إنها مصر

نموذج «سدس الأمراء»!

كرم جبر
كرم جبر

منذ سنوات كانت بنى سويف تتصدر المحافظات الأكثر فقرًا، بلا مرافق أو خدمات وكل شىء فيها يدعو للأسف والإشفاق، ولكن ما شاهدناه يوم السبت الماضى أثناء زيارة الرئيس لقرية "سدس الأمراء"، يؤكد حجم جراحات التجميل العاجلة للريف المصرى.


ولعل القرى الأخرى تحلم بأن تكون مثل هذه القرية السعيدة، وأن تدخلها المرافق والخدمات والمساكن النظيفة والشوارع المرصوفة، وتنتظر موعدها وفق الخطة المدرجة لمشروع حياة كريمة.


اللمسة الجمالية انعكست على الوجوه، خصوصًا الشباب والأطفال الذين يتطلعون إلى حياة تليق بطموحهم وتلبى احتياجاتهم فى التعليم ومراكز الشباب وغيرها من الخدمات.
غير الطقوس الإنسانية المتمثلة فى تقديم واجب العزاء للمتوفين فى إعصار ليبيا، وزيارة الرئيس لمنزل السيدة التى طلبت زيارة منزلها، لمس الرئيس المشكلة الملحة المتعلقة بزيادة أعباء المعيشة.
وجاءت حزمة القرارات كبادرة أمل أن تستقر الأوضاع، والناس على ثقة بأن البلد الذى تجاوز أزمات وتحديات هائلة فى السنوات الأخيرة، يستطيع أن يعبر الأزمة الحالية ويصل إلى بر الأمان.


الرئيس كان حريصًا أن ينقل للناس أنه يعيش مشاكلهم وهمومهم وأنه كأى مواطن عادى يعيش مثلهم، وشاء المولى عز وجل أن يحمله المسئولية الكبرى، وأنه لن يدخر وسعًا فى تحسين ظروفهم المعيشية كلما سمحت الظروف بذلك.
الرئيس تسلم مصر منهكة ومرهقة وعلى شفا الانهيار وتضربها الفوضى فى كل جانب، ولعل أبناء الريف المصرى يتذكرون أيامًا سوداء ساد فيها الخوف، ولم تكن هناك طرق ولا أى نوع من المرافق والخدمات.


الموقف تغير رأسًا على عقب، ومن بنى سويف إلى "سدس الأمراء"، يستطيع الإنسان أن يرى حجم التحسن فى الريف المصرى، فالطرق مرصوفة بشكل جيد، وعلى جانبى الطريق تتسم المبانى والمحال التجارية وغيرها من الأنشطة بالنظافة، وشتان بين سنوات الإهمال والموقف الآن.
كان مقدرًا لمصر أن تستمر فى معدلات التنمية الكبيرة التى تنقلها إلى مراتب الدول المتقدمة، ولكن حدثت الظروف الدولية المباغتة وأولها كورونا ثم الحرب الروسية الأوكرانية.
تعاملت مصر مع كورونا بأعلى درجات الحكمة والقوة، فلم تغلق أبوابها مثل سائر دول العالم، ولكن استمرت المشروعات الكبرى التى فتحت أبواب الرزق لملايين الأسر المصرية.


يقولون "من لا يجد عملًا أوجد له الشيطان عملاً"، والشيطان يكمن فى جماعة تتربص بكل ما يحدث فى مصر، وتنفذ من ثغرة البطالة إلى عقول الشاب لتجنيدهم ضد أوطانهم.
وامتصت المشروعات الكبرى ملايين الباحثين عن فرص عمل، وفى الطريق إلى المدن الجديدة، تجد آلاف السيارات وعليها عشرات الآلاف من العمال والمهندسين الذين يعملون فى المشروعات الجديدة، ولولا ذلك لضربت البطالة ملايين الأسر فى مقتل.


وتبقى مشكلة الدولار وما يسببه من ارتفاعات مجنونة وغير منطقية فى الأسعار، والدولة قادرة على اتخاذ إجراءات عملية على أرض الواقع للحد من الطلب المتزايد للدولار، وتشجيع المنتج المصرى ومدخلات الإنتاج المحلية.
ملايين الأفدنة تدخل حيز الإنتاج لتسد الفجوة الغذائية وتتيح معدلات كبيرة للتصدير، وآلاف المصانع فى مختلف المحافظات، وإنجازات أخرى ينبغى أن نتفاءل بها، ولا نصدق ما يثيره الكارهون من أحقاد وشائعات.