جميل راتب.. رحلة «الفتى الشرير» من القاهرة إلى قلب باريس 

جميل راتب
جميل راتب

أيقونة فنية حقيقية أبدع في تجسيد العديد من الأدوار المتنوعة بين الخير والشر والكوميديا أنه الفنان جميل راتب الذي رحل عن عالمنا في 19 سبتمبر عام 2018.

ارتباطه بالفن كان قديما ووثيقا، تشكلت ملامحه وهو لا يزال طالبا يدرس الحقوق بالقاهرة، وفي عام 1946 اسند إلى جميل راتب دور في فيلم "الفرسان الثلاثة"، ثم توالت العروض عليه ليشترك في أفلام أخرى جديدة لكنه فضل أن يسافر إلى فرنسا ليكمل دراسته للحقوق.

  وفي باريس التحق بمعهد التمثيل استمرت الدراسة به ثلاث سنوات، اشترك خلالها في بطولة العديد من المسرحيات التي قدمتها الفرق التجريبية التي يديرها المسرحيون الشبان، وقرر أن يتخلى عن دراسته للحقوق وأن يركز كل جهده وفكره لفن المسرح.

 وبعد تخرجه في معهد التمثيل عرضت عليه فرقة "الكوميدي فرانسيز" أن ينضم إليها، وانطلق جميل راتب في جولات فنية مع الفرقة في ايطاليا وتركيا ولبنان ومصر.

عاد إلى القاهرة ممثلا لامعا يؤدي أدوار هامة في مسرحيتي "ثمن الحرية" و"الوارثة"، وعند عودته إلى باريس بعد هذه الجولة الفنية بدأ يخطو خطوات واسعة وجسورة وينطلق في عالم المسرح الرحب الكبير.

 وصفقت باريس بحماس لذلك الممثل المصري الذي يقدم كل ليلة فوق المسارح الباريسية ليؤدي أهم الأدوار الشسكبيرية وكتب النقاد عن ذلك الممثل القادم من القاهرة ليغزو أكبر مسارح باريس، وقدم "عطيل" والملك في "هاملت" و"تاجر البندقية"، وقام بأدوار البطولة في عدد كبير من المسرحيات الكلاسيكية "أجا ممنو" من المسرح الإغريقي.

 وعندما عرضت مسرحية "شهر زاد" لتوفيق الحكيم أدى جميل راتب دور "شهريار" الشهير، ولم يتوقف نشاطه عند حدود الكلاسيكيات بل اقتحم تجارب المسرح الحديث ليس كممثل فقط بل كمخرج أيضا فأخرج مسرحية "الدرس" ليونسكو لمسرح الجيب ومسرحيات لابسن وراسين لمسرح الفيوكولمبية.

 واستطاع الممثل المصري الذي يتميز بإشعاع وجاذبية وفي نفس الوقت لديه القدرة على تمثيل دور الفتى الأول الشرير أن يحقق وجوده بصورة مشرفة في قلب باريس مركز الإشعاع الفني والثقافي صاحبة التراث المسرحي العريق.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم