فى الصميم

دانيال.. والهاربون من المسئولية!

جلال عارف
جلال عارف

نرجو أن تكون العاصفة «دانيال» قد فقدت بالفعل معظم قوتها قبل أن تصل إلى حدود مصر، وأن تمر بسلام فترة الاضطرابات المناخية التى تصاحبها والتى قالت الأرصاد إنها ستستمر لثلاثة أيام. ما فعلته «دانيال» عند مرورها على الأشقاء فى ليبيا كان مدمراً فى مناطق عديدة مثل «درنة» التى تم إعلانها منطقة منكوبة. الخبراء يقولون إن العاصفة تفقد الكثير من قوتها حين تصطدم بالأرض كما حدث مع «دانيال» فى ليبيا. ومع ذلك فتحذيرات الأرصاد تستوجب أخذ كل الاحتياطات مع مناخ متقلب للغاية ودرجة حرارة ترتفع  مع أمطار وعواصف رملية.


يبدو أن على العالم كله أن يتعلم كيف يعيش مع هذه التغيرات المناخية الهائلة التى تضرب فى كل مكان. مأساة الزلزال فى المغرب الشقيق قد تكون أسبابها غير مرتبطة بهذه المتغيرات المناخية، لكن المأساة تكون أكبر حين يضرب الزلزال فى منطقة تعانى مع متغيرات المناخ وتعيش مؤخراً مع  ارتفاع كبير فى درجات الحرارة، وحرائق تأكل الغابات والمزارع، وجفاف يقتل الحياة، ثم تأتى عاصفة «دانيال» ونراها فى ليبيا الشقيقة تدمر مدناً وترفع منسوب مياه البحر إلى أربعة أمتار، ولعلها بإذن الله تمر بسلام بعد أن هدأت حدتها.
بالتأكيد.. سيكون هناك المزيد من الجهد المشترك بين دول شمال افريقيا، وبينها وبين دول المتوسط الاوربية من أجل تعاون أكبر فى التعامل مع متغيرات مناخية خطيرة وفى توفير إمكانيات المواجهة فى ظل التقصير الذى مازال مستمراً من جانب القوى الصناعية الكبرى فى الوفاء بالتزاماتها لمكافحة التلوث المناخى وتحمل مسئولياتها كأكبر مسبب لهذا التلوث!!


وفى آخر تجمع للدول العشرين الصناعية وجدنا الخلاف مستمراً حول قضية المناخ، ووجدنا دولاً كالصين والهند تصر على استمرار استخدام الفحم كوقود رخيص وإن كان أكثر تلويثاً للبيئة، بينما دول صناعية أخرى تراوغ فى تنفيذ تعهداتها، وقارة مثل افريقيا تنتظر التمويل الدولى لمشروعات البيئة دون نتيجة ظاهرة إلا استمرار التدهور فى الظروف المناخية فى كل انحاء العالم!!


كل الأمل أن تمر بقايا عاصفة «دانيال» علينا بأمان، وأن يبقى بعدها السؤال الحقيقى يفرض نفسه على الجميع: إلى متى يتحمل العالم هذا العبث فى قضية المناخ والكل يعرف أنها مسألة حياة أو موت؟!