أخر الأخبار

الشرطة عثرت على جثته في مكان مهجور.. بـ«عكاز وموس حلاقة» يقتل الملاك الصغير

الضحية
الضحية

المنوفية‭: ‬إيمان‭ ‬البلطي‭ ‬

بملامح أهلكها الحزن، وبعيون أهلكتها الدموع، جلست «هند»، السيدة الأربعينية، بملابسها السوداء، حاملة في يديها صورة ابنها رضا، ابن الـ 8 سنوات، الذي فارق حضنها بعد أن قُتل على يد من لا يستحق الحياة، بسبب اسطوانة غاز.. تفاصيل أكثر عن تلك الواقعة التي شهدت أحداثها قرية البتانون التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية في السطور التالية.

كانت حالتها صعبة، بدا عليها أن الحزن قد أنهكها، حتى أنها باتت لا تستطيع أن تتكلم أكثر من كلمتين، وهذا - نظرًا لما تعرضت له في الأيام الأخيرة - مقدر ومفهوم.

أيضًا ما أكد هذا بعد الحالة التي كانت عليها، هي أول جملة نطقت بها: هو حق ابني هيرجع؟، السؤال الذي يدل على ما تحمله الأم المكلومة من آلام وحسرة، وكيف لا وقد جاءها خبر مقتل ابنها، فلذة كبدها، بعد ساعات من تعذيبه، نعم هي متأكدة أن القضاء سوف يقتص لها بمقدار ما ارتكله الجاني في حق طفلها.

عن تفاصيل ما تعرض له ابنها رضا، تحكي السيدة هند لـ»أخبار الحوادث» قائلة: «يومها الساعة ١١ الظهر، كان «رضا» صحي وفطر وراح الدرس بتاعه، هو كان داخل سنة تانية ابتدائي، لكن ملحقش يروح المدرسة عشان كانت لسه مفتحتش، ولما رجع كان غريب جدا، داخل المطبخ وقالي يا ماما أنا مبسوط قوي، ضحكت له وقولتله ربنا يسعدك يا بني كمان وكمان، وفضل وقتها يغني ويرقص ويلعب مع إخواته».

انبوبة بوتاجاز

وأضافت: «وقتها طلبت منه يروح يجيب فطار، أخواته لسه صاحيين ومحدش فينا فطر، وفعلا خد الفلوس ودخل غرفة أخوه خد منه 5 جنيه عشان يجيب شيبسي، ولما شاف اخته في الشارع أداها الفطار وقالها إنه هيروح لبيت عمه عشان يلعب مع أولاد عمه، وقالها إنه مش جعان وإنه هياكل هناك لو جاع، وياريته فضل هناك على طول ومرجعش».

واستكملت قائلة والدموع تملأ عينيها: «على بعد العصر كده حصلت مشكلة بيني وبين جاري، اسمه عبد العزيز، عشان اللي عنده في البيت سرقوا مني أنبوبة البوتاجاز، وناس شافتهم ولما قلتلهم أنكروا، واتخانقنا مع بعض، لكن الناس وقتها إدخلت وانتهى الموضوع، لكن بالنسبة لهم الموضوع كان منتهاش».

واستطردت قائلة: «على المغرب تقريبًا لقيت «رضا» مجاش، أتأخر قوي ومكنش متعود على التأخير، على طول لبست وروحت أسأل عليه عند بيت عمه، وكانوا خلاص مسافرين على شرم الشيخ، سألتهم عنه قالولي إنه مشي من بدري، وقتها أنا قلقت، وفعلا فضلت أدور عليه والناس معايا تدور عليه وكأنه فص ملح وداب، لحد الساعة 3 الفجر بدور على ابني ومش لاقياه، ولا حد عارف يوصله كنت بنادي عليه زي المجنونة بعلو صوتي في الشوارع، وقتها إخواته وولاد عمه شافوا «محمد» ابن جاري «عبد العزيز»، اللي اتخانقت معاه في العصر، واقف باصص علينا من بعيد ويبان كأنه مخبي حاجة أو عارف حاجة، وفعلا لما مسكوه قالهم إن رضا كان معاه، وكمان عارف مكانه».

