٤٨ فيلمًا تتنافس على ٢٢٤ ألف دولار| مهرجان «الجونة» يعود بباقة من أفضل أفلام العام

فيلم «مايو ديسمبر» - فيلم «تشريح سقوط» - فيلم «فى يومنا»  فيلم «وداعا جوليا»
فيلم «مايو ديسمبر» - فيلم «تشريح سقوط» - فيلم «فى يومنا» فيلم «وداعا جوليا»

مهرجان الجونة السينمائى، بعد غيابه عن الساحة الفنية العام الماضى، والذى فتح الباب لتكهنات عديدة حول توقف مفاجئ لمهرجان وُلد كبيرًا راسخًا رغم سنواته المعدودة بفضل إدارته المحترفة، وتمويله السخى وجاذبية موقعه، لماذا انسحب من المشهد بعد خمس دورات ناجحة، وكيف يعود؟ سؤال بين أسئلة أخرى أجاب عليها فريق المهرجان فى المؤتمر الصحفى الذى أقيم ظهر الإثنين الماضى بأحد فنادق القاهرة لإعلان تفاصيل الدورة السادسة والتى تقام خلال الفترة من ١٣ إلى ٢٠ أكتوبر القادم، وتحمل أحلامًا وأفلامًا ومشروعات ونقاشات ثرية عن السينما، الفن والصناعة والإنسانية، وهو ما أكده الأخوان سميح ونجيب ساويرس مؤسسا المهرجان، والمدير التنفيذى عمرو منسى.

٨٠ فيلما من أهم وأحدث إنتاج السينما العالمية والعربية يعرضها المهرجان فى أقسامه وبرامجه المختلفة، منها ٤٨ فيلما طويلا (٣١ فيلما روائيا و١٥ فيلما وثائقيا، وفيلما تحريك).

وأكد انتشال التميمى مدير المهرجان وماريان خورى المدير الفنى على أن الأرقام المعلنة تخص الأفلام التى تم تأكيد اشتراكها حتى الآن، وفى الطريق باقة إضافية من الأفلام قادمة من مهرجانات الخريف «تورونتو» و»نيويورك» و»سان سباستيان» وغيرها، سيتم الإعلان خلال أيام.
ووعد المديران بأن تكون الدورة السادسة هى الأكثر زخما بين دورات المهرجان، وأن تشهد مسابقاته الرسمية الثلاث تنافسا قويا على جوائزه التى تصل إلى ٢٢٤ ألف دولار أمريكى.

المشاعر الإنسانية تسيطر على أفلام المسابقة

فى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، يتنافس -حتى الآن- ١٤ فيلما، بينها فيلم مصرى واحد هو «آل شنب» لآيتن أمين، بطولة ليلى علوى ولبلبة وسوسن بدر وهيدى كرم، سيناريو وحوار إسلام حسام وأحمد رؤوف، تدور أحداثه حول امرأة ثلاثينية تعانى من تحكم والدتها، تضطرها الظروف لقضاء أيام حداد مع أمها وعائلة والدها الكبيرة فى الاسكندرية والتى تضم أربع عمات وأولادهن وأحفادهن، وخلال أيام الحداد التى جمعت العائلة تحدث مفارقات عجيبة ومضحكة.

ويتنافس فى هذه المسابقة الفيلم الفرنسى « تشريح سقوط» لجوستين ترييه الحاصل على جائزة السعفة الذهبية فى مهرجان كان ٢٠٢٣، وتدور أحداثه حول تحقيق فى حادث وفاة، تحيط به الشكوك، حيث تعيش كاتبة ألمانية مع زوجها الفرنسى وابن ضعيف البصر فى بيت بجبال الألب الفرنسية، فجأة يسقط الزوج من الشرفة العلوية، فيقع قتيلا.

مما يفتح الباب لاتهام زوجته بقتله، تجرى تحقيقات طويلة ودقيقة، لتعاد تمثيل الجريمة مرات، وتكشف التحقيقات عن تفاصيل علاقة معقدة بين الزوج الراحل والزوجة الكاتبة الناجحة، وغيرته الشديدة من نجاحها وتحققها، غير عقدة ذنب تسيطر على الأسرة بسبب الحادث الذى أدى لفقد جزئى ببصر دانيال الابن الوحيد، وهكذا تكشف التحقيقات، ثم المحاكمة عن علاقة زوجية وأسرية معقدة وملتبسة.

ومن مهرجان كان فيلم آخر رائع هو «مايو ديسمبر» لتود هاينز، تدور أحداثه حول علاقة ملتبسة بين النجمة الهوليوودية الأربعينية جرايسى وزوجها الشاب الذى يصغرها بـ ٢٣ عاما، وكان زواجهما وهو شاب صغير حديث الصحف..

