلى أحياء كاملة فى قطاع غزة إلى أنقاض، دون الاستجابة إلى نداءات أممية ومنظمات دولية بوقف استهداف المستشفيات التى تكتظ أساسًا بآلاف الجرحى فى القطاع المحاصر.. ورغم إعلان الاحتلال عن ممرات آمنة لتنقل المدنيين العزل من شمال القطاع إلى جنوبه إلا أنه تعمد قصف قوافل للمدنيين بينها أطفال ونساء، علاوة على استهداف مناطق فى جنوب القطاع الذى تنادى إسرائيل بتوجه الفلسطينيين إليه، على غرار ما حدث فى دير البلح وسط القطاع.

ووفق «تايمز أوف إسرائيل» فإن قوات مشاة ودبابات تابعة جيش الاحتلال دخلت قطاع غزة، يوم الجمعة الماضي، بدعوى تطهير المنطقة من مسلحين محتملين وتحديد مكان الأسرى الإسرائيليين فى مقدمة محتملة لتوغل واسع ردا على عملية «طوفان الأقصى» التى نفذتها حماس فى السابع من أكتوبر الجاري..

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، دانيئل هجاري، إن قوات مدرعة ومشاة نفذت عمليات بحث و«أحبطت فرق صواريخ موجهة مضادة للدبابات كانت تنوى التسلل إلى المستوطنات».. وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال استشهاد قائد وحدة النخبة التابعة لحماس فى كتيبة جنوب خان يونس بلال القدرة، والذى تزعم تل أبيب أنه قاد الهجمات على إحدى المستوطنات، وفق شبكة سى إن إن الأمريكية.

وقال إن جيش الاحتلال حشد عدة مئات الآلاف من الجنود والاحتياط، والعديد منهم على الحدود مع غزة؛ استعدادًا للمرحلة التالية من الهجوم، لكنه عبر عن أمله عدم دخول أطراف أخرى بما يحول الحرب إلى صراع إقليمى أكبر فى إشارة منه إلى حزب الله اللبنانى ومن خلفه إيران.

غير أن صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية تحدثت عن تأجيل الهجوم البرى لجيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لأسباب من بينها حالة الطقس، موضحة أن المخطط الأولى للهجوم على غزة كان فى نهاية الأسبوع الماضى لكن الأمر تأجل لعدة أيام بسبب ظروف الطقس جزئيًا.. ووفق الصحيفة فإن تراكم الغيوم يؤدى إلى جعل المهمة أصعب للطيارين الحربيين ومشغلى الطائرات المسيرة، فلا يتمكنون من تقديم الغطاء الجوى للقوات الأرضية، إذ يزعم الاحتلال سعيه إلى اغتيال قادة حركة حماس بشقيهم السياسى والعسكري، لكن المشاهد القادمة من القطاع تؤكد مجازر وحشية بحق المدنيين.. وأعلنت المقاومة الفلسطينية يوم الجمعة الماضي، مقتل 13 أسيرًا إسرائيليًا بينهم أجانب جراء القصف الإسرائيلى المكثف على قطاع غزة وشماله فى يوم واحد فقط.. الأرقام الصادمة لم تتوقف عند هذا الحد، إذ قالت وزيرة الصحة مى كيلة، إن 28 كادرًا طبيًا استشهدوا وتضرر 15 مركزًا طبيًا منذ بداية العدوان. فيما أبيد أكثر من 30 عائلة بشكل كامل خلال ضربات الاحتلال.

وتجاوزت الخسائر البشرية فى غزة، خلال الأيام الثمانية الماضية، عدد الشهداء خلال حرب الـ51 يومًا بين غزة وإسرائيل عام 2014، ما يؤكد أن الجرائم التى ارتكبتها بحق الشعب الفلسطينى ترقى إلى مستوى التطهير العرقي.

كان عام 2014 هو العام الأكثر دموية على الإطلاق فى الصراع الإسرائيلى الفلسطيني، حيث قتل ما لا يقل عن 2251 فلسطينيًا فى غزة خلال 50 يومًا من الحرب، وفقًا لبيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.. على المستوى الإنساني، حذرت المديرة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة الإنسانية، كورين فلايشر، من أن مخزون برنامج الأغذية العالمى ينفد داخل غزة، وهو غير قادر حتى الآن على إدخال المزيد من الغذاء إلى القطاع.. وقالت فلايشر إن لدى برنامج الأغذية العالمى إمدادات تكفى لإطعام 1.3 مليون شخص مكدسة على الحدود لمدة أسبوعين، وهى جاهزة للانطلاق، لكن المجموعة لا تستطيع دخول القطاع بأمان بعد.. وأضافت «نحن نتحدث مع جميع الأطراف حتى نتمكن من التحرك، لكن لسوء الحظ، لم نتلق هذا القبول بعد. نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على عبور الحدود، وبحاجة إلى ممرات إمدادات آمنة للذهاب إلى القطاع لتوزيع المساعدات.

للأسف الوقت ينفد والناس يشعرون بالجوع حقًا».. وحتى أمس، زود برنامج الأغذية العالمى 520 ألف شخص فى غزة بالأغذية المعلبة والخبز والنقود. ورغم الصعوبات على الأرض، توقعت المسؤولة الأممية الوصول إلى 224 ألف شخص «على الرغم من الفوضى المطلقة حيث يشكو الموظفون الأمميون من ملاجئ بلا طعام ولا مراتب ولا ماء ولا حمامات ولا كهرباء».

ومع تزايد دعوات الاحتلال لإخلاء المستشفيات شمال القطاع، والذى رفضته الأمم المتحدة، عبرت مؤسسة آكشن إيد الدولية، أمس عن قلقها البالغ إزاء التهديدات التى تستهدف المستشفيات والبنية التحتية الحيوية فى غزة، مع نزوح الآلاف من المواطنين خوفا على حياتهم، وترك منازلهم وأحيائهم، لافتة إلى الأثر المدمر على حياة 50 ألف امرأة حامل فى الوقت الحالى والأطفال حديثى الولادة.