بدون تردد

نصر أكتوبر «١»

محمد بركات
محمد بركات

من حق شبابنا وكل الأبناء الذين لم يعاصروا ولم يعايشوا ما جرى وكان فى نصر أكتوبر ١٩٧٣، أن يدركوا أن مصر كانت فى هذا التوقيت الفارق من تاريخها على موعد مع القدر، حيث كانت قد اتخذت أخطر قرار فى تاريخها المعاصر كله،...، قراراً يمثل نقطة التحول العظمى فى مسار ومستقبل الأمة والشعب.

كانت مصر قد قررت النهوض من كبوتها، والانطلاق لتغيير الواقع المر وتحدى الهزيمة والعبور إلى النصر، لتمسح عار النكسة وتعيد كرامتها وعزتها وحرية وسلامة اراضيها.

فى هذا التوقيت منذ خمسين عاما كانت مصر تخوض معركة الفصل والمصير، لشعب رفض الاستسلام لذل الاحتلال، وجيش وطنى شجاع قرر خوض معركة الكرامة والشرف واسترداد الأرض، وتلقين العدو درسا قاسيا لا ينسى على مر السنين والأعوام.

وإذا كنا نعيش هذه الأيام أحداثا جساما فى ظل نتائج ثورة الثلاثين من يونيو، ومعارك التنمية ومواجهة قوى الشر والإرهاب والضلال،..، فإننا كنا فى مثل هذه الأيام منذ خمسين عاما نعيش أحداثا جساما أيضا، غيرت بالقطع واقع المنطقة ومستقبلها.

كنا نعيش زلزال أكتوبر الذى هز المنطقة والعالم، وأحدث متغيرات جسيمة وعديدة على المستوى الإقليمى والدولى، أثرت لسنوات طوال ولا تزال تؤثر حتى الآن على المنطقة وما حولها.

ومنذ هذا التاريخ أصبح السادس من أكتوبر لسنوات طويلة ممتدة وحتى الآن، تأريخا للنصر والعزة والكرامة، وباعثا على الفخر لقواتنا المسلحة الباسلة ولكل أبناء مصر.

وسيظل هذا التاريخ نورا كاشفا فى سماء المنطقة، يضيئها بشعاع الفداء والتضحية والولاء للوطن، مهما اشتدت الظلمة،..، كما سيبقى أبد الدهر شاهدا حيا على صلابة وقوة المصريين، وإيمانهم الراسخ والكامل بالتضحية فى سبيل وطنهم،...، واستعدادهم الكامل لتقديم أرواحهم فداء لكل حبة رمل من تراب الوطن.

«وللحديث بقية»