عن حارة نجيب محفوظ !

د.إلهـــام سيـــف الدولـــة حمـــدان
د.إلهـــام سيـــف الدولـــة حمـــدان

ياعم‭ ‬نجيب‭ .. ‬ صحيح‭ ‬إننا‭ ‬مازلنا‭ ‬نذكر‭ ‬مقولتك‭ ‬الشهيرة‭ : ‬“‭ ‬آفة‭ ‬حارتنا‭ ‬النسيان‭ ‬“؛هذه‭ ‬المقولة‭ ‬التي‭ ‬امتطاها‭ ‬ــ‭ ‬كفرس‭ ‬الرهان‭ ‬ــ‭ ‬البعض‭ ‬ممَّن‭ ‬تعاملوا‭ ‬مع‭ ‬“فعل‭ ‬الكتابة”‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الرواية‭ ‬والقصة؛‭ ‬وربما‭ ‬أخذها‭ ‬في‭ ‬المجاز‭ ‬بعض‭ ‬الشعراء‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬“أكل‭ ‬العيش”؛‭ ‬أو‭ ‬للتشدق‭ ‬بأنهم‭ ‬قرأوا‭ ‬ودخلوا‭ ‬“‭ ‬بالرِّجل‭ ‬اليمين”‭ ‬في‭ ‬عوالمك‭ ‬المليئة‭ ‬بخفايا‭ ‬الحواري‭ ‬الخلفية‭ ‬في‭ ‬مصرنا‭ ‬المحروسة‭ ‬ــ‭ ‬وقاهرة‭ ‬المعز‭ ‬بخاصة‭ ‬ــ؛‭ ‬حيث‭ ‬امتشقت‭ ‬قلمك‭  ‬وكأنه‭ ‬مبضع‭ ‬الجراح‭ ‬الماهر‭ ‬ــ‭ ‬في‭ ‬تعرية‭ ‬بعض‭ ‬شخوص‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬السادة‭ ‬والأعيان‭ ‬والحرافيش؛‭ ‬واستطعت‭ ‬اقتحام‭ ‬عالم‭ ‬المرأة‭ ‬وكشف‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬الحُجب‭ ‬والستائر‭ ‬المخملية‭ .. ‬والجدران‭ !‬

‭     ‬ولكنك‭ ‬ــ‭ ‬بالتأكيد‭ ‬ياعم‭ ‬نجيب‭ ‬ــ‭ ‬كنت‭ ‬تقصد‭ ‬النسيان‭ ‬لألاعيب‭ ‬السياسة‭ ‬والسياسيين؛‭ ‬والقابعين‭ ‬على‭ ‬أبواب‭ ‬السلاطين‭ ‬من‭ ‬الأمشجية‭ ‬والشماشرجية‭ ‬ولاعقي‭ ‬عتبات‭ ‬أصحاب‭ ‬النفوذ‭ ‬والسلطان‭ !‬

‭      ‬ولكن‭ ‬اسمح‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬لك‭ ‬ــ‭ ‬في‭ ‬ذكراك‭ ‬ــ‭ ‬إننا‭ ‬وسط‭ ‬عوالم‭ ‬السياسة‭ ‬وألاعيبها؛‭ ‬لم‭ ‬ننسك‭ ‬ــ‭ ‬ولن‭ ‬ننساك‭ ‬ــ؛‭ ‬فأنت‭ ‬بعقلك‭ ‬وروحك‭ ‬ونتاجهما‭ ‬الغزير؛‭ ‬تم‭ ‬تنصيبك‭ ‬ملكًا‭ ‬متوجًا‭ ‬للحرافيش‭ ‬وقائدًا‭ ‬لكتيبتهم‭ ‬المسلحة‭ ‬بحُب‭ ‬الوطن‭ ‬وإيمانًا‭ ‬بقدَره‭ ‬وقدراته؛‭ ‬وهذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬فراغ؛‭ ‬بل‭ ‬لأنك‭ ‬تحصَّنت‭ ‬بالنظرة‭ ‬الثاقبة‭ ‬الواعية‭ ‬لكل‭ ‬أمراض‭ ‬ومشاكل‭ ‬المجتمع‭ ‬بعوالمه‭ ‬الخلفية؛‭ ‬فجعلتك‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬كل‭ ‬مصري‭ ‬وعربي‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬جيناته‭ ‬كل‭ ‬الموروث‭ ‬الثقافي‭ ‬والمعرفي‭ ‬والحضاري‭ ‬لأمتنا‭ ‬العربية؛‭ ‬ولم‭ ‬نكن‭ ‬ـ‭ ‬أبدًا‭ ‬ـ‭ ‬محسوبين‭ ‬على‭ ‬عالم‭ ‬النسيان‭ !‬

