فواصل

سراب السلام

أسامة عجاج
أسامة عجاج

إنه إذاً الحصاد المر، المحصلة النهائية لثلاثين عاما مرت على اتفاقية أوسلو للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بعد حالة التفاؤل التى سادت دول العالم، من مشهد التوقيع التاريخى للاتفاقية فى البيت الأبيض، صحيح أن الاتفاق كان أول اعتراف صريح من كل الأطراف، بأن القضية الفلسطينية هى مفتاح الاستقرار فى المنطقة، ولكن حصيلة الحقب السابقة تبدو كارثية، من خلال رصد المشهد الفلسطينى الحالى، فالاتفاقية استندت على عمودين رئيسين، قيام السلطة وإعلان الدولة، أما السلطة، فقد استثمرت تل أبيب الاتفاقية فى إنشاء أكبر سجن فى العالم، بحجم دولة فلسطين، وسكانها، وعددهم ٣ ونصف مليون.
 وخلقت أغرب إدارة له، حيث يتعين على السجناء، إعالة أنفسهم عبر سلطة، هى أيضا ضمن السجناء، دون أن يتكفل السجان بأى مسئولية تجاه حياتهم المعيشية، بل أتاحت اتفاقيات أوسلو والثانية فى عام ١٩٩٥، لتل أبيب سيطرتها  على موارد السجن، سواء المياه والكهرباء، والسيطرة على الحدود الخارجية، والتحكم فى حركة التجارة من وإلى الأسواق العالمية، كما تسيطر على إيرادات الضرائب، أما الدولة وهى العمود الثانى، وكان من المقرر إعلانها خلال خمس سنوات، تمثل مرحلة انتقالية، والتى تحولت إلى دائمة، فحدث ولا حرج، بعد أن أقرت كل الحكومات المتعاقبة، حتى بشكل شكلى، مشروع الدولتين ولكنهم نجحوا فى سياسة إدارة الصراع، دون حله، وجاءت الحكومة الحالية لتنهى أى أمل فى قيامها، حيث ضمت الضفة الغربية، دون إعلان، ولكن تعذر تنفيذها على الأرض، هو من يمنع إسرائيل من القيام بذلك، كما وافقت على مخطط لبناء ١٣ ألف وحدة استيطانية هذا العام،  حقيقة الأمر أنه لا بصيص أمل فى نهاية نفق أوسلو.