دخان «الدب الأخضر» يهدد صحة الإنجليز!

صورة موضوعية
صورة موضوعية

■ كتبت: هيام زكريا

تشير التقديرات إلى أن حوالى 4.3 مليون شخص فى بريطانيا يستخدمون السجائر الإلكترونية الآن، وتبلغ قيمة سوق السجائر الإلكترونية فى المملكة المتحدة ما يقرب من 3 مليارات جنيه إسترلينى سنويًا، وتنمو بنسبة تزيد عن 5٪ سنويًا، وفقًا لشركة Statista ، وبينما تم تسويق السجائر الإلكترونية فى البداية للأشخاص الذين يرغبون فى الإقلاع عن التدخين، فقد تغير ذلك التوجه الآن تمامًا، ويبدو أن المتاجر التى تبيع أجهزة السجائر الإلكترونية قد ظهرت فى معظم الشوارع الرئيسية، وتتوافر الآن السجائر الإلكترونية «vapes» فى مجموعة متنوعة ومذهلة من الأشكال والأحجام والألوان والنكهات، من «تارت الليمون» إلى «جيلي الدب الأخضر».

أجهزة التدخين الإلكتروني تتوافر بأشكال عديدة، حيث إن بعض الأجهزة قابلة لإعادة التعبئة؛ العديد من الأنواع الأخرى يمكن التخلص منها، وتقدم ما يصل إلى 600 نفثة قبل نفادها. يتم التخلص من حوالى مليونى جهاز تدخين إلكترونى للاستخدام الفردى أسبوعيًا فى المملكة المتحدة، وهناك الآن المئات من الشركات المختلفة التى تقدم السجائر الإلكترونية vapes. العلامة التجارية الرائدة فى المملكة المتحدة هى Elf Bar المملوكة للصين، والتى تصنع السجائر الإلكترونية التى تستخدم لمرة واحدة والتى تحظى بشعبية بين المراهقين البريطانيين؛ لمأزق عمالقة الصناعة مثل British American Tobacco أطلقوا أيضا علامتهم التجارية الخاصة.

◄ اقرأ أيضًا | مكافحة التبغ والتدخين: عدد مستخدمي السجائر الإلكترونية 20 مليون

وفي تقرير تاريخي فى عام 2015، خلصت هيئة الصحة العامة فى إنجلترا إلى أن التدخين الإلكترونى كان أكثر صحة بنسبة 95٪ من التدخين ووضعه فى مقدمة خططها للحد من التدخين. ويرجع ذلك أساسًا إلى أن السجائر الإلكترونية لا تحتوى على القطران أو أول أكسيد الكربون المسبب للسرطان، كما هو الحال فى السجائر، لكن هذا الادعاء أثار باحثين فى بلدان أخرى – وخاصة أمريكا، حيث تم التعامل مع التدخين الإلكترونى باعتباره تهديدًا خطيرًا للصحة العامة ومخاوف من أنه يمكن أن يسبب أمراض الرئة والربو. وجدت الدراسات فى الولايات المتحدة أيضًا أن بعض السوائل الإلكترونية ذات النكهة قد ثبت أنها تحتوى على مواد مسرطنة مثل البوليجون والفورمالديهايد. والنيكوتين مادة سامة وإن كانت خفيفة ويمكن أن تسبب مشاكل فى القلب.

دفعت المخاوف حوالى 40 دولة، بما فى ذلك الهند واليابان وسنغافورة والأرجنتين وأوروجواي- إلى حظر بيع السجائر الإلكترونية تمامًا. لكن الخطر الأكبر كان بشأن انتشار التدخين الإلكترونى بين الأطفال.

في أواخر عام 2019 وأوائل عام 2020، تسبب مرض رئوى غامض مرتبط بالتدخين الإلكترونى فى حالة من الذعر على نطاق واسع فى الولايات المتحدة. بدأ المرضى، الذين غالبًا ما يكونون صغارًا ويتمتعون بصحة جيدة، بالإبلاغ إلى المستشفى بعد معاناة أيام من القيء والحمى والتعب وضيق التنفس. انتهى الأمر ببعضهم فى العناية المركزة؛ وبحلول فبراير 2020، أبلغت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها عن 2807 حالة إصابة بالرئة تتطلب دخول المستشفى فى جميع الولايات الخمسين، و68 حالة وفاة.

أصبح المرض معروفًا باسم( Evali إصابة الرئة المرتبطة باستخدام السجائر الإلكترونية). يُعتقد أنه نتج عن خراطيش السجائر الإلكترونية فى السوق السوداء التى تحتوى على مستخلصات القنب ومواد مثل زيت فيتامين هـ. رداً على ذلك، أعلنت إدارة ترامب فرض حظر على مستوى البلاد على بعض نكهات السجائر الإلكترونية فى الولايات المتحدة، حيث كان سن شراء السجائر الإلكترونية 21 عامًا بالفعل.

في العام الماضي، أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية حظرًا (معلقًا في انتظار الاستئناف) على بيع جميع المنتجات التى تبيعها الشركة الرائدة فى السوق Juul، والتى يُعتقد أن منتجاتها بنكهة النعناع والفاكهة تجذب المراهقين، على أساس أن المسئولين لم يتم تقديم بيانات كافية لهم «لتقييم المخاطر السمية المحتملة لاستخدام منتجات Juul».

استخدام السجائر الإلكترونية بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و 17 عامًا ارتفع بشكل كبير فى المملكة المتحدة فى السنوات الأخيرة. وفقًا لمجموعة حملة Action on Smoking & health (ASH) فإن 20.5٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و 17 عامًا قد جربوا الـتدخين الإلكترونى زيادة عن 13.9٪ فى عام 2020. وحوالى 6.7% منهم يستخدمون السجائر الإلكترونية بانتظام أو أحيانًا.

تشير المدارس إلى أن التدخين الإلكترونى ينتشر بشكل متزايد بين التلاميذ؛ تحظى مقاطع الفيديو لأشخاص يناقشون تقنيات التدخين الإلكترونى على Tik Tok بشعبية كبيرة. تم العثور على العديد من السجائر الإلكترونية المتداولة فى المدارس البريطانية على أنها غير قانونية وغير مختبرة، حيث يحتوى بعضها على مستويات عالية من النيكل والكروم والرصاص، والتى يمكن أن تؤثر فى الجهاز العصبى المركزى ونمو الدماغ.

كل هذا أثار مخاوف حيث يبدو أن الشركات تقوم بتسويق سجائر إلكترونية vapes للمراهقين (الذين لا يستطيعون شراءها بشكل قانونى حتى سن 18)، وأن الأطفال ينجذبون للنيكوتين الموجود فى السوائل الإلكترونية، مما قد يؤدى إلى زيادة المشاكل الصحية والعمل كبوابة للتدخين.

يذكر أنه تم بيع 138 مليون سيجارة إلكترونية vapes  للاستخدام الفردى فى المملكة المتحدة العام الماضى.