صباح الفن

تحديات «الإسكندرية السينمائى»

انتصار دردير
انتصار دردير

تحديات عديدة شهدها مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط خلال دورته الـ39 التى اختتمت أعمالها مساء الخميس الماضى، لعل أبرزها ارتفاع تكلفة تذاكر الطيران والإقامة بالفنادق، مع قلة الرعاة و محدودية الدعم الذى يحصل عليه، والذى يجب إعادة النظر فيه، لأنه لم يعد يتناسب مع الظروف الاقتصادية، وقد أثر ذلك سلبيا على برنامجه المعتاد، ودفع إدارة المهرجان لتقليص عدد ضيوفه من صناع الأفلام وتقليل مدة المهرجان التى أثرت على فعاليات مهمة كان قد أعدها لهذه الدورة ولم يتمكن من تسليط الضوء عليها بقدر كاف، مثل استفتاء أفضل مائة فيلم غنائى فى تاريخ السينما المصرية، أو احتفالاته بالمئويات التى صارت سمة مميزة فى برنامجه، والتى كان سيحتفى خلالها بمئوية وفاة الكومسيقار سيد درويش وميلاد كل من محمود مرسى وتوفيق الدقن.

ولأول مرة لايتمكن المهرجان من إصدار كتب مطبوعة ويكتفى بإصدارها «بى دى إف» بسبب ارتفاع تكلفة طباعتها بما لايتناسب والميزانية المتاحة له، والتى تعد إصدارات مهمة للمكتبة السينمائية، ورغم ذلك فقد استطاع الأمير أباظة رئيس المهرجان وفريق العمل معه تقديم دورة ناجحة تضمنت فعاليات ترسخ مكانة المهرجان ودوره فى مدينة الإسكندرية والتى يشارك كثير من أبنائها فى أقسامه المختلفة، واحتضن المهرجان حفل تخرج أول دفعة من معهد السينما بها.

ولعل من أهم البرامج التى لم تحظ بتسليط الضوء عليها برنامج «مراكب الموت» الذى تضمن عرض 12 فيلما من مصر والمغرب وفلسطين واسبانيا وفرنسا وألمانيا وقبرص تتناول ظاهرة الهجرة غير الشرعية والذى قدمه تزامنا مع جهود الدولة المصرية فى محاربة هذه الظاهرة، كما شهدت الورش الفنية التى أقامها مجاناً للإخراج والتصوير السينمائى وقام بالتدريس بها المخرج الكبير على بدرخان ومدير التصوير البارع سمير فرج إقبالا كبيرا من الشباب السكندرى.

من يشاهد المخرج اليونانى كوستاس فيريس الذى كرمه المهرجان هذا العام المتيم بحب مصر، موطن ميلاده، ويسعى ليقدم فيلما عنها، والفنانة الفرنسية كارولين سلول وزوجها المنتج الشهير جون لوى ليفى وهما يقرران زيارة الاقصر وأسوان بعد نهاية المهرجان، يتأكد له أن الإسكندرية السينمائى  لايؤدى دورا ثقافيا وتنويريا فقط، بل دورا سياحيا يفوق تأثيره الإعلانات المباشرة التى تتكلف الملايين.