فى الصميم

مصر تحذر.. فهل يسمعون؟!

جلال عارف
جلال عارف

لاشك أن الحكومات الغربية  وفى مقدمتها أمريكا قد صدمت بالفشل الاسرائيلى المريع أمام هجوم المقاومة الفلسطينية.. لكن هذا لا يبرر أن تمنح إسرائيل الموافقة الكاملة والدعم بلا حدود لتشن حرب إبادة على الشعب الفلسطينى فى غزة وربما فى الضفة الغربية أيضا، وأن تغمض عيونها عن تاريخ طويل من إرهاب إسرائيل وجرائم الحرب التى لم تتوقف عن ارتكابها منذ مذابح دير ياسين وحتى مذابح غزة وجنين وغيرها!!

نعم.. تعرف أمريكا وأوروبا أن حديثها عن حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها لا يعنى حقها فى احتلال الأرض الفلسطينية ولا إطلاق يد إسرائيل فى إقامة المستوطنات وفى تهويد القدس العربية وفى انتهاك كل القوانين الدولية فى حماية «الفيتو» الأمريكى والأوروبى. وتعرف ايضاً أن نتنياهو وباقى زعماء عصابة اليمين المتطرف التى تحكم إسرائيل ما كانت لتقدم على حرب الإبادة التى تقوم بها الآن على المدنيين والأطفال والنساء فى غزة لولا الضمانات التى قدمتها الحكومات الغربية تحت زعم «حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها» ولولا مدد السلاح من أمريكا وإرسال حاملة الطائرات لتكون فى خدمة الحرب الإسرائيلية المجنونة التى يعلن نتنياهو أنه يستهدف منها تغيير الشرق الأوسط بأكمله!!

فى حماية الموقف الأمريكى والأوروبى المنحاز تقوم إسرائيل بكل جرائم الحرب الممكنة.. تمنع الغذاء والدواء والمياه والكهرباء عن الشعب الفلسطينى فى غزة الذى يصفه وزير الدفاع الإسرائيلى بأنهم مجرد «حيوانات بشرية»!! ويستبق نتنياهو حرب الإبادة بنصح الفلسطينيين هناك بأن يتركوا مدنهم التى سيدمرها، بينما يقول المتحدث العسكرى فى الكيان الصهيونى إن من يريد النجاة من حرب الإبادة يمكن أن يعبر إلى سيناء!!!!

مصر التى حاولت بكل السبل منع الانفجار فى المنطقة، والتى لم تتوقف عن التأكيد على أنه لا استقرار فى المنطقة إلا بإعادة الحقوق المشروعة لشعب فلسطين وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. مصر تحذر بقوة مما يحدث من محاولة تهجير الفلسطينيين من أرضهم ومن تخييرهم بين الموت تحت القصف الإسرائيلى المجنون أو النزوح من أرضهم.

والتحذير ليس فقط لإسرائيل، ولكن لمن يدعمونها ويمنحونها التأييد المطلق لترتكب كل جرائمها.. على الجميع أن يدرك أن الفلسطينيين باقون فى أرضهم، ولن يتحركوا منها إلا لباقى أرضهم السليبة! وللتذكير فقط.. فإن المستوطنات التى هاجمها رجال المقاومة الفلسطينية فى «غلاف غزة» هى فى الأصل قرى فلسطينية محتلة !! وللتذكير أيضا فإن أى نزوح فلسطينى آخر لن يكون إلا لاسترداد أرضهم.. كل أرضهم!!