واختتمت: «طبعا جروا معاه لحد ما وصلوا لخرابة مهجورة ورا القرية، واللي فيها لقوا ابني، أنا كنت بجري معاهم زي المجنونة، لحد ما شفته، مربوط في كرسي وإيديه ورجليه مربوطين، ومضروب في كل حتة في جسمه، وميت، ومن وقتها مدرتش بنفسي».

في سياق متصل، أضاف خال «رضا» لـ»أخبار الحوادث»: «إحنا عرفنا وقتها من ابن عبد العزيز إنه راح لـ «رضا» عند بيت عمه، وقاله تعالى معايا أشحن كارت الكهرباء، ورضا ببراءة راح معاه، لحد ما وداه المكان اللي كان فيه «رضا» ابن اختي وميت».

واستكمل قائلا: «الراجل بعد خناقته مع أختى خلى ابنه يروح يستدرج ابنها عشان يقتله، وهو ده اللي حصل؛ التقرير الطبي الأولى لتشريح الجثمان وضح أن تعذيب الطفل كان بآلة غير حادة، وهذا ما لفت نظر قوات الأمن هنا إن عبدالعزيز، بيمشى على عكاز، وأكيد العكاز ده هو الآلة المستخدمة في تعذيب الطفل، وأكيد عبدالعزيز هو الجاني في الجريمة، واستخدم أطفاله الصغار كوسيلة لاستدراج الطفل».

تعذيب وقتل

هذه التكهنات والمخاوف، كانت في محلها، وهو ما أكدته تحريات الشرطة، فور اكتشاف الجريمة، وبعد خروج تقرير الطب الشرعي، والذي أكدا أن «رضا» تعرض لتعذيب مبرح بآلة غير حادة، وأن مرتكب الواقعة هو «عبد العزيز» وزوجته، وأنهما حرضا أطفالهم على استدراج «رضا»، لتعذيبه وقتله نكاية في والدته.

كما أظهر التقرير؛ أن الطفل كان مكبل اليدين والقدمين، وعليه آثار تعذيب واضحة وكدمات في أنحاء متفرقة من جسده، منها ما هو بآلة غير حادة، تبين فيما بعد أنها عكاز عبد العزيز، ومنها ما هو أثار تعذيب ناتجة عن شفرة «موس حلاقة».

أيضًا تحريات الشرطة سجلت اعترفات الأطفال، محمد ونهى وعبدالرحمن، الذين أكدوا بأن والدهم، عبد العزيز، طلب منهم استدراج «رضا» له، وبالفعل اعترف بأنه من قام بتكبيله وتعذيبه، نكاية في والدته، تم تحرير محضر بالواقعة وإحالته إلى النيابة العامة، التي بدورها استعجلت تقرير الطب الشرعي لبيان سبب الوفاة والتصريح بدفن الجثمان عقب الانتهاء من الصفة التشريحية، كما قام الجاني بتمثيل الجريمة أمام النيابة العامة وحبسه وزوجته 4 أيام على ذمة التحقيقات.

كما أوضحت زوجة عم الطفل رضا لـ»أخبار الحوادث»؛ أنها فور معرفتها اختفاء رضا، وما حدث مع والدته ومشاجرتها مع عبد العزيز، شعرت أنه وراء اختفاء رضا، وبالفعل تأكدت ظنونها بعد أن اعترف «محمد» بتفاصيل ما حدث، حيث قالت: «الناس دي حرامية، إيديهم طويلة، ومعروفين بكده، والناس هنا في القرية عارفين هذا، منهم لله، ربنا ينتقم منهم وإن شاء الله ربنا هيورينا فيهم يوم، ومش هنرتاح غير لما يصدر حكم القضاء في الزوجين القاتلين».

 

اقرأ أيضا : مباحث شبين الكوم تكشف لغز مقتل طفل بمنزل مهجور

;