أعنف زلزال فى تاريخ المغرب| ١٠٣٧ قتيلًا و١٠٢٤ مصابًا وتضرر 300 ألف ودمار واسع

تضرر أحد المساجد فى المدينة العتيقة بمراكش
تضرر أحد المساجد فى المدينة العتيقة بمراكش

فى كارثة إنسانية بالمغرب، لقى ١٠٣٧ شخصا على الأقل مصرعهم وأصيب ١٠٢٤ آخرون جراء زلزال هو الأعنف فى تاريخ المملكة والذى ضرب مراكش فى الساعات الأولى من فجر أمس وهز مناطق واسعة من البلاد وخلف دمارا كبيرا طال مناطق أثرية مع تضرر 300 ألف شخص وسط توقعات بخسائر اقتصادية جسيمة.

وقالت وزارة الداخلية المغربية أمس السلطات «سخّرت كل الوسائل والإمكانات من أجل التدخل وتقديم المساعدة وتقييم الأضرار» وسط توقعات بارتفاع عدد الضحايا بينما يكافح رجال الإنقاذ للوصول إلى المناطق النائية الأكثر تضررا. 

وبتعليمات من العاهل المغربى الملك محمد السادس نشرت القوات المسلحة الملكية بشكل عاجل  وحدات تدخل متخصصة مكونة من فرق البحث والإنقاذ، ومستشفى طبى جراحى ميداني. وذكر بيان للقيادة العليا للقوات المسلحة أنه تم اتخاذ التدابير الضرورية للتواصل والتنسيق مع السلطات المحلية. كما تم نشر وحدات للتدخل، وطائرات، وطائرات دون طيار، ووسائل هندسية، ومراكز لوجيستية لتقديم الدعم الضرورى للمناطق المتضررة. 

وقالت وكالة الأنباء المغربية إن «السلطات الصحية أعلنت انطلاق عملية إيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة من الزلزال» وأشارت إلى أنه تم تعبئة سبع شاحنات محملة بالأغطية وأسرة المخيمات ومعدات الإضاءة لتقديم المساعدات الإنسانية فى أسرع وقت لسكان المناطق المنكوبة. ووجهت السلطات نداء عاجلا للمواطنين خاصة بمراكش للتبرع بالدم وقال مسئولون صحيون إن المصابين سيحتاجون إلى كميات كبيرة من الدم داعين إلى التحلى بمسئولية عالية فى مثل هذه الظروف. وأعلنت منظمة الصحة العالمية تضرر أكثر من 300 ألف شخص جراء الزلزال وأعرب مدير المنظمة، تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، عن استعداد المنظمة لدعم الاحتياجات الصحية العاجلة بالمغرب.

وقال المركز الوطنى للجيوفيزياء إن قوة الزلزال بلغت 7 درجات على مقياس ريختر ومركزه يقع فى إقليم الحوز جنوب غرب مدينة مراكش السياحية. وقال المسئول بالمعهد ناصر جابور «إنها المرة الأولى منذ قرن التى يسجل فيها المركز هزة أرضية عنيفة بهذا الشكل بالمغرب «. وأضاف أن الهزة الرئيسية تلتها مئات من الهزات الارتدادية، بلغت أقواها حول 6 درجات، وعادة ما تكون الهزات الارتدادية أقل قوة.  

وقالت هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية إن قوة الزلزال بلغت 6٫8 درجة ومركزه يقع بالقرب من بلدة إجيل فى ولاية الحوز، على بعد 70 كيلومترا جنوب مراكش وعلى عمق 18 كيلومترا. وأضافت «الزلازل بهذا الحجم فى المنطقة غير شائعة ولكنها ليست غير متوقعة». وتوقعت «حدوث أضرار كبيرة ومن المحتمل أن تكون الكارثة واسعة النطاق». ورجحت أن تتراوح أعداد الضحايا أكثر من 1000 شخص وأن تتكبد المملكة «أضرارًا اقتصادية جسيمة» تصل قيمتها إلى 2% من الناتج المحلى الإجمالى أى ما يعادل 3 مليارات دولار. 

وتسبب الزلزال فى أضرار مادية كبيرة حسب شهود وصور متداولة على شبكات التواصل الاجتماعى ولا تزال قرى بالمناطق الجبلية جنوب غرب مراكش محاصرة ومن الصعب الوصول إليها. وامتد الدمار للمناطق التاريخية حيث أظهرت مشاهد انهيار جزء من مئذنة فى ساحة جامع الفنا الشهيرة واهتزت أيضا صومعة جامع الكتبية، وتصاعد منها غبار كما انهارت بعض المبانى وأجزاء من سور المدينة العتيقة المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو». ويعمل الناس جاهدين لرفع الأنقاض بينما ينتظرون وصول المعدات الثقيلة. كما تم تداول مقاطع أظهرت وجود عالقين تحت الأنقاض وسط مساعى حثيثة لإخراجهم.

وإلى جانب مراكش، شعر سكان العاصمة الرباط والدار البيضاء وأغادير والصويرة بالزلزال الذى أثار حالة من الذعر بين السكان الذين هرعوا إلى الشوارع لقضاء ليلتهم خشية الهزات الارتدادية أو انهيار منازلهم.