في الجمعية العامة للأم المتحدة تتحدث البرايل أولا.. والقذافي يواجه الجميع

 الجمعية العامة للأم المتحدة
الجمعية العامة للأم المتحدة

في سبتمبر من كل عام، يلتقي زعماء العالم معا في مكان واحد، تحت مظلة الأمم المتحدة لبحث القضايا العالمية الملحة، ويوصف هذا اللقاء بأنه قمة الدبلوماسية العالمية.

ولكونهم زعماء العالم، لا يعني أنهم لا يقدمون على السقوط في هفوات أو القيام بطرائف على مرأي ومسمع من العالم كله، أو الإحساس بفرط النشوة. 

وعادة ما يطلب من كل متحدث عرض كلمتهم فيما لا يزيد عن 15 دقيقة، لكن هناك بعض قادة العالم غالبا ما يذهبون إلى ما هو أبعد من ذلك.

الأمم المتحدة: قمة أهداف التنمية المستدامة «العودة إلى المسار الصحيح»

فيدل كاسترو، الزعيم الكوبي الراحل الذي صمد خمسة وأربعين عاما أمام الولايات المتحدة وأمام الحصار الاقتصادي الذي فرضته على بلاده، واستمر نظامه حتى بعد أفول ثم سقوط الأنظمة الشيوعية في الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية كان صاحب أطول خطاب بالأمم المتحدة، حيث تحدث لقرابة أربع ساعات ونصف عام 1960، ولحسن حظ الجميع أن هذه الكلمات لم يكن خلال المناقشة العامة. ولكنه يظل صاحب أطول خطاب في تاريخ المنظومة الأممية.

عادة ما تفتتح مداولات الدورة الأممية بكلمة الدولة المضيفة، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن في الدورة العاشرة، طلبت أمريكا أن تكون المتحدث الثاني، وهنا وقعت إدارة المراسم في مأزق حقيقي، بعد أن عرضت على كل الدول التطوع لملئ هذا الفراغ غير المتوقع، وعزف الجميع على التقدم بالكلمة الأولى، وأخيرا جاءت الموافقة من جانب البرازيل ومنذ ذلك الحين، ظلت تفتتح دولة البرازيل بصورة تقليدية المناقشة العامة.

الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات

بدعوة من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان يحتل منصب رئيس الجمعية العامة في عام 1974، ألقى الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات خطابا مطولا باسم منظمة التحرير الفلسطينية حيث خاطب الجمعية العامة لأول مرة، محاولا رسم أوجه تشابه بين بعض القضايا السياسية الرئيسية في ذلك الوقت والحالة الفلسطينية.

القذافي كالعادة غير تقليدي

في عام 2009 تحدث الراحل العقيد الليبي معمر القذافي في خطاب مطول، تجاوزت الساعة ونصف الساعة أمام الجلسة الرابعة والستين للجمعية العامة. 

واستهل كلامه قائلا" نحن لا نجامل ولا نقول كلاما ديبلوماسيا لا خائفين ولا طامعين ولا نقدر أن نجامل في مصير العالم نحن الآن نتحدث عن مصير العالم عن مصير الكرة الأرضية، عن مصير الجنس البشري، ليست هناك مجاملة ولا نفاق، ولا ديبلوماسية في هذه القضية المصيرية للبشرية، لأن التهاون والنفاق والخوف أدى إلى وقوع خمسة وستين حربا بعد قيام الأمم المتحدة". وفق مبدأ عدم المجاملة أو النفاق أو الديبلوماسية جاءت كلمة الزعيم الليبي معمر القذافي التي بدأها بالحديث عن التحديات التي تواجه العالم، وهي تغيير المناخ، والأزمة المالية، وأزمة الغذاء والماء، التصحر، والإرهاب والهجرة، وانتشار الأمراض، والانتشار النووي، إضافة إلى انتشار النفاق والخوف والكفر وانحطاط الأخلاق وسيادة المادة.