فيض الخاطر

حكاية من حكايات الوطن

حمدى رزق
حمدى رزق

ضمن فعاليات «حكاية وطن»، عرج المشاركون (عرضا) على منجز طبى عالمي، وكان يستوجب التوقف أمامه طويلا..
إعلان مصر خالية من فيروس (C)، معجزة طبية بمقاييس منظمة الصحة العالمية، تخيل حجم المنجز الطبي، (٨٠ مليون مواطن) خضعوا للكشف، و(٤ ملايين مريض) تلقوا فعليا العلاج، ونسبة الشفاء تجاوزت (٩٨٪).


من حق الوطن حكاية من حكاياته، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل، وشهادة لوجه الله، مرضى فيروس (C) ما حلموا بالشفاء الذى كان بعيدًا بعيدًا أقرب إليهم الموت، إلا بعد التفاتة الرئيس السيسى إلى كارثة تفشى هذا الفيروس الذى صار كالوباء.
كارثة صحية غفلت عنها الحكومات المتتابعة، وغضت الطرف عن قاتل صامت، أقرب لجائحة اجتاحت البلاد من أقصاها إلى أقصاها، كان التحدى رهيبًا، وكان القرار الرئاسى مصيبًا، تقرر علاج كل مصابى فيروس (C) مجانًا، والكشف عن الفيروس احتمالًا.
القرار الرئاسى تجسد على الأرض تحديًا صعبًا، وشمرت الدولة عن سواعدها، وبدأت تتحدى هذا الغول الرهيب مدعومة بإرادة سياسية تبغى توفير العلاج لكل مريض مهما كانت التكلفة، وصار الفيروس على قائمة الأولويات الوطنية.
ويستوجب التوقف أمام قدرة الدولة المصرية فى تجليها، مصر تمرض لا تموت، نعم استطاعت الدولة الممتحنة اقتصاديا توفير أغلى العلاجات وفق أحدث البروتوكولات العالمية وإتاحتها مجانا.


التوقف أمام المنظومة الطبية التى أبدعت فى ابتكار بروتوكولات العلاج التى تناسب «الجين الرابع» الذى ينهش أكباد المصريين، وكيف واكبت المستحدثات الطبية والعلاجية عالميًا، وجلبها إلى القاهرة لتمصيرها وتحضيرها..


التوقف أمام الجهد الطوعى الرائع لمنظمات المجتمع المدني، ما يسمى «التشبيك المجتمعى» فى مواجهة فيروس يضرب فى الكبد، المظلة الاجتماعية التطوعية فى الأقاليم شكلت حالة إبداعية استثنائية، المراكز فتحت لعلاج الغلابة مجانًا، والتبرعات انهالت على المراكز، والمتطوعون فى القرى والأرياف نفروا لإنقاذ أهليهم من الفيروس اللعين.


التوقف أمام شعب يصورونه على أنه فاقد الهمة، إذ فجأة ينهض من سباته ويودع إحباطه، ويخوض معركة قاسية فى مواجهة فيروس رهيب، شعب قرر القضاء على الفيروس وإنقاذ شبابه وشيوخه بعمل وطنى تطوعى بوعى حضارى، شعب يضرب دوما نموذجا فى الإيثار.