‭  ‬ياعم‭ ‬نجيب‭ .. ‬

‭     ‬لقد‭ ‬شرُفت‭ ‬بالحديث‭ ‬إليك‭ ‬في‭ ‬عالمك‭ ‬السرمدي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سطوري‭ ‬الفائتة؛‭ ‬لنقول‭ ‬لروحك‭ : ‬نحن‭ ‬مدينون‭ ‬لك‭  ‬بكل‭ ‬هذا‭ ‬البهاء‭ ‬والنقاء‭ ‬الذي‭ ‬تركته‭ ‬إرثًا‭ ‬حلالاً‭ ‬بلالاً‭  ‬للأجيال‭ ‬الحاضرة‭ ‬والمستقبلية‭ .‬

‭      ‬والآن‭ ‬دعني‭ ‬أتحدث‭ ‬عنك‭ ‬وعن‭ ‬إبداعاتك‭ ‬مذ‭ ‬خرجت‭ ‬إلى‭ ‬الحياة‭ ‬وسط‭ ‬عائلة‭ ‬متوسطة‭ ‬الحال؛‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬الميلاد‭ ‬في‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭  ‬للعام‭ ‬1911وسط‭ ‬قاهرة‭ ‬المعز‭ ‬التي‭ ‬افتُـتن‭ ‬بها‭ ‬ومَلَكَتْ‭ ‬عليه‭ ‬عقله‭ ‬وروحه؛‭ ‬وقامت‭ ‬بتشكيل‭ ‬وجدانه‭ ‬ومشاعره؛‭ ‬بل‭ ‬ذُاب‭ ‬فيها‭ ‬عاشقًا‭ ‬متيمًا‭ ‬وراصدًا‭ ‬بقلمه‭ ‬لتاريخها‭ ‬العظيم؛‭ ‬ومصورًا‭ ‬بحروفه‭ ‬الماسية‭ ‬لكل‭ ‬منمنمات‭ ‬مبانيها‭ ‬العتيقة‭ ‬التي‭ ‬نكاد‭ ‬نشم‭ ‬بين‭ ‬أحجار‭ ‬جدرانها‭ ‬عبق‭ ‬التاريخ؛‭ ‬ونشعر‭ ‬في‭ ‬داخلنا‭ ‬ـ‭ ‬من‭ ‬وقع‭ ‬الكلمات‭ ‬والحروف‭ ‬ــ‭ ‬برهزات‭ ‬الميلاد‭ ‬والموت؛‭ ‬وراصدًا‭ ‬أمينًا‭ ‬لأحوال‭ ‬العباد‭ ‬الذين‭ ‬يقطنون‭ ‬فيها‭ ‬ويعيشون‭ ‬ويموتون‭ ‬تحت‭ ‬أسوارها‭ ‬العالية؛‭ ‬ولتشهد‭ ‬مدرسة‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬مراحل‭ ‬طفولته‭ ‬الأولى؛‭ ‬وتشهد‭ ‬له‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة‭ ‬بحصوله‭ ‬على‭ ‬ليسانس‭ ‬الآداب‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1934‭.  ‬

