مصرية أنا

انتبهوا .. أيها السادة !

إيمان أنور
إيمان أنور

فى عالمنا الحاضر يثبت كل يوم دور الإعلام المهم والاستثنائى وخطورته فى التأثير على الرأى العام فى الداخل والخارج وبصفة عامة .. الإعلام يا سادة هو باليقين والدليل القاطع كل شئ .. هو الوسيلة التى تنقل الخبر وتعلم ( بضم التاء ) البشر وتخبر الناس وتغير الرأى وتأخذك يمينا ثم  يسارا ثم تحرك مشاعرك وتغير مواقفك ربما من النقيض إلى النقيض .. وبنسبة مائة وثمانين درجة .. الإعلام هو الأداة الوحيدة للتحرك والدافع والتقدم والتأخر فى اتخاذ قرار .. أى كان .. أن أُعلم بالشئ هو ما يحركنى ويدفعنى إلى تكوين رؤية ما عنه وبالتالى اتخاذ القرار .. أضرب مثالا على ذلك .. عندما نشاهد إعلانا عن مدينة ما لا نعرفها ولم نزرها من قبل .. ولتكن روما مثلا .. ما يدفعنى أرغب فى زيارتها أو عدم الاهتمام بها هو إعلان يُعلمنى عما بها وما تضمه من مناظر طبيعية ومتاحف ومطاعم وجمال طبيعة وأسواق وغيره .. اعتقد الفكرة وصلت ..
ولأن الإعلام بهذه الخطورة وهذا التأثير .. فى غمضة عين .. غض البصر عن الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا والتى أثرت تداعياتها سلبا على العالم كله .. فبعد أن كانت ملء السمع والبصر .. اندثرت بين غمضة عين وانتباهتها .. وأصابها الخرس .. هُس هُس.. هششششش .. لا حس ولاخبر .. لتطفو على السطح وتسلط الأضواء فجأة على حرب أخرى جديدة طازجة وهى الحرب غير المتكافئة الدائرة حاليا بين إسرائيل وحماس أو قطاع غزة !..
يا للهول !.. ( بصوت الفنان الراحل يوسف وهبى ) .. ببساطة شديدة .. سحب الإعلام السجادة من تحت أقدام روسيا وأوكرانيا .. لتصبح الحرب الإسرائيلية الغزاوية تحت كل الأضواء والشمس والقمر والنجوم .. بالطريقة التى يريدونها المسيطرون على الإعلام فى العالم .. وبالتالى .. لا يعرض علينا ولا نشاهد نحن .. إلا نصف الحقيقة .. فدول كبرى تتحكم فى كل شئ تحدثنا ليل نهار عن الديمقراطية وحقوق الانسان .. بينما تمارس أشد أنواع العنف مع من تظاهروا من مواطنيها لمساندة أهالى غزة الضعفاء الذين باتوا يعيشون فى ظروف قاسية دون مياه ولا كهرباء ولا مواد غذائية .. وهى تخفى عنا بالطبع مثل هذه الاحداث التى تلتقطها عدسات الهواة وتذيعها عبر مواقع التواصل الإجتماعي.. أيها السادة .. انتبهوا ..
الإعلام هو من أخطر أدوات العصر !..