من أجل إنتاج فيلم عن النجمة المخضرمة، تأتى اليزابيث الممثلة المعروفة والمرشحة للقيام بدور جرايسى لتقيم داخل بيت جرايسى لتقترب منها، لكن وجودها واقترابها يكشف مأساة حقيقية، ويعرى استغلال النجمة للشاب الصغير، ويفضح حقيقة المشاعر المكبوتة، الفيلم بطولة جوليان مور وناتالى بورتمان وتشارلز ميلتون..

ومن مهرجان كان أيضا، يعرض «فى يومنا» للمخرج الكورى هونج سانج سو، تدور أحداثه من خلال محادثة بين ممثلة وفتاة هاوية للتمثيل، وبالتوازى تتداخل محادثة أخرى بين شاعر مخضرم وأحد معجبيه..

وفيلم «لو أمكننى الغرق بسبات» لزولجارجال بيورفداش، تدور أحداثه حول مراهق متفوق، ينصحه أستاذه بالتقدم لمسابقة للحصول على منحة ليستكمل دراسته، لكن أمه تتركه مع أخوته الصغار، لتفوز بفرصة عمل فى الريف، فيضطر للعمل بقطع الأشجار ليوفر لأخوته حماية من البرد القارص، وتضيع فرصته فى الحياة والمستقبل بسبب الفقر.

من مهرجان كان أيضا سيتنافس على الجوائز الفيلم السودانى «وداعا چوليا» لمحمد كردفانى، والذى تنبأ بما يحدث فى السودان الآن، تدور أحداث الفيلم حول أسرة ثرية تعيش بالشمال، تورط الزوجة وهى مغنية معتزلة، زوجها الثرى فى قتل رجل جنوبى جاء معترضا على دهسها طفله الصغير بسيارتها، لا يسمعه الزوج المتعالى ويرديه قتيلا بسلاحه، تشعر الزوجة بالذنب فتقرر رعاية أرملة القتيل والطفل الصغير، ومن خلال علاقة الأسرتين، الشمالية والجنوبية، يرصد المخرج الموهوب جذور الصراع والذى أدى بالسودان للانفصال والتطاحن. الفيلم بطولة إيمان يوسف وسيران رياك ونزار جمعة وقير دوينى.

ومن مهرجان روتردام الذى اختتم فعالياته منذ أيام قليلة، يعرض بالمسابقة الفيلم المغربى «أرض الطيور» لليلى كيلانى، تدور أحداثه حول شابة من عائلة ثرية، تنقلب حياتها الهادئة رأسا على عقب عندما تعد جدتها حفل زفاف لأحد أقاربهما، يجتمع أفراد العائلة، يحاول البعض بيع البيت والأرض الشاسعة والتى تتشارك العائلة فى ملكيتها، وتجر تلك الصفقة مشاكل عديدة على الفتاة وجدتها والأسرة كلها.

ومن لوكارنو يعرض الفيلم الهندى «همسات النار والماء» للويدهاك تشاترجى، يتتبع فنان يسافر إلى منطقة جاريا فى شرق الهند المعروفة بمناجم الفحم، يرصد هناك استنزاف الموارد الطبيعية، حيث تتم عمليات حفر متواصلة بالمدينة بحثا عن الألماس، منذ عقود والمدينة تتعرض لانتهاك مواردها، فأصبحت فى جحيم بسبب أكوام الفحم والنيران التى التهمت كل شيء بحثا عن المجهول!

ويعرض بالمسابقة «تنويم مغناطيسى» لأرنست دى جير، الفيلم الفائز بجائزة أفضل ممثل بمهرجان كارلو فيفارى ٢٠٢٣ لهربرت نوردرم، وتدور أحداثه حول زوجين يعملان فى ريادة الأعمال، يرتبان لخوض مسابقة وعرض مشروع تطبيق مختص بالصحة النسائية، فى هذه الأثناء تحاول الزوجة الإقلاع عن التدخين بالتنويم المغناطيسى، فتتغير ويتغير أسلوبها، ويبدأ زوجها فى التغير هو الآخر..

ويعرض الفيلم البرازيلى «درب غريب» لجوتو بارنتيه الفائز بجوائز مهرجان تريبيكا ٢٠٢٣، أفضل فيلم روائى طويل دولى وأفضل تمثيل لكارلوس فرانسيسكو وأفضل سيناريو وأفضل تصوير، وتدور أحداثه وقت تفشى وباء كورونا، حيث يحاول مخرج شاب تدارك العلاقة مع والده، لكن كلما اقترب الاثنان يتباعدان تماما..

ويعرض «سعادة عابرة» لسينا محمد، الفائز بجائزة أفضل فيلم روائى من مهرجان أمستردام للفيلم الكردى، تدور أحداثه حول زوجين مسنين، يؤدى مرض الزوجة لتحول عميق فى علاقتهما ومشاعرهما.