نجيب محفوظ.. ابن الجمالية صاحب «نوبل» العالمية

نجيب محفوظ...واعماله
نجيب محفوظ...واعماله

حكم وتأملات وأعمال نجيب محفوظ لها أهميتها في التعايش على مر العصور، فأعمال "محفوظ" تلخص فلسفة عميقة لمن لم تتح له فرصة قراءة أعماله الغزيرة التي تزيد على خمسين رواية ومجموعة قصصية.

نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا، والمعروف باسمه الأدبي نجيب محفوظ، هو روائي، وكاتب، يُعد أول أديب عربي حائز على جائزة نوبل في الأدب.

بدأ كتب نجيب محفوظ كتاباته منذ الثلاثينات، واستمر حتى 2004، وتدور أحداث جميع رواياته في مصر، وتظهر فيها سمة متكررة وهي حياة الحارة.

يُعد نجيب محفوظ رائدُ الرواية العربية، وهو الحائزُ على أعلى جائزةٍ أدبية في العالَم حيث وُلِد في ١١ ديسمبر ١٩١١ ميلادية في حي الجمالية بالقاهرة، وهو ينتمي لعائلة من الطبقة المتوسطة.

والمسافة بين أعمال الأديب نجيب محفوظ والقارئ هي مسافة ربما تصنعها تأويلات لا يكون المؤلف بالضرورة مسؤولا عنها لكن بعض القراء يحملونه نتائجها.

نوبل للسلام

كان نجيب محفوظ هو المصري الثاني الذي يحصل على جائزة نوبل، وسبقه في الحصول عى نفس الجائزة الرئيس الراحل محمد أنور السادات والتي سميت جائزة نوبل للسلام.

الحرية والمساواة

يبرز إيمان نجيب محفوظ فى القيم العليا وأولها الحرية والمساواة فإن الأدب الراقي يدعو دائما للحرية والمساواة كما يقول في رواية "ليالي ألف ليلة" إن الحرية حياة الروح وأن الجنة نفسها لا تغني عن الإنسان شيئا إذا خسر حريته، كما يرى في "أصداء السيرة الذاتية" التي كتبها في التسعينيات أن "أقرب ما يكون الإنسان إلى ربه وهو يمارس حريته بالحق".

نجيب محفوظ وثورة يوليو

وانتهى محفوظ من كتابة ثلاثية "بين القصرين" و"قصر الشوق" و"السكرية" قبل ثورة يوليو عام 1952 واعترف بأنه تخلص بعد الثورة من مشاريع روائية عن الفترة السابقة نظرا لتغير الواقع الذي دفعه للتوقف عن الكتابة حتى عام 1959 لأن العالم القديم الذي سعى إلى تغييره بالإبداع غيرته الثورة بالفعل. ثم اكتشف أن للواقع الجديد أخطائه فكتب رواية "أولاد حارتنا" وما تلاها من أعمال ذات طابع رمزي يجسد فلسفة الشك والبحث عن يقين ومعنى للحياة في روايات "اللص والكلاب" و"السمان والخريف" و"الطريق" و"ثرثرة فوق النيل" و"ميرامار.

زقاق المدق

 في "زقاق المدق" الصادرة عام 1947 “ان الانسان ليعيش كثيرا في دنياه عاريا أما عتبة القبر فلا يمكن أن يجوزها عاريا مهما كان فقره” فالموت في رأيه ليس نهاية المطاف الا للميت الفرد أما بالنسبة للجماعة فيقول في "أولاد حارتنا" على لسان أحد الأبطال "الخوف لا يمنع من الموت ولكنه يمنع من الحياة" وفي موقف آخر يقول "لن تتاح لكم الحياة ما دمتم تخافون الموت" وهذا قريب من قوله "الايمان أقوى من الموت والموت أشرف من الذل في بين القصرين وفي "السمان والخريف" يقول إن "أتعس الناس الذين يستوي لديهم الموت والحياة".

أطرق الباب بصدق

ويخالف محفوظ المقولة الشهيرة التي يؤكد فيها الجاحظ أن المعاني ملقاة على قارعة الطرقات إذ يقول في رواية "رحلة ابن فطومة" الصادرة عام 1983 "لن تخرج المعاني إلا لمن يطرق الباب بصدق" وفي الرواية نفسها يكاد الكاتب يلخص ما آلت إليه الأمور قائلا "ديننا عظيم وحياتنا وثنية" وهذه الازدواجية انتقدها محفوظ في كثير من أعماله إذ كان يدعو إلى دور ما للحياة الروحية ففي "السمان والخريف" يقول "الحق أن جميع البشر في حاجة إلى جرعات من التصوف.. وبغير ذلك لا تصفو الحياة" وفي "اللص والكلاب" يرى أن "الدنيا بلا أخلاق ككون بلا جاذبية".

ولكن محفوظ رغم كل شيء كان متفائلا إذ يقول في "المرايا" أنه "مهما يكن من أمر فلا يمكن تجاهل المرحلة التي قطعها الإنسان من الغابة إلى القمر".