فيض الخاطر

تعب القلوب

حمدى رزق
حمدى رزق

الكاتب والأديب «شريف الشوباشي» قلب المواجع، عندما نشر قائمة بأصدقائه ومعارفه الذين رحلوا عن دنيانا، رحيلهم»وجع قلبى جامد قوى». بعضهم غير معروف وبعضهم من المشاهير.


سبحان من له الدوام، الشوباشى جاله قلب يكتب أسماء الراحلين، اعترف قلبى الضعيف لم يطاوعنى لكى أكتب ثبتا بالراحلين، صعب الفراق، والقلب موجوع، والموت علينا حق، وكلنا نعانى فقدا عزيزا، ونتواصى بالصبر والسلوان.


مع منشور الشوباشى طفت على سطح الذاكرة شخصيات رحلت، وذكريات عبرت، وجميعا من أصحاب الفضل، فى رحلة الحياة يغادر القطار أجمل البشر، كل يهبط فى محطته، تاركا لنا الحزن ووجع القلوب،


فاتونا الحبايب نعانى تعب القلوب، وتعب القلوب أغنية حزينة شدا بها طيب الذكر «محرم فؤاد» ومنها «سبع ليالى بنبكى لم نامت لى عين» ..
السبعة ليالى على مقياس محرم فؤاد بسبع عقود ، العمر كله نمضيه فى وداع الأحباب إلى أن يحين موعدنا، ولا نملك فى غمرة الوداع إلا قولًا مأثورا، أنتم السابقون ونحن اللاحقون، حكمة مستبطنة فى القلوب.
الشوباشى حزين على فراق الأحباب، ويتوق لإحياء الذكرى وفاء للراحلين بذكر مواقفهم، وأزيده من الشجن بيتا،والأحياء أولى بالذكرى، كم من الأحياء نسيناهم فى غمرة الشغل بالحياة.


معتقد شخصى، الكتابة عن الأحباب على قيد الحياة فرض عين على المحبين، الحب يسعدهم ، الكلمة تطيل أعمارهم،وتلون أيامهم بالبهجة ، وترسم الغبطة على وجوههم الطيبة ..


الكتابة عن الأحباب الأحياء حق مستحق وواجب مستوجب، والكتابة عن أعز الناس بين ظهرانينا فرض عين على المحبين فى كل وقت .
محظوظ وثلة من الأحباب أن عشنا زمن الكبار، وتربينا على قيم الحب والعدل والجمال، شيوخنا الأجلاء لهم عيون ترى الجمال جميلا، وترفض القبح سعيا إلى تقفى صور الجمال فى نفوس البشر ووجوههم الطيبة.


معلوم الكتابة الجميلة من حنايا الروح الطيبة
أكتب محبا لمن يسعى بين الناس يحمل الحب، يعالج قسوة الحياة بضحكة بشوش، ويهون علينا الصعب، وكل عقدة عنده لها حلال، بتؤدة وعلى مهل وبثقة فى الله يتوفر على أعقد المشاكل، يسكب عليها بعض ماء من روحه الشفافة، بردا وسلاما .