ملك المخدرات فى بريطانيا.. ابن رئيسة الشرطة المخضرمة

المتهم ارنولد
المتهم ارنولد

  وصفته محكمة برمنجهام البريطانية بـ»ملك المخدرات» اثناء مثوله للمحاكمة بعد القبض عليه في واقعة تهريب صفقة كوكايين كبرى تصل قيمتها إلى اكثر من 135 مليون جنيه إسترليني داخل البلاد، واشتهرت تلك الصفقة بإتمامها عبر خطة محكمة لإخفائها وتهريبها، أما الأمر الأكثر صدمة هو هوية المتهم وراء تلك الصفقة؛ اسمه جوناثان أرنولد الذي تحول الى حديث البريطانيين بسبب عائلته المرموقة فهو ابن النائبة او المفوضة السابقة للشرطة والجريمة في ستافوردشاير والتي توالت التقارير الإعلامية حولها وحول طريق الجريمة الذي سلكه ابنها.

بدأت المفاجأة بمداهمة فريق بحث من الشرطة مكون من 14 فردًا لمنزل مفوضة الشرطة لاعتقال ابنها الوحيد الثري والكشف عن جرائمه وبعد ايام قليلة نشرت شرطة ويست ميدلاندز صور للابن المتهم جوناثان، 30 عاما؛ ليوصف في التقارير الامنية بكونه «رئيس مجموعة الجريمة المنظمة» لتهريب كمية هائلة من المخدرات المهربة من كولومبيا وتخفت العصابة المنظمة وراء شركة نقل الأثاث كواجهة لأنشطتها الإجرامية يديرها جوناثان بتسهيلات وفرتها له منصب والدته.

حياة الاثرياء

وجهت الصحف البريطانية كمًا هائلا من التساؤلات للشرطية المخضرمة سو ارنولد وعمرها 63 عاما، حول كيفية تحول مسار حياة ابنها الوحيد إلى المسار الإجرامي وتعقبت وسائل الإعلام مسار حياته وهو خريج أشهر المدارس الخاصة؛ حيث وصلت مصاريفه السنوية الى 45 ألف جنيه إسترليني سنويًا وكذلك تمتع بأسلوب الحياة الترفيهي ليعتاد السفر إلى الخارج ويقود سيارته الفيراري في ارقى المطاعم والمتنزهات البريطانية، وتسببت طريقة حياته للاساءة إلى سمعة الام سو ارنولد التي انهت خدمتها وتحولت إلى ناشطة سياسية محنكة تترشح للبرلمان وسيدة أعمال ناجحة؛ لتشير إلى كونها في حالة صدمة نتيجة هذه الفضيحة حيث تشعر بالعار والإحراج بسبب دهشة الجميع من تمكن ابن موظفة عامة تتولى مهمة محاسبة الشرطة من بناء «امبراطورية» مخدرات.

بالرغم من إنكار الام لاتهام ابنها وتأكيدها أن الامر مجرد مكيدة لإلحاق الضرر بسمعتها وسمعة عائلتها إلا أن المتهم ارنولد اعترف أمام المحكمة بتورطه في مؤامرة تهريب 1500 كيلوجرام من الكوكايين، بقيمة تبلغ حوالي 135 مليون جنيه إسترليني، وكانت المخدرات مخبأة داخل شحنة فواكه على متن سفينة قادمة من أمريكا الجنوبية، وتولى أرنولد مهمة توفير شاحنة وسائق لتوصيل المخدرات التي سيتم إحضارها إلى بريطانيا، وتلقت عددا من الجهات الامنية بدول أوروبية بلاغات حول تلك الشحنة؛ ليتم اعتراضها وكشف عناصرها، في النهاية مثل ارنولد امام المحكمة منذ ايام قليلة وتلقى حكمًا بالسجن لمدة 23 عامًا وستة أشهر واعتبرت الام الحكم بمثابة ضربة قاضية لها ولزوجها جون ليوجها فريق المحاماة بتقديم استئناف ضد الحكم الذي وصفاه بالقسوة بحق ابنهما؛ لتزعم انه وقع ضحية عصابات المخدرات وانتقدت كبار ضباط الشرطة لمبالغتهم في توجيه الاتهامات نحو ابنها في الوقت الذي هرب فيه الزعماء الحقيقيون.

تجارة عالمية

فتحت القضية الأخيرة ملفات عديدة بشأن تجارة وتهريب المخدرات وخاصة الكوكايين؛ حيث يشير مكتب الأمم المتحدة المختص بالمخدرات والجريمة أن زيادة إنتاج الكوكايين ارتفع بنسبة 35 في المئة بين عامي 2021 و2022  ليصل إلى مستويات قياسية  نتيجة للتوسع في زراعة نبات الكوكا، ويلجأ المهربون إلى استخدام الخدمات البريدية الدولية لتوصيل المخدرات للمستهلكين، وتعد أوروبا وأمريكا الشمالية أكبر أسواق الكوكايين، تليها أمريكا الجنوبية والوسطى، وتشير البيانات إلى انتعاش دور دول غرب ووسط قارة افريقيا منذ عام 2019 كمنطقة عبور للكوكايين إلى اسواق اوروبا، وتشهد بريطانيا زيادة كبيرة في تهريب الكوكايين حيث يتم ضبط كميات كبيرة في طرود البريد السريعة، وتسيطر كولومبيا على طرق التهريب إلى أوروبا وخاصة بريطانيا وبلجيكا وفرنسا وإسبانيا وكاد يتوسع السوق في اوكرانيا إلا أن الحرب الروسية تسببت في تراجع التجارة غير المشروعة بشكل كبير.

استدراج المراهقين

نعود إلى بريطانيا حيث تتكرر حالات ضبط الكوكايين والمخدرات وأطلقت الشرطة البريطانية تحذيراتها مؤخرا؛ بسبب قيام تجار المخدرات باستدراج  المراهقين ممن تبلغ أعمارهم 13 سنة حيث يعدونهم بالمال والهواتف والسجائر الإلكترونية والملابس الثمينة للعمل لحسابهم، واكتشفت الشرطة تداول رسائل نصية يرسلها تجار المخدرات جاء فيها «من يود أن يجني 600 جنيه استرليني في عطلة نهاية الأسبوع؟»، وهو ما دفع الشرطة البريطانية إلى إطلاق حملة على تطبيق «سنابشات» تستهدف الفتيان الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 سنة وخاصة في لندن وبرمنجهام وليفربول لتحذيرهم من الانخراط في الشبكات الإجرامية.

اقرأ أيضًا : السلطات المكسيكية تدمر عربات مدرعة لعصابات المخدرات محلية الصنع


 

;