علي خجلٍ حطَّتْ لديكَ القوافلُ
وفي هَيْبَةِ خُطَّتْ إليكَ الرَّسائِلُ
فحين اعترتني من ذنوبيَ رعدة
ولم يستَقِمْ ظهري ولا قام كاهل
أتيتُ ولمْ أفقدْ رجاءَ مُعَذَّبٍ
ففي حضرةِ الغفرا نِ ثمَّ منازلُ
يَحطُّ السَّماوِيُّونَ عندكَ راحةً
ويَرْقى التُّرابيُّونَ والقلبُ زاجلُ
فَروحٌ وريحانٌ وصحبةُ أحمدٍ
وبينهما قد عزَّ راءٍ وناقل
ومغفرةٌ في كلِّ أرضٍ وروضَةٌ
وراحةُ نفسٍ ليسَ ثمَّ قـلاقـل
وتنْشَقُّ أرضٌ كي تقومَ إمَامَها
وَلَمَّا تَزَلْ تحتَ التُّرابِ الهياكِلُ
وعرشٌ عليهِ اللهُ مُسْتَوياً وقدْ
وقفتَ على حدِّ الصراط تناول
على كلِّ نجمٍ من سناكَ بريقُهُ
وفي كلِّ عصرٍ تصطفيكَ الشَّمائِلُ
وتلقي على وجهِ الظَّلام نيازكا
فَلَمْ يبْقَ خُفَّاشٌ ولا عزَّ باطل
تَشيدُ على هَدْيٍ حضارةَ أمَّةٍ
ولم تفتئت والراشدون دلائلُ
يخـــافونَ يومــاً مُستطيراً بِشَرِّهِ
وقد خاض في تيهِ التَّخَبُّطِ كاحـلُ
فلو قيلَ عقلٌ كنتَ سَيِّدَ أهْلِهِ
إذا أنْصَفوا والمُنْصِفــاتُ قلائِلُ
ولو قيل فقهٌ ليسَ يَخْفِرُ ذِمَّةً
فأنت الذي تقضي وإنَّك عادلُ
فلا عن هوَى عِرْقِيَّةٍ وَ تَعَصُّبٍ
ولا غضبٍ أعمى ولستَ تُجاملُ
تجودُ ولمْ يسْأَلكَ مُعْدَمُ قُوتِهِ
عرفتَ ولمْ يَفْطِنْ لمنْ عفَّ جاهلُ
فلمْ تُبْقِ في بيتِ النُّبُوَّةِ خُبْزَةً
تجوعُ ويمضي في طعامكِ ســائلُ
إمامٌ يقولُ اللهُ فيكَ بيانَه
جَحَافلُ نورٍ تَرْتَديهـــا جَحَافلُ
إذا ما ارْتَقَى حرْفي إليكَ ووَجْدُهُ
فقلبي الذي يُملى وإنِّيَّ قائِلُ
أتيتُ لبيتٍ ليسَ يُوصدُ بابه
بِنَفْسِيَ جرحُ والجروح زلازلُ
فيَا سَيِّدي قدْ ضجَّتْ الأرضُ كًلُّها
وحطَّ كتابٌ أنْكَرَتْهُ الأنامِلُ
على منْجَلِ التَّاريخِ مالتْ قبائلُ
وما تعِبَتْ من حملِهِنَّ المناجِلُ
فرَأْسٌ علي رُمْحٍ ورأسٌ على الثَّرى
وتلْكُمْ حصادٌ فَاجِعٌ ومشاتِلُ
ومن عجبٍ أنَّ الدِّماءَ مشاربٌ
وكلُّ جنينٍ في المشيمةِ ذاهِلُ
كأنَّ وَلُوداً لا تُطيقُ صِغَارَها
وقدْ أُكْرِهتْ عندَ الرَّضاع الأرامِلُ
سَتَغْضَبُ إنْ ألقَيْتَ نظرةَ مُرْسَلٍ
وأَلْفَيْتَ مَصَّاصَ الدِّماءِ يُقَاوِلُ
يُمَزِّقُ في غِلٍّ خرائِط أُمَّةٍ
لهُ مَنْعَةٌ إنْ شاءَها وغَلائِلُ
ويمنحُ لمْ يَمْلِكْ فراغَ شِمالهِ
فَتَبَّتْ يدٌ سَرَّاقةٌ تَتَطاولُ
ومنْ سفهٍ أَنَّا نُقطِّعُ لَحمَنا
أَخٌ وأَخٌ سيفٌ يغوصُ وناصِلُ
بكاءٌ وبكَّاؤونَ من كلِّ شيعةٍ
وما ماتَ مقتولٌ ولا عاشَ قاتلَ
