فى المليان

نشـاط مكثـف للـرئيـس السيسى فى قمة مجموعة العشرين بالهند

حاتم زكريا
حاتم زكريا

خلال مشاركته فى الجلسة الختامية لقمة مجموعة العشرين يوم الأحد 10 سبتمبر بالعاصمة الهندية نيودلهى حذر الرئيس عبد الفتاح السيسى من تصاعد المخاوف منذ سنوات من أثر الميكنة والذكاء الإصطناعى على مستقبل التوظيف وهو الأمر الذى قد تتضاعف آثاره الاجتماعية والاقتصادية السلبية فى الدول النامية التى اعتمدت على الصناعات كثيفة العمالة، بما ينذر بإهدار الكثير مما تم إنجازه من جهود التنمية.. 

ووضع الرئيس السيسى قادة وزعماء مجموعة العشرين أمام مسئولياتهم لمعالجة التحديات القائمة قبل أن تستفحل وتتسبب فى أزمات تستعصى على الحل، مؤكداً أن الانطلاق للمستقبل والحلول القائمة على التعاون متعدد الأطراف تستوجب الإسراع فى معالجة تلك التحديات.. 

وأكد الرئيس أن هناك قضايا ملحة تستوجب وضع الحلول لها قبل تفاقمها، وخص منها قضيتين، الأولى هى الحاجة الملحة لمعالجة إشكالية ديون الدول النامية التى باتت تتخذ أبعاداً خطيرة نتيجة ارتفاع أعباء خدمة الدين، ليس فقط بالنسبة للدول منخفضة الدخل، وإنما أيضا فى الدول متوسطة الدخل، وهو الأمر الذى يتطلب سرعة اتخاذ قرارات حاسمة تحول دون اندلاع أزمة ديون عالمية، أما القضية الثانية فهى أن الإلتزام بأجندة التنمية المستدامة، وإتفاق باريس للمناخ يقتضى ضمان توفير التمويل اللازم، وتطوير نظام التمويل الدولى، وممارسات بنوك التنمية متعددة الأطراف، وذلك غير تعظيم قدرتها على الإقراض، ولاسيما توفير التمويل الميسر، مع ضمان ألا يكون التمويل المناخى على حساب التمويل التنموى.. 

وعلى هامش مشاركته فى قمة مجموعة العشرين التقى الرئيس السيسى مع المستشار الألمانى «أولاف شولتس»..

وأشاد الزعيمان بتطور مسار العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا فى جميع المجالات. كما التقى الرئيس السيسى أمس الأول نظيره التركى رجب طيب أردوغان، وأكد الرئيسان أهمية العمل من أجل دفع مسار العلاقات بين البلدين والبناء على التقدم الملموس فى سبيل استئناف مختلف آليات التعاون الثنائى. كما أعربا عن الحرص على تعزيز التعاون الإقليمى كنهج إستراتيجى راسخ، وذلك فى إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة والنوايا الصادقة، وبما يسهم فى صون الأمن والاستقرار فى منطقة شرق المتوسط.

وكان الرئيس السيسى قد شارك زعماء وقادة مجموعة العشرين فى وضع أكاليل الزهور على النصب التذكارى للمهاتما غاندى قبل عودة الرئيس بسلامة الله الى أرض الوطن.. 

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى قد وصل إلى الهند يوم الجمعة الماضى للمشاركة فى قمة مجموعة العشرين التى عقدت بمدينة نيودلهى تلبية لدعوة من رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى الذى تتولى بلاده رئاسة المجموعة التى عقدت فى ظرف دولى دقيق، وفى ظل علاقات وثيقة تربط بين مصر والهند.
وركز الرئيس السيسى خلال أعمال القمة على مختلف الموضوعات التى تهم الدول النامية بوجه عام والإفريقية على وجه الخصوص، لاسيما فيما يتعلق بأهمية تعزيز الاقتصاد العالمى على نحو متكافئ، على خلفية ما يوفره ذلك من فرص ومزايا تبادلية تهم فى جذب الاستثمارات وتحقيق النمو الاقتصادى والتنمية لجميع الأطراف كما أكد الرئيس خلال مشاركته غلى ضرورة تقديم المساندة الفعالة للدول النامية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة فى مواجهة التداعيات السلبية على الاقتصاد والغذاء والطاقة للعديد من الأزمات العالمية المتلاحقة، فضلاً عن ضرورة التزام الدول المتقدمة بتعهداتها فى إطار الإتفاقيات والآليات الدولية لمواجهة تغير المناخ وتمكين الدول النامية من زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة.. 