‭      ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬العملاق‭ ‬كان‭ ‬يسابق‭ ‬الزمن‭ ‬؛ليبدأ‭ ‬ممارسة‭ ‬“فعل‭ ‬الكتابة‭ ‬“‭ ‬في‭ ‬سنٍ‭ ‬مبكرة؛‭ ‬لتشهد‭ ‬مجلة‭ ‬“الرسالة‭ ‬“‭ ‬على‭ ‬صفحاتها‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1930‭ ‬سطور‭ ‬أول‭ ‬قصة‭ ‬قصيرة‭ ‬من‭ ‬تجلياته؛‭ ‬ولتشكل‭ ‬إصداراته‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الأربعينيات‭ ‬والخمسينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي؛‭ ‬مرحلة‭ ‬مهمة‭ ‬وجريئة‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬الرواية‭ ‬العربية‭ ‬المعاصرة‭ .‬

‭     ‬لقد‭ ‬تحول‭ ‬محفوظ‭ ‬إلى‭ ‬كاتب‭ ‬مشهور‭ ‬بعد‭ ‬نشر‭ ‬روايته‭ ‬الشهيرة‭ ‬“الطريق”‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1954‭. ‬وتدور‭ ‬الرواية‭ ‬حول‭ ‬حياة‭ ‬رجل‭ ‬مصري‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬ضواحي‭ ‬القاهرة؛‭ ‬وتعرض‭ ‬الرواية‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الموضوعات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالحياة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والسياسية‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬الخمسينيات؛‭ ‬ورصد‭ ‬دقيق‭ ‬لأحوال‭ ‬المصريين‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وضعت‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬أوزارها؛‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬إرهاصات‭ ‬الإحساس‭ ‬الجمعي‭ ‬بضرورة‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬ربق‭ ‬الاستعمار‭ ‬ونيل‭ ‬الاستقلال‭ ‬والتحرير‭ .‬

‭     ‬فقد‭ ‬منح‭ ‬العقل‭ ‬والفكر‭ ‬العربي؛‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الروايات؛‭ ‬نذكر‭ ‬منها‭ ‬ـ‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لاالحصر‭ ‬ــ‭ : ‬الحرافيش،أولاد‭ ‬حارتنا‭, ‬حضرة‭ ‬المحترم،‭ ‬حديث‭ ‬الصباح‭ ‬والمساء،‭ ‬ثرثرة‭ ‬فوق‭ ‬النيل،‭ ‬ليالي‭ ‬ألف‭ ‬ليلة،‭ ‬بين‭ ‬القصرين،السكرية،قصر‭ ‬الشوق،‭ ‬خان‭ ‬الخليلي،‭ ‬الشحاذ،‭ ‬بداية‭ ‬ونهاية،‭ ‬الحب‭ ‬فوق‭ ‬هضبة‭ ‬الهرم،الكرنك،‭ ‬السراب،‭ ‬السمان‭ ‬والخريف،‭ ‬زقاق‭ ‬المدق‭ ....‬إلخ؛‭ ‬لينتشر‭ ‬منتوجه‭ ‬العقلي‭ ‬المتفرد‭ ‬في‭ ‬أرجاء‭ ‬العالم‭ ‬الحديث؛‭ ‬وليزاحم‭ ‬عن‭ ‬جدارة‭ ‬واستحقاق‭ ‬كل‭ ‬الكتَّاب‭ ‬من‭ ‬السابقين‭ ‬والمجايلين‭ ‬له؛‭ ‬ليأتي‭ ‬الحصاد‭ ‬بعد‭ ‬ثمانٍ‭ ‬وخمسين‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬نشر‭ ‬قصته‭ ‬القصيرة‭ ‬الأولى‭ ‬بمجلة‭ ‬الرسالة؛‭ ‬ليحصل‭ ‬على‭ ‬“جائزة‭ ‬نوبل”‭ ‬في‭ ‬الأدب‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1988؛‭ ‬ليكون‭ ‬هو‭ ‬أول‭ ‬عربي‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬الرفيعة‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭ ‬المعاصر‭ . ‬

‭ ‬

‭     ‬لقد‭ ‬فرضت‭ ‬إبداعات‭ ‬نجيب‭ ‬محفوظ‭ ‬نفسها‭ ‬على‭ ‬عالم‭ ‬الأدب‭ ‬شرقًا‭ ‬وغربًا؛‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬مائزًا‭ ‬بأسلوبه‭ ‬الأدبي‭ ‬العميق‭ ‬المتأمِّل‭ ‬في‭ ‬تصوراته‭ ‬للحياة‭ ‬والموت‭ ‬بطريقة‭ ‬فلسفية‭ ‬وروحانية‭.‬

