إنها مصر

الحروب ليست مغامرة!

كرم جبر
كرم جبر

الحروب ليست مغامرة ولا مقامرة ولا استعراض عضلات، ومن يدخلها مهما كان قوياً لا يعرف كيف أو متى يخرج منها، ولم تعد أسلحتها هى الدبابات والطائرات والصواريخ فقط، وإنما إشعال الدول المستهدفة ذاتياً من الداخل، وتتعدد وسائل قتل الوعى كأقصر طريق للحروب الحديثة.
والأمن القومى له ركائز أهمها حصر كل التهديدات الداخلية والخارجية، ورسم الاستراتيجيات ووضع الخطط لمواجهتها، وتأمين كل القدرات اللازمة لذلك، وقدرة الدولة على حماية مواردها وأرضيها ومصالحها من كل التهديدات الداخلية والخارجية.


وعقيدة القتال عند الجيش المصرى ثابتة وراسخة من قراءة الأحداث، وأهمها أن جيش مصر للدفاع عن مصر وتأمينها ضد كل المخاطر فى الداخل والخارج، لم يرفع سلاحاً فى وجه مصرى وإنما فى وجه أعداء المصريين، ويتحرك وفق مصالح الدولة الاستراتيجية.
جيش مصر لم يعتد على أى دولة، ولم يتورط فى حروب بالوكالة، ولم تلوث يده بنقطة دماء الدول الشقيقة، ويرفض تماماً الحرب ضد الآخرين، وكم جرت محاولات لتوريطه فى حروب إقليمية، رفضها بشدة.
ويسلح الجيش نفسه ليكون على أهبة الاستعداد لدرء المخاطر أياً كانت، وحماية موارد الدولة ومكتسباتها وصيانة حياة شعبها وتوفير أعلى درجات الأمن والاستقرار.


لم تكن مصر أبداً معتدية فى حروب 1948 و1967، بل تعرضت للعدوان ودافعت عن أراضيها، وتكبدت خسائر كبيرة مازالت آثارها حتى الآن، يتحملها الشعب المصرى فى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى مرت بها البلاد.
وكان ضرورياً أن تحارب مصر عام 1973، لتسترد كرامتها وكبرياءها، وتضع حداً لحالة اللاحرب واللاسلم التى أنهكت مواردها الاقتصادية وأفقرت شعبها.


تجارب الماضى والحاضر تؤكد أن زعماء مصر يتمتعون بالجرأة والحكمة، ويدركون جيداً مخاطر الحرب، والمسألة ليست الإدلاء بتصريحات لتصفق لها الجماهير فى الشوارع، وإنما بالعقل والحكمة لإنقاذ الشعب الفلسطينى والدفاع عن حقوقه المشروعة.


■ ■ ■
السادات بعد نصر أكتوبر: نسأل قادة إسرائيل اليوم، أين ذهبت نظرية الأمن الإسرائيلى التى حاولوا إقامتها بالعنف تارة وبالجبروت تارة أخرى طوال الخمس وعشرين سنة، لقد انكسرت وتحطمت.


السادات فى الكينست: يا كل ضحايا الحروب، املأوا الأرض والفضاء بترانيم السلام، املاؤا الصدور والقلوب بآمال السلام.
السيسى فى الكلية الحربية: نأمل أن تعلو أصوات السلام لتكف صرخات الأطفال وبكاء الأرامل ونحيب الأمهات، ولن يأتى ذلك إلا بتوفير أقصى حماية للمدنيين من الجانبين فوراً، والعمل على رفع تدهور الأحوال الإنسانية وتعقب سياسات العقاب الجماعى والحصار والتجويع والتهجير.