فى الصميم

‬عودة‭ ‬الدراسة‭..‬

جلال عارف
جلال عارف

أيام‭ ‬ويبدأ‭ ‬العام‭ ‬الدراسى‭ ‬الجديد‭.. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬المشاكل‭ - ‬كالعادة‭- ‬ بدأت‭ ‬مبكرا‭ ‬مع‭ ‬الشكوى‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الأدوات‭ ‬المدرسية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الآمال‭  ‬لا‭ ‬تنقطع‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬العام‭ ‬الدراسى‭ ‬الجديد‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬سابقيه‭ ‬رغم‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬التى‭ ‬نمر‭ ‬بها‭.‬


الكل‭ ‬يعرف‭ ‬أن‭ ‬مشاكل‭ ‬التعليم‭ ‬التى‭ ‬تراكمت‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬لن‭ ‬تحل‭ ‬فى‭ ‬يوم‭ ‬وليلة،‭ ‬ولكن‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نسير‭ ‬فى‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح‭ ‬وأن‭ ‬نحقق‭ - ‬باستمرار‭- ‬خطوات‭ ‬قتالية‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭.‬


والكل‭ ‬يعرف‭ ‬أن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬مشكلة‭ ‬قوامها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬‮٢٥‬‭ ‬مليون‭ ‬طالب‭ ‬ليست‭ ‬سهلة،‭ ‬لكنها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ضرورية،‭ ‬فهؤلاء‭ ‬هم‭ ‬المستقبل‭ ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نحسن‭ ‬إعدادهم‭ ‬وأن‭ ‬نسلحهم‭ ‬بالعلم‭ ‬والمعرفة‭ ‬ليتعاملوا‭ ‬مع‭ ‬عالم‭ ‬لا‭ ‬يعترف‭ ‬إلا‭ ‬بهذين‭ ‬المعيارين،‭ ‬ولا‭ ‬يهتم‭ ‬إلا‭ ‬بالعقول‭ ‬المبدعة‭ ‬التى‭ ‬تفتح‭ ‬كل‭ ‬أبواب‭ ‬الاجتهاد‭ ‬فى‭ ‬عالم‭ ‬تتضاعف‭ ‬المعارف‭ ‬فيه‭ ‬بسرعة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تخيلها‭.‬
والكل‭ ‬يدرك‭ ‬أن‭ ‬مهمة‭ ‬الإصلاح‭ ‬فى‭ ‬التعليم‭ ‬ليست‭ ‬سهلة،‭ ‬وأن‭ ‬الظروف‭ ‬لا‭ ‬توفر‭ ‬كل‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المطلوبة‭. ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬السير‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭.‬‭. ‬وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬التفاصيل‭ ‬الكثيرة‭ ‬فإن‭ ‬نقطة‭ ‬البدء‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬بديل‭ ‬عنها‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬إصلاح‭ ‬هى‭ ‬‮ «‬عودة‭ ‬المدرسة‮»‬‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تعنيه‭ ‬الكلمة،‭ ‬ومهما‭ ‬كانت‭ ‬التكلفة‭ ‬التى‭ ‬ينبغى‭ ‬أن‭ ‬يتحملها‭ ‬المجتمع‭ ‬كله‭. ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬بناء‭ ‬مستقبل‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬فى‭ ‬‮ «‬السناتر‮»‬،‭ ‬وعلى‭ ‬يد‭ ‬باعة‭ ‬الدروس‭ ‬الخصوصية‭.‬


هذه‭ ‬أولوية‭ ‬لا‭ ‬ينبغى‭ ‬التخلى‭ ‬عنها‭ ‬حتى‭ ‬فى‭ ‬أصعب‭ ‬الظروف‭. ‬الدولة‭ ‬تقوم‭ ‬بإنشاء‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬الجديدة‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬ملاحقة‭ ‬تزايد‭ ‬أعداد‭ ‬الطلاب‭ ‬فى‭ ‬غياب‭ ‬أى‭ ‬تنظيم‭ ‬للأسرة. ‬الجهد‭ ‬ينبغى‭ ‬أن‭ ‬يتلازم‭ ‬على‭ ‬الجبهتين‭: ‬عودة‭ ‬المدرسة‭ ‬وتنظيم‭ ‬الأسرة،‭ ‬والتعاون‭ ‬ينبغى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مع‭ ‬الجميع. ‬أتصور‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬دعم‭ ‬التعليم‭ ‬واجبا‭ ‬أساسيا‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬من‭ ‬يملكون،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬التعاون‭ ‬أكبر‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬والهيئات‭ ‬المدنية،‭ ‬وأن‭ ‬ينطلق‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ - ‬أولا‭- ‬هو‭ ‬باب‭ ‬المستقبل،‭ ‬وأن‭ ‬عودة‭ ‬المدرسة‭ ‬بشكلها‭ ‬الكامل‭ ‬هى‭ ‬أيضا‭ ‬تأمين‭ ‬للمجتمع‭ ‬لأنها‭ ‬تعني‭ - ‬ببساطة‭ - ‬أن‭ ‬توفر‭ ‬الأسرة‭ ‬ربع‭ ‬نفقاتها‭ ‬على‭ ‬الأقل‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتوجه‭ ‬الآن‭ ‬لتجار‭ ‬السناتر‭ ‬والدروس‭ ‬الخصوصية‭.‬
عودة‭ ‬المدرسة‭ ‬بجانب‭ ‬أنها‭ ‬ضرورة‭ ‬لمستقبل‭ ‬أولادنا‭ ‬وصالح‭ ‬الوطن‭- ‬فإنها‭ ‬ستمثل‭ ‬أكبر‭ ‬‮«‬علاوة‮»‬‭ ‬اجتماعية‭ ‬للأسرة‭ ‬تخلصها‭ ‬من‭ ‬مافيا‭ ‬المتاجرين‭ ‬بالتعليم،‭ ‬وتعيد‭ ‬الاعتبار‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬التربية‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬‮«‬التعليم‮»‬‭. ‬أو‭ ‬قبله‭ ‬بكثير‭!‬