اشتهر‭ ‬نجيب‭ ‬محفوظ‭ ‬بأسلوبه‭ ‬الأدبي‭ ‬العميق‭ ‬والمتأمل؛‭ ‬وفي‭ ‬قصصه‭ ‬القصيرة،‭ ‬يتصور‭ ‬الحياة‭ ‬والموت‭ ‬بطريقة‭ ‬فلسفية‭ ‬وروحانية؛‭ ‬واستطاع‭ ‬أن‭ ‬يستكشف‭ ‬في‭ ‬قصصه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬العائلة‭ ‬والانتماء‭ ‬بتصويره‭ ‬الدقيق‭ ‬للشخصيات‭ ‬والتغلغل‭ ‬في‭ ‬أعماقها‭ ‬الروحية؛‭ ‬واستبيان‭ ‬كيف‭ ‬تؤثر‭ ‬عوامل‭ ‬الزمان‭ ‬والمكان‭ ‬فيها‭ ‬حيث‭ ‬تلعب‭ ‬الدور‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬رواياته؛‭ ‬مستخدمًا‭ ‬تقنياته‭ ‬وتجلياته‭ ‬في‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالرمزية؛‭ ‬لينقل‭ ‬إلى‭ ‬ذهن‭ ‬المتلقي‭ ‬فكرته‭ ‬حول‭ ‬الشيء‭ ‬الوحيد‭ ‬الثابت‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬الحياة‭ .. ‬وهو‭ ‬الموت‭ !  ‬هذا‭ ‬الموت‭ ‬الذي‭ ‬شرب‭ ‬كأسه‭ ‬في‭ ‬الثلاثين‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬للعام‭ ‬2006؛‭ ‬ليحمل‭ ‬على‭ ‬ظهره‭ ‬مشيَّـعًا‭ ‬إلى‭ ‬عالمه‭ ‬السرمدي‭ ‬الأخير‭ ‬عمرًا‭ ‬يناهز‭ ‬94‭ ‬عامًا؛‭ ‬ولنقف‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬ذكرى‭ ‬رحيله‭ ‬السابعة‭ ‬عشر؛‭ ‬دقيقة‭ ‬حدادًا‭ ‬على‭ ‬روحه‭ ‬في‭ ‬عليين‭ .. ‬عند‭ ‬مليكٍ‭ ‬مقتدر؛‭ ‬ليمنحه‭ ‬الثواب‭ ‬والعقاب‭ ‬على‭ ‬مسيرته‭ ‬التي‭ ‬حاربه‭ ‬فيها‭  ‬شراذم‭ ‬من‭ ‬غلاة‭ ‬التطرف‭ ‬العقائدي‭ ‬ومحاولتهم‭ ‬الفاشلة‭ ‬لاغتياله‭ ‬وتصفيته‭ ‬جسديًا‭ ‬ومعنويًا؛‭ ‬هذا‭ ‬التطرف‭ ‬الذي‭ ‬استشرى‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬من‭ ‬المراحل‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬مصرنا‭ ‬المحروسة؛‭ ‬حين‭ ‬حاول‭ ‬“‭ ‬بعض‭ ‬الحكَّام‭ ‬“‭  ‬والتابعين‭ ‬من‭ ‬فلولهم‭ ‬فرض‭ ‬وتطبيق‭ ‬مايرونه‭ ‬من‭ ‬أفكار‭ ‬لاتمت‭ ‬إلى‭ ‬الدين‭ ‬والعقيدة‭ ‬بأية‭ ‬صلة؛‭ ‬إلا‭ ‬صلة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والدم؛‭ ‬لمحاربة‭ ‬جيوش‭ ‬التنوير‭ ‬والتقدم‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭ ‬المعاصر‭ . ‬

