نهار

جدل الاسم والهوية!!

عبلة الروينى
عبلة الروينى

ليس جديدا محاولات تغيير اسم (الهند)!!.. منذ سنوات (حكومة ونخب) يسعون لتغيير الاسم، الأدق استعادة الاسم القديم للبلاد (بهارات).. رفعت بالفعل قضايا أمام المحكمة العليا، لكنها رفضت التغيير، منعا لاتساع الجدل والانقسام!!

الخلاف الممتد والجدل حول اسم البلاد، يعكس أساساً صراعات القوى والهويات.. فالاسم القديم للهند هو (بهارات) وهو باللغة الهندية القديمة (السنسكريتية) ويعنى (أرض الجنوب).. وهو مسجل فى المادة الأولى من الدستور الحالى (الهند أى بهارات يجب أن تكون اتحاداً للولايات) لكن بقية مواد الدستور الأخرى، يشار للبلاد باسم الهند!!.. يعنى للدولة فى الدستور اسمان (بهارات) و( الهند).

الحكومة الحالية وحزبها الحاكم «بهاراتا» تعمل على استعادة الاسم الأصلى للبلاد (بهارات) ومحو اسم (الهند) باعتباره مصطلحا استعماريا ابتكره البريطانيون... وبالفعل الطائرة الخاصة لنقل الرئيس ونائبه ورئيس الوزراء، مكتوب عليها اسم (بهارات)!!.. وفى قمة العشرين التى استضافتها الهند قبل أيام، كانت الدعوات الرسمية الموجهة إلى الضيوف بأسم (رئيسة دولة بهارات)!!

الدعوة لتغيير اسم الهند ليست فقط باعتباره رمزاً للعبودية، وليست فقط لإزاله الرموز الاستعمارية، رغم ما تقوم به الحكومة الحالية بإزالة الرموز الاستعمارية فى التخطيط العمرانى وكتب التاريخ وحتى القوانين التى تعود للحقبة الاستعمارية، وتمت إعادة تسمية ٣ جزر هندية، تحمل أسماء حكام بريطانيين... لكن ليس فقط محو آثار المستعمر، لكن احتضان الهوية الأصلية للبلاد (الثقافية والتاريخية)... وهى تحديد منطقة الجدل بين المعارضين لتغيير الاسم.. يرون فيه تقسيماً وزعزعة لبلد متعدد الأطياف والديانات والأعراف، بمحاولة تسييد وسيطرة وهيمنة الهندوسية على  المجتمع الهندى... بينما طالب البعض بالاستمرار فى استخدام الاسمين معاً (الهند، بهارات).