رولان جاروس أول طيار يجتاز البحر المتوسط  

رولان جاروس
رولان جاروس

ونحن نعيش هذه الساعات مع الذكرى الخمسين لانتصارات اكتوبر حرب العزة والكرامة ونقص بطولات جنود وقادة الجيش المصري من أبناء ألشعب المصري ونتذكر شهدائنا الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن مع تكبيراتهم (الله أكبر .. الله أكبر ) التي زلزلت الأرض من تحت أقدام العدو الصهيوني. 

نستعرض من خلال هذه السطور قصة بطولة حدثت خلال الحرب العالمية الأولى مطلع القرن العشرين وكانت في شهر أكتوبر أيضا وهي تضحية طيار فرنسي يدعى رولان جاروس.

ولد رولان جاروس يوم 6 أكتوبر عام 1888 بمدينة سانت دينيس بجزيرة لا ريونيون الفرنسية الواقعة قبالة السواحل الشرقية لمدغشقر. 

استكمال دراسته:
بسبب عدم وجود معهد ثانوي بالمنطقة، أرسل رولان غاروس عام 1900 نحو فرنسا حيث واصل تعليمه بعيدا عن عائلته.
أثناء تواجده بفرنسا، عاش رولان حياته بشكل مستقل عن أفراد عائلته. وبالتزامن مع ذلك، مارس العديد من الرياضات كركوب الدراجات وكرة القدم. 
ثم التحق بالمدرسة العليا للتجارة بباريس 

أول مشروعاته:
بعد التخرج افتتاح جاروس مؤسسته الخاصة بمجال السيارات وهو في الحادية والعشرين من عمره.
بسبب نجاحه العظيم في فترة من الفترات قامت شركة بيجو بتسمية طرز عدة سيارات باسم رولاند جاروس 106, 206, 207, 306, 406 و 806 وكانت علامة ناجحة حينها، 

قصته مع الطيران :
وخلال عطلة قضاها صيف عام 1909 قرب منطقة ريمس الفرنسية، تابع رولان جاروس فعاليات أحد معارض الطيران.
وهنالك، انبهر بمظهر الطائرات وقدرتها على التحليق. وبتلك اللحظة، عقد رولان غاروس العزم على أن يصبح طيارا.
ومستغلا الأرباح التي جناها من مؤسسته الخاصة، أقدم رولان جاروس على شراء طائرته الأولى المتواضعة التي كانت من نوع سانتوس دومون ديموازيل المقدرة قيمتها بنحو 7 آلاف فرنك.


على الرغم من عدم امتلاكه لشهادة بمجال الطيران، باشر رولان جاروس بالتدرب على هذه الطائرة قبل أن يصبح بفترة وجيزة طيارا محترفا.
ليس ذلك فحسب فقد أصبح أول إنسان في العالم يجتاز البحر المتوسط عن طريق الطيران إذ حلق من مدينة فريجوس الفرنسية إلى مدينة بنزرت التونسية، 

الحرب العالمية الأولى:
مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، استغل رولان جاروس براعته في الطيران و تطوع لصالح الجيش الفرنسي وانطلق للمشاركة بالمعارك الجوية ضد الألمان تزامنا مع ابتكاره للطائرة المزودة برشاش. وخلال شهر أبريل 1915، وقع جاروس أسيرا بقبضة القوات الألمانية عقب إسقاط طائرته. ومع نجاحه في الهرب من معتقله وعودته لفرنسا، 

شجاعة وتضحية :
لاشك أن الإيمان بالقضية التي يحيي الإنسان لنصرتها تجعله على استعداد لبذل الروح والمال وهو ما دفع رولان جاروس رغم نجاته في أقناع المسؤولين الفرنسيين بضرورة عودته لساحات القتال لنقل خبرته لبقية الطيارين.


وقبل 5 أسابيع فقط من نهاية الحرب العالمية الأولى، انفجرت طائرة رولان جاروس يوم 5 أكتوبر 1918 بسماء منطقة سانت موريل عقب معارك ضارية ضد طائرات فوكر دي الألمانية. وعلى إثر ذلك، توفي رولان جاروس قبل يوم واحد من بلوغه الثلاثين من العمر.

تخليد لإسمه:
تخليد لذكراه سميت إحدى بطولات جراند سلام للتنس بإسمه وهي بطولة رولان جاروس 
وهي واحدة من الأربع بطولات الكبرى للتنس والتي تقام كل عام ولا تقل عن مثيلاتها فلاشينج ميدو بامريكا وملبورن بإستراليا و ويمبلدون في إنجلترا
بالإضافة إلى ملعب تنس يحمل إسمه وهو ملعب رولان جاروس، 

كما سمي أيضاً مطار البلدة التي ولد فيها وهي جزيرة ريونيون باسم رولاند جاروس.