‭      ‬وأخيرًا‭ .. ‬آثرت‭ ‬أن‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬ملامح‭ ‬الحياة‭ ‬الشخصية‭ ‬للعملاق‭ ‬نجيب‭ ‬محفوظ‭ ‬؛‭ ‬وتأثير‭ ‬الحياة‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬المصري‭ ‬على‭ ‬تكوينه‭ ‬وتوجهاته‭ ‬ومعتقداته؛‭ ‬دون‭ ‬الولوج‭ ‬إلى‭ ‬تناول‭ ‬إبداعاته‭ ‬بالتحليل‭ ‬والنقد‭ ‬الأدبي‭ ‬ــ‭ ‬وربما‭ ‬يكون‭ ‬لنا‭ ‬لقاءٌ‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬ــ‭ ‬لتعريف‭ ‬الأجيال‭ ‬بقصة‭ ‬كفاح‭ ‬هذا‭ ‬الرجل؛‭ ‬وكيف‭ ‬انحنت‭ ‬له‭ ‬رءوس‭ ‬كل‭ ‬دور‭ ‬النشر‭ ‬العالمية‭ ‬بالتحليل‭ ‬والترجمة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬اللغات‭ ‬الحيَّة‭ .‬

ودعوني‭ ‬أكتفي‭ ‬ببعض‭ ‬العبارات‭ ‬الخالدة‭ ‬التي‭ ‬وردت‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬رواياته‭ ‬وقصصه‭ ‬؛‭ ‬قال‭ ‬نجيب‭ ‬محفوظ‭ ‬عن‭ ‬الحُب‭ ‬ومعانيه‭ :‬

ــ‭  ‬لا‭ ‬معنى‭ ‬للحب‭ ‬دون‭ ‬إخلاص،‭ ‬صدق،‭ ‬وقليل‭ ‬من‭ ‬جنون‭ .‬

ــ‭ ‬عندما‭ ‬تغضب‭ ‬المرأة‭ ‬تفقد‭ ‬ربع‭ ‬جمالها‭ ‬،‭ ‬ونصف‭ ‬أنوثتها،‭ ‬وكلّ‭ ‬حبها‭!‬

ــ‭ ‬الأنثى‭ ‬لا‭ ‬تحب‭ ‬التوسط‭ ‬في‭ ‬العلاقة،‭ ‬إمّا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لها‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ .‬

ــ‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬ثمرة‭ ‬الحب‭ ‬ناضجة‭ ‬فاقطفها‭ ‬بلا‭ ‬تردد،‭ ‬فإن‭ ‬حكمة‭ ‬الدنيا‭ ‬لتذوب‭ ‬حسرةً‭ ‬على‭ ‬ثمرة‭ ‬حب‭ ‬ناضجة‭ ‬يزهد‭ ‬فيها‭ ‬الإنسان‭ !‬

‭     ‬والآن‭ .. ‬أعود‭ ‬إليك‭ ‬ياعم‭ ‬نجيب؛‭ ‬لأقول‭ ‬لك‭ : ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬“آفة‭ ‬حارتنا‭ ‬النسيان‭ ‬“؛‭ ‬ولكننا‭ ‬لاننسي‭ ‬الشخصيات‭ ‬المؤثرة‭ ‬التي‭ ‬أثرت‭ ‬العقل‭ ‬والوجدان‭ ‬والإحساس‭ ‬الجمعي‭ ‬المصري‭ ‬والعرب‭ ‬والعالمي‭ ‬بكل‭ ‬مايقوم‭ ‬بتعزيز‭ ‬وتقوية‭ ‬الحب‭ ‬والانتماء‭ ‬لتراب‭ ‬الوطن‭ .. ‬والإنسان‭ ! ‬أرجو‭ ‬بمقالي‭ ‬هذا‭ ‬وبجيراني‭ ‬من‭ ‬الأقلام‭ ‬الهاتفة‭ ‬بمشوارك‭ ‬العظيم‭ ‬نكون‭ ‬قدعززنا‭ ‬مقولة‭..‬آفة‭ ‬حارتنا‭..‬تذكر‭ ‬العظماء‭!‬

;