بقلم واعظة

أهــان الــودّ؟

وفاء عز الدين منطقة وعظ قنا
وفاء عز الدين منطقة وعظ قنا

يأتى الطلاق كمرحلة أخيرة فى رحلة الزواج ويعتبر حلًا عند استفحال المشكلات بين الزوجين واستحالة الحياة بينهما وفشل كل محاولات الإصلاح وإعادة المياه إلى مجاريها، وهو من الأمور المشروعة وإن كانت مبغوضة؛ لما يترتب عليه من هدم للأسر وتشتت للأبناء.

ولحظة الطلاق من أصعب اللحظات التى تمر على الإنسان فهى لحظة فراق.. وداع.. حزن.. ألم لحظة يتوقف أمامها العقل فترة من الزمن لا يصدق كيف هذا حدث؟ ولمّ حدث؟ وماذا بعد؟.

وفى هذه اللحظات يفكر كلا الزوجين فيجد نفسه خسر الكثير وأنه ضحية للطرف الآخر وأن حياته انتهت وهنا يغضب ويثور وتدب فى نفسه الحاجة إلى الانتقام فينسى كل شىء ويبدأ بإظهار عيوب الطرف الآخر ويكشف ما كان مستورًا فنرى ونسمع أعراضا تُنتهك وأسرارا تُعلن وتُهما تُقذف سواء أكان بحق أو بباطل، ناهيك عن السباب والشتائم وغير ذلك من التجاوزات وكل هذا ينتقل وينتشر بسرعة فائقة أشد من سرعة انتشار النار فى الهشيم ويصبح تريندات تُتابعها الناس.

ما الهدف من وراء هذا إلا الانتصار للنفس ولو كان على حساب النَيِل من سمعة وشرف من كان فى يوم من الأيام أقرب الناس!.

لمّا هذا النُكران؟ ألم يقل المولى عز وجل: «وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» تذكروا أيام الأنُس والسعادة.. أبعد الفِراق يهون الودّ؟.

قبل القدوم على الطلاق لا بد أن يفهم كل مسلم ومسلمة مراد الله تعالى فى قوله عز وجل: «الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ..» فإما العِشرة بين الزوجين بالمعروف، وإما الفرقة بالإحسان من غير أذى ولا تجريح للمشاعر ولا إظهار للعيوب والمساوئ، بل أبقوا على شىء من الاحترام، فقد روى أن أحد الصالحين طلق زوجته فسأله أحد الناس عن السبب فى طلاقها، فقال: كنت أصون لسانى عن ذكر عيوبها وهى زوجتى فكيف استبيح ذلك وقد صارت أجنبية عنى؟! يا ليتنا نكون مثل الصالحين ونطبق ما أمرنا به ديننا من آداب للطلاق، فلو فعلنا لأرحنا أنفسنا وغيرنا.