بقلم مصرى

شهداء الكلمة

صلاح سعد
صلاح سعد

فى السادس من أكتوبر كان يوم العبور العظيم لقواتنا المسلحة التى قهرت المستحيل وحققت النصر وفى السابع من أكتوبر كان طوفان القدس والفارق الزمنى بينهما 50 عاما بعد أن جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفداء للمقاومة الفلسطينية لكى تثأر لأرواح الشهداء والأبرياء واستباحة المقدسات فى الأرض المحتلة..

ولذا كان الطوفان الهادر الذى استلهم روح أكتوبر من حيث الإعداد والتخطيط  وعنصر المفاجأة الذى حطم فى 1973 خط بارليف وفى 2023 أطاح بالقبة الحديدية ليؤكد أن إرادة الشعوب لا تقهر إذا هى أرادت استرداد حقها المسلوب..

طوفان القدس كان هو الحدث الذى فرض نفسه مؤخرا على العالم بأسره من خلال وكالات الأنباء والفضائيات والمواقع الإخبارية التى تسابقت لنقل الأحداث بالصوت والصورة على الهواء حيث تواجد مراسلوها فى جميع أماكن الصراع الدامى فى غزة وتل أبيب والقدس وأيضا فى أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن وفى العواصم العالمية وأماكن اتخاذ القرار وردود الأفعال  وتصريحات المسئولين بهذا الشأن..

كان بالفعل الإعلام حاضرا بكل طاقته وإمكانياته لتغطية الأحداث فور وقوعها ونقلها فى خدمة إخبارية متواصلة على مدار اليوم رغم دوى الانفجارات واشتعال النيران وتساقط الصواريخ  والدمار الذى أحاط بكل مكان ولم يكن الضحايا من المدنيين فقط بل سقط العديد من شهداء الكلمة الذين توافدوا لنقل الأحداث الدامية وهم يرتدون  سدرة الصحافة وخوذة الرأس وميكرفون الإذاعة وكان سلاحهم هو الكلمة وليس الرصاصة ليلحقوا بمن سبقوهم من شهداء الصحافة ومنهم شيرين أبوعاقلة التى لقيت حتفها برصاص الاحتلال مع غيرها من الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ دون أن يدروا بأى ذنب قتلوا !!.