«خصر امرأة».. قصة قصيرة للكاتب محمود حمدون

 قصة قصيرة للكاتب محمود حمدون
قصة قصيرة للكاتب محمود حمدون

الخريف جاء مبكّرًا؟ لا لا, أجزم أنه جاء بوقته تمامًا, التحوّلات الجغرافية معروفة مواعيدها, الطبيعة لا تجامل أحدًا ولا تناور على حساب مصلحة، لا تثريب عليها إن تناست إلقاء السلام كلّما مرت جوار صفحتي, لا ملامة علىّ إن أتت صباحات وأدبرت مساءات دون تحيِّة كنت أفرط في قولها من قبل, كنت أراها واجبة.

المتن يا عزيزي ما يربط بيننا في اللحظة الراهنة, هو ما دعاها أن تقتحم عالمي الافتراضي, قائلة:

وماذا بعد أن تأتيك صورة تقف أمامها حائرًا, شروق هو أم غروب؟ لذلك أرسلتها إليك علّني أجد لديك تفسيرًا يريح القلب.

- اكتفيت بإلقاء نظرة واحدة على الصورة, قلت لها: متعة الحياة الدنيا أن يعصر المرء برفق خصر امرأة بيد وبالأخرى يقبض بقوة على فنجان قهوة, ثم ليكن بعد ذلك ما يكون, ثم عُدت إلى بعض شأني.

لكن.. مضت ثلاث ساعات ولم يأت ردّها. فقلت كأنني لا أهتم:  تُرى ماذا حدث ما بين شروق شمسها وغروبها؟!

بل ماذا حدث ما بين التحيّتين؟ أما زال المتن قائمًا؟