افتتح زعماء مجموعة العشرين لكبرى الاقتصادات المتقدمة والصاعدة فى العالم باستثناء رئيسى الصين وروسيا قمتهم فى العاصمة الهندية يوم الجمعة الماضى بالإعلان عن انضمام الاتحاد الأفريقى إليها كعضو دائم مما يمثل تعزيزاً كبيراً للقارة على مستوى العالم.. 

وأكد رئيس وزراء الهند ناريندرا مودى أن مجموعة العشرين وافقت على انضمام الاتحاد الأفريقى إليها، وقال مودى: إنه بموافقتكم جميعاً أود أن أدعو رئيس الاتحاد الأفريقى إلى تبوؤ مقعده كعضو دائم فى مجموعة العشرين «.. وتوجه رئيس جزر القمر غزالى عثمانى الرئيس الحالى للاتحاد الأفريقى إلى مودى وعانقه».

من جهته رحب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى موسى فقيه محمد بانضمام الاتحاد مؤكداً أن إفريقيا ستقدم مساهمة فعالة فى مواجهة التحديات العالمية.. وكانت القارة الإفريقية ممثلة فى مجموعة العشرين بدولة هى جنوب أفريقيا ويبلغ مجموع ناتجها الإجمالى ثلاثة تريليونات دولار.. وحتى الآن فإن التكتل الإقليمى الوحيد العضو فى مجموعة العشرين هو الاتحاد الأوروبى والذى يمثله فى قمة نيودلهى رئيس المجلس الأوروبى شارل ميشيل ورئيسة المفوضية أورسولا فون ديرلاين..

ومن القضايا التى ناقشتها القمة تغير المناخ وإصلاح البنك الدولى.. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش إلى تشكيل قيادة مشتركة لمكافحة أزمة المناخ والصراعات العالمية والفقر.. وذكر جويترش أن الهيكل المالى العالمى «عفا عليه الزمن» ويعانى من الاختلال الوظيفى وغير العادل.. ويتطلب إصلاحاً هيكلياً.. 

ومن بين المشاريع المقترحة أيضا ربط مرافق السكك الحديدية والموانى فى جميع أنحاء الشرق الأوسط بما فى ذلك الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن وإسرائيل مما قد يؤدى إلى تسريع التجارة بين الهند وأوروبا بنسبة تصل إلى 40%.

وللمرة الثالثة تحل مصر ضيفاً مميزاً على طاولة كبرى الاقتصادات فى العالم من خلال القمة الاقتصادية العالمية لمجموعة العشرين التى تقام فى الهند هذا العام.. فقد سبق أن حلت بمشاركة مميزة خلال رئاسة الصين لها عام 2016 ومرة أخرى فى عام 2019 خلال رئاسة اليابان لها.. 

وقد أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسى عدداً من اللقاءات الجانبية مع عدد من الزعماء والرؤساء المشاركين فى قمة مجموعة العشرين بالهند على هامش انعقاد القمة بنيودلهى، فقد التقى مع كل من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون وفوميو كيشيد رئيس الوزراء اليابانى وسيريل راما فوزا رئيس جمهورية جنوب إفريقيا وعثمان غزالى رئيس جمهورية جزر القمر الرئيس الحالى للاتحاد الأفريقى وأورسولا فون ديرلاين رئيسة المفوضية الأوروبية ولى تشيانج رئيس الوزراء الصينى ولولا دا سيلفا رئيس جمهورية البرازيل.