صوت الجنوب أصبح أقوى في مجموعة العشرين

بايدن وسوناك خلال قمة قادة مجموعة العشرين
بايدن وسوناك خلال قمة قادة مجموعة العشرين

■ كتبت: دينا توفيق

اجتمع زعماء مجموعة العشرين بالعاصمة الهندية «نيودلهي». فى لحظة حاسمة من التاريخ، حيث إن القرارات التى تم اتخاذها ستحدد مستقبل شعوب العالم أجمع. لا تزال الرياح المعاكسة التى تواجه النمو الاقتصادي العالمي وتهدد استقرار الكوكب قائمة. يدار الصراع بين روسيا وأوكرانيا وما يخلفه من خسائر فى الأرواح ومليارات الدولارات. ومن خلال فلسفة العيش فى سلام ونظام بيئى فى حاجة للتصدى للتغيرات المناخية، التزموا باتخاذ إجراءات ملموسة لمواجهة التحديات العالمية.

◄ الاتحاد الأفريقي أصبح الكتلة الإقليمية الثانية بعد الاتحاد الأوروبي

اتفقت دول مجموعة العشرين على أنه لا ينبغى للدول استخدام القوة سعياً للاستيلاء على الأراضى، وهو ما يمثل فوزًا كبيرًا لرئيس الوزراء الهندى «ناريندرا مودى» وسط الصراع الروسى الأوكرانى.  وكان الرئيس الأمريكى «جو بايدن» يأمل فى إقناع أكبر الاقتصادات فى العالم بالوقوف خلف أوكرانيا خلال انعقاد القمة بينما يضغط أيضًا على قضيته من أجل الاستثمار الأمريكى فى العالم النامى، وفقًا لشبكة «CNN» الإخبارية الأمريكية. 

وقال مسئولون فى البيت الأبيض مع انعقاد القمة فى نيودلهي، إن غياب اثنين من المنافسين العالميين الرئيسيين لبايدن، الزعيم الصينى «شى جين بينج» والرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» يوفر فرصًا لنظيرهم الأمريكى لتقديم قضية أكثر إيجابية فى القمة. وكان بايدن يأمل فى استخدام هذا التجمع لتصوير الولايات المتحدة على أنها ثقل ذات مصداقية للتواصل الاقتصادى الصينى.

ومع تزايد نفوذ الصين، المنافس الإقليمى للهند، فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز علاقاتها مع الهند وغيرها، حيث كشفت الولايات المتحدة والهند والاتحاد الأوروبى وآخرون عن خطط طموحة، لبناء ممر للسكك الحديدية والشحن يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا يهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادى والتعاون السياسى، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا لجهود بكين الخاصة لتوسيع التجارة العالمية. كما كشف النقاب عن إصلاحات واستثمارات جديدة فى البنك الدولى.

فيما اعترضت الصين على الرئاسة الأمريكية المقررة لمجموعة العشرين عام 2026، وفقًا لصحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية، فى خطوة تبرز الشعور العميق بعدم الثقة بين بكين وواشنطن. ومن ناحية أخرى، عارضت الدول الغربية، بما فى ذلك المملكة المتحدة، الخطوة الصينية، وتم إدراج العبارة فى النسخة النهائية التى اعتمدها القادة.

وجاء فى البيان المشترك، «نتطلع إلى الاجتماع مرة أخرى فى البرازيل عام 2024 وفى جنوب أفريقيا عام 2025، وكذلك فى الولايات المتحدة عام 2026 فى بداية الدورة المقبلة».

وقال مستشار الأمن القومى الأمريكى «جيك سوليفان»، «فيما يتعلق بمسألة الصين، كل ما يمكننى قوله هو أن البيان قد انتهى، والإشارة إلى الولايات المتحدة باعتبارها الدولة المضيفة لعام 2026 هى جزء منه، وقد وافقت الصين على ذلك.

وأن جميع أعضاء مجموعة العشرين قد وافقوا على ذلك ونحن سعداء بذلك.» وقال مسئولون لصحيفة «فايننشيال تايمز» إن موقف الصين فاجأ دبلوماسيين من وفود أخرى، وكشف عن الانقسامات التى لا تعد ولا تحصى بين القوتين العظميين. وأضافوا قائلين إن الحجج الصينية ضد الولايات المتحدة «ليست قضايا متعلقة بمجموعة العشرين».

◄ اقرأ أيضًا | مراسم استقبال رسمية لولي العهد السعودي بالهند 

وكانت الانقسامات العميقة داخل كتلة مجموعة العشرين بشأن أوكرانيا تلوح فى الأفق بشكل كبير على هذه المحادثات، حيث قال رئيس الوزراء البريطانى «ريشى سوناك» إن الإعلان يحتوى على «لغة قوية بشأن الحرب الروسية الأوكرانية». ولم يصدر رد فعل فورى من روسيا التى يمثلها وزير الخارجية «سيرجى لافروف». وكان قد قال إنه سيعرقل صدور الإعلان النهائى ما لم يعكس موقف موسكو بشأن أوكرانيا وأزمات أخرى. وذكرت وسائل إعلام روسية أن «سفيتلانا لوكاش»، ممثلة روسيا فى مجموعة العشرين قالت إن النص المتفق عليه يحمل «وجهة نظر متوازنة» للوضع.

وأضافت أن أوكرانيا لم تكن نقطة الخلاف الوحيدة فى التوصل إلى بيان، واتهمت القوى الغربية بمحاولة فرض فكرة أن «الصراع الأوكرانى هو الذى يثير كل الأزمات فى العالم الآن».

وعلى النقيض من ذلك، كان هناك دعم واسع النطاق لإضافة الاتحاد الأفريقى إلى مجموعة العشرين كعضو دائم، ليصبح الكتلة الإقليمية الثانية بعد الاتحاد الأوروبى، مما يعطى دفعة إلى مسعى مودى لإعطاء صوت أقوى لدول الجنوب العالمى كمضيف للقمة السنوية لهذا العام، وفقًا للإذاعة الوطنية العامة الأمريكية. وركزت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية على تمكن الهند المضيفة من إقناع المجموعة المتباينة بالتوقيع على بيان نهائي، ولكن بعد تخفيف اللغة بشأن القضية المثيرة للجدل المتمثلة فى الحرب الروسية الأوكرانية. وجاءت القمة بعد أيام فقط من إعلان الرئيس الروسى أن الاتفاق التاريخى الذى توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا الذى يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب بأمان عبر البحر الأسود لن يتم استعادته حتى تلبى الدول الغربية مطالبه بشأن الصادرات الزراعية الروسية.